كتابان جديدان يتهمان الفاتيكان بتخريب إصلاحات البابا

عبد الإله مجيد: واجه الفاتيكان اتهامات جديدة بسوء الادارة والجشع وعمل مصالح خاصة ضد التغيير، وذلك ضمن كتابين صدرا بعد يوم على اعلان مسؤولين في مقر البابا عن اعتقال مسؤولَين يعملان في الفاتيكان، للاشتباه في تسريبهما معلومات داخلية.&

&

وتشير الاتهامات، التي يتضمنها الكتابان، الى وجود عقبات كثيرة في طريق البابا فرنسيس، الذي يريد اصلاح بيروقراطية الفاتيكان المعروفة بتكتمها الشديد على ممارساتها والمتهمة، منذ سنوات، بعدم الكفاءة والشفافية.

&

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" انها حصلت على نسخة مبكرة من كتاب الصحافي الايطالي اميليانو فيتيبالدي "جشع"، موضحة بأنه "يكشف وثائق تتعلق بثروة كنيسة فرنسيس وفضائحها واسرارها"، كما ويخوض عميقًا في تفاصيل حسابات مشبوهة في بنك الفاتيكان، بالإضافة الى الحياة الباذخة التي يعيشها بعض الكرادلة، والاشتباه باستغلال اموال مخصصة للمستشفيات.

&

وفي حدث واحد، يروي فيتيبالدي رحلة بطائرة هليكوبتر كلفت 23 الف يورو، قام بها عام 2012 سكرتير الدولة السابق في حاضرة الفاتيكان، الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، الذي نحاه البابا فرنسيس من منصبه. &كما يوثق الكاتب كيف دفعت مؤسسة دينية تكاليف اعادة تأثيث بيت "بيرتوني".&

&

&

ويستعرض "فيتيبالدي" في كتابه المشاكل المستمرة في بنك الفاتيكان، الذي اصبح هدف عملية تطهير واسعة بدأت في زمن بنديكت السادس عشر وكثفها البابا فرنسيس.&

&

وقال الصحافي "فيتيبالدي" لصحيفة واشنطن بوست: "ان بنك الفاتيكان لم يُطهَّر كما كنا نظن"، وكانت مجلة "اسبرسو"، التي يعمل فيها الصحافي الايطالي، مسؤولة عن عدد من اكبر التسريبات المتعلقة بالفاتيكان هذا العام، بينها منشور بابوي حول البيئة.

&

كما صدر هذا الاسبوع كتاب الصحافي الايطالي &جيانلويجي نوزي "تجار في المعبد"، والذي يستند الى وثائق ومقابلات وتسجيلات للبابا وهو يتحدث في اجتماعات مغلقة، بحسب ناشر الكتاب. &

&

&

وينقل الكتاب عن البابا انتقاده الشديد لمسؤولين ماليين قائلا لهم: "ان المصاريف خرجت عن السيطرة"، وطالب بالشفافية بعد ان وجد "ميزانيات غير رسمية" لأموال تلاعب بها مسؤولون في الفاتيكان، كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن الناشر. &

&

ويتناول الكتاب، أيضًا، محاولات مفترضة لتخريب اصلاحات البابا فرنسيس ونمط الحياة الباذخ لبعض الكرادلة، ويذهب الى انه يوثق استغلال اموال جُمعت من نذور تُقدم في كنائس.&

&

ويُنقل عن البابا قوله: "إذا لم نعرف كيف نصون مالنا الذي يمكن رؤيته، فكيف نستطيع ان نصون ارواح المؤمنين التي لا يمكن رؤيتها؟"، كما يُفترض بأن يكشف الكتاب الأسباب الحقيقية والكاملة وراء قرار بنديكت المفاجئ الاستقالة عام 2013. &

&

&

وحصلت وكالة اسوشيتد برس وصحيفة كوريري ديلا سيرا على نسخة من الكتاب الذي سيصدر في 5 تشرين الثاني (نوفمبر)، وقالت الوكالة ان الكتاب يركّز على المصاعب التي واجهت لجنة الثمانية التي شكّلها فرنسيس لدراسة اصلاح الجهاز البيروقراطي الذي يدير الفاتيكان، ويتضمن الكتاب توثيقًا لهدر ايرادات قيمتها ملايين اليوروهات، وفضيحة آلة صنع القديسين في الفاتيكان، بالإضافة إلى طمع بعض الاساقفة، وإلى عملية السطو التي تعرض لها الفاتيكان.&

&

وتنقل صحيفة كوريري ديلا سيرا عن الكتاب بأن اجتماعًا حصل عام 2013 ، بعد فترة وجيزة على انتخاب فرنسيس لمنصب البابا، يعرب فيه عن صدمته بحالة حسابات الفاتيكان. &

&

وابدى البابا قلقه البالغ بعد الاطلاع على رسالة مدققين يشيرون فيها الى غياب الشفافية غيابًا تامًا في ميزانية الكرسي الرسولي، وفي مكتب ادارة الفاتيكان على السواء. &

&

&

وجاء كشف هذه المعلومات بعد يوم على اعلان الفاتيكان القاء القبض على لوتشيو انغيل فاليجو بالدا، رئيس اللجنة التي شكلها البابا لاصلاح الجهاز الاداري، وفرانسيسكا تشاوكي، التي كانت عضوًا في اللجنة، بتهمة تسريب وثائق داخلية، فيما اشار الفاتيكان الى ارتباط الكتابين الجديدين بالمشتبه فيهما.&