لطالما أدت مسقط دور الوسيط الذي يجمع المتناقضات ويفرب المسافات السياسية بين المتخاصمين. وإليها وصل عادل الجبير اليوم حاملًا ملفات ساخنة: اليمن، سوريا... والخطر الإيراني.

الرياض: وصل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى العاصمة العُمانية مسقط اليوم الخميس في زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العمانية. (المزيد)

وأوضحت الوكالة أن الجبير سيلتقي عددًا من كبار المسؤولين في السلطنة، وأنه أشاد عند وصوله بعمق العلاقات الأخوية التي تربط سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، والتعاون المشترك في كافة المجالات.

وأوضح الجبير أن زيارته إلى عُمان تأتي في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين، وتبادل الآراء حول أهم القضايا الراهنة في المنطقة.

ورجح المراقبون أن يكون على جدول مباحثات الجبير في مسقط ثلاثة بنود: الوضع في اليمن، الوضع في سوريا، والخطر الإيراني على الخليج والمنطقة، علمًا أن لمسقط باع طويل في أعمال الوساطة بين الدول، وهي تضطلع بدور مهم، تؤدّيه في سبيل جمع المتناقضات، تمامًا كما فعلت في جمع النقيضين الأميركي والإيراني في مفاوضات سرية طويلة، كانت فاتحة المفاوضات العلنية التي أثمرت الاتفاق النووي بين إيران والدول الست.

في هذا الاطار، يعلّق مراقبون الآمال على وساطة عمانية، تنقذ ما بقي من اليمن، خصوصًا أن العمليات العسكرية مستمرة، وتشهد الميادين اليمنية تراجعًا حوثيًا، إلا أن السعودية لا تقفل الباب دون أي مبادرة وساطة تنهي الصراع اليمني بحل سلمي.

كما سيطلع وزير الخارجية السعودي القيادة العمانية على ما جرى في فيينا أخيرًا، في أثناء اللقاء الدولي حول سوريا، والذي حضرته إيران والسعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا. وتعول السعودية على دور عماني في هذا الاتجاه، خصوصًا أن اجتماع فيينا لم يصل إلى أي نتيجة، بسبب تعنت إيران وتمسكها ببشار الأسد، بينما بدت روسيا مستعدة للتخلي عنه، مقابل صيغة إنتقالية.

أما البند الثالث، فالخطر الإيراني المستمر على دول المنطقة، خصوصًا أن أصوات عديدة تتصاعد في داخل إيران، مشددة على استمرار سياسة "تصدير الثورة" أو الحرب بالوكالة ضد دول الخليج، وهذا ما لن تسمح به السعودية.

وكان في استقبال الحبير الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، والسفير السعودي لدى مسقط عيد بن محمد الثقفي، وعدد من مسؤولي الخارجية العمانية.