أفرج تنظيم الدولة الإسلامية السبت عن 37 مسيحيًا آشوريًا، معظمهم من النساء، كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وفق ما أكدت منظمات آشورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
إيلاف - متابعة: قال المرصد الاشوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان "تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي أطلق سراح 37 شخصًا كان قد اختطفهم يوم 23 شباط/فبراير الماضي اثناء اجتياحه القرى والبلدات الآشورية على نهر الخابور في محافظة الحسكة".
معظمهم كبار
وافاد مصدر في المرصد الاشوري لوكالة فرانس برس بأن المفرج عنهم "يتوزعون بين 27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم من كبار السن، وقد وصلوا صباحا الى بلدة تل تمر الاشورية، آتين من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة".
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان نبأ الافراج عن المخطوفين، تزامنًا مع اشارة مدير الشبكة الاشورية لحقوق الانسان اسامة ادوار، الذي يتخذ من ستوكهولم مقرا، الى ان "معظم المفرج عنهم يتحدرون من بلدتي تل شاميرام وتل جزيرة" في ريف الحسكة الشمالي.
وشن تنظيم الدولة الاسلامية في 23 شباط/فبراير هجوما استهدف منطقة الخابور، التي تضم 35 بلدة اشورية في محافظة الحسكة، وتمكن من السيطرة على 14 بلدة منها، قبل ان يتمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من طرد التنظيم من هذه البلدات في ايار/مايو.
مقابل أموال
وخطف التنظيم خلال الهجوم 220 آشوريًا من ابناء المنطقة، بينهم نساء واطفال، ثم اطلق سراح العشرات منهم على دفعات منذ ذلك الحين. وتتضارب ارقام الجهات المعنية حول عدد المخطوفين، الذين لا يزالون رهائن لدى التنظيم بين 140 أو150، خصوصا بعد تقارير افادت بإقدام التنظيم على قتل ثلاثة من المخطوفين باطلاق الرصاص عليهم في الشهر الماضي، من دون ان يعلن التنظيم ذلك رسميا عبر المواقع الجهادية القريبة منه، اضافة الى العثور على جثث ثلاثة مخطوفين آخرين.
وبحسب المرصد الاشوري، يأتي اطلاق سراح المخطوفين السبت "نتيجة جهود ومفاوضات حثيثة تقوم بها اسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية ومقرها مدينة الحسكة". لكن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن قال لوكالة فرانس برس ان الافراج عن المخطوفين جاء بعد "دفع مبالغ مالية كبيرة بموجب وساطة تولاها شيوخ عشائر عربية في سوريا والعراق". ونقل ان "التنظيم أبلغ المفاوضين أن كل من يثبت انه لم يقاتل ضده من المخطوفين سيتم الافراج عنه مقابل مبالغ مالية".
وبلغ عدد الاشوريين الاجمالي في سوريا قبل بدء النزاع في اذار/مارس 2011 حوالى ثلاثين الفا من بين 1,2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من الحسكة. ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من اجمالي عدد السكان في سوريا، لكن عددا كبيرا منهم نزح خارج البلاد منذ اندلاع النزاع وتصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية.
&
التعليقات