تعتزم روسيا التحضير لاجتماع موسكو 3 للمعارضة السورية، وتحاول توسيع قائمتي المعارضة السياسية والعسكرية المقترحتين، اللتين قدمتهما في فيينا باتجاه اجتماع جديد في العاصمة النمساوية، فيما رجح مصدر في حديث مع "إيلاف" اقتراب عمليات عسكرية تركية في سوريا.


يؤكد معارض سوري، تحفظ عن نشر اسمه، أن روسيا تعمل باتجاه عقد اجتماع موسكو 3 للمعارضة السورية، ولكن " الأجواء غير مواتية لموسكو 3" ورغم ورود اسمه في القوائم التي قدمتها موسكو لواشنطن والرياض الا انه قال لـ "إيلاف"، في حال "اجتمعنا في موسكو 3 فالاجتماع سيفشل بالتأكيد حاليًا"، لافتًا الى أن هيئة التنسيق الوطنية التي تضم معارضين من الداخل، ومجموعة قدري جميل، ستجتمعان مع القيادة الروسية في موسكو لمحاولة دس النبض باتجاه اجتماع موسكو 3.
&
وأشار المعارض الى رفض معارضين سوريين الذهاب الى موسكو وتفضيلهم الاجتماع مع الروس في عواصم عربية، فيما رجح عدم وجود المعارضة السورية في اجتماع فيينا الجديد، &كالاجتماع السابق، لعدة أسباب من بينها عدم جهوز القوائم النهائية وعدم موافقة كل الدول عليها، اضافة الى خلافات حول التمثيل.
&
مصدر دبلوماسي قال لـ "إيلاف"، الروس فعلاً يضغطون باتجاه اجتماعين جديدين في موسكو وفيينا &بهدف عدم لفت أنظار العالم الى المجازر وفي نفس الوقت اسكات بعض اصوات المعارضة اذا ما ارتفع صوتها .
&
وأضاف: "الكلام عن الاجتماعات والمبادرات حول الحل السياسي ماهو الا استهلاكات اعلامية محلية واقليمية" ، مرجحاً تعقد الامور في المرحلة القادمة عسكريًا على الارض، "وخاصة بعد تماسك تركيا عبر الانتهاء من انتخاباتها الداخلية، مما يعني الالتفات الى جارتها سوريا التي تعدد اللاعبين على ساحتها، &"في اشارة الى تدخل عسكري تركي قريب في سوريا".
&
من جانبه، نقل مستشار بارز للزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قول الأخير إن إيران ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية، وذلك بعد أسبوع من تهديد طهران بالانسحاب من العملية.
&
وقالت وكالة "تسنيم" للأنباء أن علي أكبر ولايتي، أكبر مستشار لخامنئي في الشؤون الخارجية، أكد أن "إيران ستشارك وبشكل فعال في محادثات "السلام السورية" مع الإعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمراء".
&
وأضاف: "سنساند حليفتنا سوريا، ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضا على الساحة السياسية".
&
وفي سياق متصل، قال دبلوماسيون هذا الأسبوع إن الجولة المقبلة من المحادثات الدولية ستبدأ على الأرجح في وقت لاحق .
&
فيما رأی رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن الأزمة السورية ليست قضية شخص بعينه، وأن ربط أزمات المنطقة بشخص الرئيس بشار الأسد يعتبر خطأ استراتيجياً، موضحاً أن مهمة الدول الأخرى هي تسهيل الأمور لحلّ القضية، ولا يمكنها أن تكون بديلاً عن أصوات الشعب السوري.
&
وطالب في مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، بعد محادثات في طهران، بالعمل علی وضع برنامج يفضي الى منطقة خالية من الأعمال الإجرامية والإرهابية، "لأن القضية السورية هي بداية لتفكيك المنطقة بسبب تزايد الحركات الإرهابية في هذه المنطقة، التي تخلق العديد من المشكلات لشعوب العراق وأفغانستان واليمن وبقية الدول" .
&
ورأی أن إيران تتصدی لهذا التيار بهدف الحفاظ علی النظام والاستقرار في سوريا، في حين يلتحق الآلاف من الأشخاص من أوروبا وأميركا، بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي تحوّل الی مشكلة دولية، "وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بخيار الإصلاحات السياسية لتسوية الأزمتين السورية واليمنية على حد سواء".
&
ودعا دول المنطقة الى "التحلّي بالجدية في مكافحة الإرهابيين، وأن تكون الإصلاحات وفقاً لآراء الشعوب وليس بناء على اجتماع بعض الأشخاص في بعض الدول ليتخذوا القرارات في شأن مستقبل سوريا أو اليمن، موضحاً أن "مهمة الدول الأخرى هي تسهيل الأمور لحلّ القضية، ولا يمكنها أن تكون بديلاً عن أصوات الشعب السوري".
&
ورأی شولتز أن القضية السورية يجب ألا تختصر بالأسد، و"يجب علی جميع الفرقاء التوصّل الی حل لتقرير المصير"، لافتاً الی "ضرورة وضع برنامج وطني في سوريا لإنهاء الأزمة ومحاكمة مجرمي الحرب، بما في ذلك سلوك الحكومة التي تلقي بالمتفجرات علی رؤوس الشعب".
&
واعتبر أن الأسد لا يملك فرصة بعيدة المدی، "لكن الوقت الحاضر ربما يعطيه فرصة، وهناك فرق بين الحالتين"، داعياً الی "تحكيم الشعب السوري في تقرير مصيره من خلال الانتخابات الحرة".
&
الى ذلك أكد دبلوماسيون أن مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا سيقدم الثلاثاء القادم امام مجلس الامن عرضًا عن المباحثات التي اجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الازمة السورية.
&
وكان المبعوث قد قال ان الامم المتحدة مستعدة لأن تستضيف "باسرع ما يمكن" في جنيف مباحثات بين الحكومة السورية والمعارضة لانهاء حرب مستمرة منذ اربع سنوات ونصف.
&
وكان المشاركون في اجتماع فيينا الاسبوع الماضي دعوا الامم المتحدة الى جمع الحكومة والمعارضة السوريتين للتوصل الى اتفاق بشأن عملية انتقال سياسي تؤدي الى صياغة دستور سوري جديد وتنظيم انتخابات، حيث اجتمعت قوى عالمية وإقليمية، بينها إيران، في فيينا يوم 30 أكتوبر لمناقشة سبل التوصل لحل سياسي للحرب السورية الا أنه بعد الاجتماع بعدة أيام، هددت إيران بالانسحاب من الجولة التالية للمحادثات.