روما: اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يبدأ السبت زيارة الى ايطاليا وفرنسا، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية نشرت الخميس ان "نقاط خلاف" لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة رغم الاتفاق النووي الذي ابرم هذا الصيف.

وقال روحاني في هذه المقابلة التي اجراها معه صحافيان من "كورييري ديلا سيرا"& في طهران "هناك نقاط خلاف لا تزال قائمة: الاميركيون لن يرفعوا كل العقوبات لكن فقط تلك المرتبطة بالبرنامج النووي". واضاف "الاتفاق النووي شيء، وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة شيء آخر. مشاكلنا معهم تعود إلى فترة طويلة، وقد بدأت مع الثورة الاسلامية".

واضاف "لكن الطريقة التي سيطبقون فيها الاتفاق يمكن ان تؤثر على المستقبل. اذا طبق بشكل جيد، فانه سيخلق الظروف لبدء حقبة جديدة" بين البلدين. ومن السبت حتى الثلاثاء سيقوم روحاني باول زيارة لرئيس ايراني الى اوروبا منذ 16 عاما. ويبدأ السبت زيارته الى ايطاليا "التي اقامت معها ايران على الدوام علاقات ممتازة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي" كما قال. ثم يزور فرنسا الاثنين والثلاثاء.

وفي روما سيلتقي روحاني، وهو رجل دين معتدل انتخب في 2013، رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي وكذلك البابا فرنسيس. وكانت ايطاليا وفرنسا قبل فرض العقوبات على ايران عام 2006 من ابرز الشركاء الاقتصاديين الاوروبيين للجمهورية الاسلامية، وترغبان في استعادة هذه المكانة في ايران الغنية بالنفط والغاز.

وسيتطرق روحاني خلال محادثاته الى النزاع السوري، بعدما شاركت ايران للمرة الاولى في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في اجتماع دولي بهدف ايجاد حل سياسي للنزاع، في لقاء وصفه الرئيس الايراني "بانه خطوة صغيرة تبعث على الامل". واعتبر ان واقع جلوس الولايات المتحدة وروسيا وايران وتركيا والسعودية الى طاولة واحدة خلال محادثات فيينا "يعتبر اشارة، وهذا يدل على انه في حال وقوع ازمة اقليمية فان الحلول يمكن ايجادها معا".

واضاف "نعتقد ان حل القضية السورية ليس عسكريًا، وانما سياسي". وقال "نظرا الى تعقيدات النزاع، لا يمكننا توقع ان يتم حله في جولة مفاوضات واحدة". وفي 30 تشرين الاول/اكتوبر عقد اجتماع دولي في فيينا بمشاركة 17 دولة، منها روسيا، وللمرة الاولى ايران، لبحث امكانات التوصل الى حل سياسي للنزاع السوري، فيما لم يحضر ممثلون عن المعارضة او النظام السوريين. وانتهى الاجتماع بخلاف عميق حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد. ويعقد اجتماع دولي جديد في فيينا السبت.

واعلن روحاني الاربعاء في مقابلة مع شبكة تلفزيون فرانس-2 ان بلاده ستوقع في باريس بروتوكلات اتفاق في مختلف المجالات، وستشتري "على الارجح" طائرات ايرباص لتجديد الاسطول الايراني القديم. وكان وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وايطاليا باولو جنتيلوني اول من زار طهران في نهاية تموز/يوليو ومطلع اب/اغسطس ونقلا دعوة الى الرئيس الايراني لزيارة بلديهما.

وبعد زيارة فابيوس قام وفد كبير يضم 150 رجل اعمال من فرنسا بزيارة طهران في ايلول/سبتمبر للاطلاع على فرص الاستثمار. وبالنسبة إلى بعض الشركات مثل مصنعي السيارات "بي اس اه" و "رينو" او "توتال" النفطية المتواجدة منذ فترة طويلة في ايران، فان الامر يتعلق بتعزيز انشطتها واستئنافها بعد تراجعها بسبب العقوبات.

- ظل النزاع السوري-
وفي باريس، سيلقي الرئيس الايراني خطابا في اليونيسكو الاثنين، وستكون الازمة السورية محور لقاء يعقده الثلاثاء في الاليزيه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وتعتبر ايران، مع روسيا، ابرز حليف لنظام الرئيس بشار الاسد، وتقدم إليه مساعدة مالية وعسكرية بما يشمل ارسال مستشارين عسكريين على الارض.

وما يدل على اجواء التهدئة التي اشاعها الاتفاق النووي، شاركت ايران للمرة الاولى في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في فيينا في اجتماع دولي للسعي الى التوصل الى تسوية سياسية للنزاع السوري الذي اوقع اكثر من 250 الف قتيل منذ 2011. ومن المرتقب عقد اجتماع دولي جديد في العاصمة النمساوية السبت.

وبشأن سوريا، ذكر فابيوس بان "لدينا خلافات جوهرية مع الايرانيين" بخصوص مصير الرئيس الاسد الذي تحمله فرنسا الى حد كبير مسؤولية الوضع الحالي وتطالب برحيله.
لكن الرئيس روحاني كرر القول الاربعاء ان حل الازمة السورية "ليس مسألة شخص". وقال "يجب في المقام الاول استئصال الارهاب في سوريا. هذه& اهم الاولويات (...) يجب اعادة الامن ليتمكن الشعب من العودة الى بلده".

وفي الفاتيكان يرتقب ان يبلغ البابا فرنسيس روحاني برغبته في ان تمارس ايران نفوذها على الرئيس السوري من اجل حصول انتقال ديموقراطي. وموقف باريس "المتشدد" في المفاوضات النووية واجه انتقادات شديدة في طهران، ما اثار مخاوف من تهميش دور فرنسا في ايران بعد الاتفاق. لكن فابيوس رد في تموز/يوليو بان باريس لديها "موقفا ثابتا وحازما وبناء" بهدف "منع انتشار الاسلحة النووية".

وعلى الصعيد البروتوكولي فقد ذكرت طهران بان روحاني سيرفض المشاركة في مأدبة في قصر الاليزيه ستقدم خلالها الخمرة. وقال دبلوماسي ايراني انه "التزاما بتعاليم الاسلام" لا يشارك القادة الايرانيون ابدا في حفلات استقبال تتضمن تقديم الخمر.
&