&يحاول وزير الخارجية الأميركي أن يجترح مخرجًا جديدًا يساهم في بلورة الحل السياسي في سوريا بعيدًا من نقاط الخلاف التي تتمحور حول مستقبل الأسد، فيما تبرز المطالبات بضرورة إعادة نظر واشنطن في قائمتها التي تُصنف التنظيمات المقاتلة في سوريا.

&
عبد الإله مجيد: ستوضع ادارة اوباما، يوم السبت المقبل في فيينا، امام قرارات كبيرة بشأن سوريا، والتي تهرّبت زمنًا طويلًا من اتخاذها، ولكنها قد تجد الآن بأن لا مفر منها، إذا ما أُريد لاستراتيجية اوباما، الدبلوماسية والعسكرية، ان يُكتب لها أي نصيب من النجاح. &
&
وسيحاول وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، خلال محادثات فيينا حول النزاع السوري، بناء زخم باتجاه الاتفاق على صيغة للانتقال السياسي، لكن دولًا حليفة للولايات المتحدة تعتزم مطالبته بتوسيع القائمة الضيقة لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي تنال موافقة الولايات المتحدة، والاعتراف بتنظيمات تُعد اسلامية متطرفة بنظر واشنطن.&
&
وخلال قمة مجموعة العشرين، يوميّ الأحد والاثنين في انطاليا جنوب تركيا، سيواجه الرئيس اوباما مطالبة نظيره التركي رجب طيب اردوغان بإقامة منطقة سورية آمنة على الحدود التركية بحماية الولايات المتحدة، وكان اردوغان قد أعلن أن سوريا ستكون موضوعًا رئيسيًا في القمة المرتقبة.&
&
كما سيحضر القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تقصف طائراته مواقع المعارضة دفاعًا عن نظام بشار الأسد.&
&
واجتماع فيينا هو الثاني خلال اسبوعين، منذ اطلق كيري مبادرته الجديدة لحل النزاع السوري بالطرق الدبلوماسية، وقال مراقبون ان كيري يراهن على فداحة الثمن الذي سيُدفع في حال الفشل، وتصميمه على دفع العملية الى الامام.&
&
خطة كيري
&
وقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، ان فلسفة كيري "تقوم على بناء زخم بجمع الفرقاء وإبقائهم في غرفة مغلقة"، واضاف: "كيري يريد تحقيق تقدم هام هذا الاسبوع".&
&
وتتضمن خطة كيري عقد سلسلة متواصلة من الاجتماعات المكثفة حتى التوصل الى نتائج، لكن صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول رفيع في الادارة الاميركية قوله: "إذا لم يتمكن كيري من تحقيق تقدم ستكون هناك محاولة أخرى، فنحن لا نعرف، ولكني رأيتُ كيري يصنع مفاجآت".
&
وكان كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اتفقا قبل اجتماع فيينا الأول في تشرين الأول (اكتوبر)، على تنحية القضية التي يختلفان بشأنها جانبًا في الوقت الحاضر، وهي مستقبل بشار الأسد، وامكانية بقائه طرفًا في عملية الانتقال السياسي. &
&
وتشارك في محادثات فيينا 19 دولة، بينها السعودية وايران، فيما لم توجه دعوات الى المعارضة السورية والنظام السوري لحضور الاجتماع، ويرى المشاركون انهم إذا توصلوا الى اتفاقات في ما بينهم، فسيكون من السهل في نهاية المطاف اقناع اطراف النزاع بأن من الممكن التوصل الى حل، ودفعهم الى تقديم تنازلات متبادلة قد تكون ضرورية.&
وبدلا من البدء بقضية الأسد، ركز الاجتماع الأول على نقاط الاتفاق، وخاصة رغبة المشاركين في ايجاد تسوية سياسية عن طريق المفاوضات ووقف اطلاق النار ومرور المساعدات الانسانية عبر المناطق التي تسيطر عليها الأطراف المتحاربة.
&
وفي اطار التحضير لاجتماع السبت، درست ثلاث مجموعات عمل مقترحات بشأن فصائل المعارضة التي ستكون مؤهلة للمشاركة في الحكومة الانتقالية والجماعات التي تُعد ارهابية وغير مؤهلة، وسبل إيصال المساعدات الانسانية.&
&
التنظيمات الإرهابية
&
وفي حين ان هناك اتفاقًا عامًا على قائمة بالتنظيمات الارهابية تضم تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تنتمي الى تنظيم القاعدة، فإن الاتفاق أبعد من هاتين الجماعتين كان متعذرًا، وتطالب دول حليفة للولايات المتحدة بتوسيع قائمة المؤهلين للمشاركة في الحكومة الانتقالية، بحيث تشمل تنظيمات اسلامية، مثل احرار الشام، أو رجال سوريا الأحرار وفصائل اخرى.
&
وتوقع وزير الخارجية البريطاني هاموند ان يتطلب الاتفاق على قائمة نهائية بالتنظيمات الارهابية خطوات استثنائية من الجميع، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن هاموند قوله: "إذا توجه الجميع الى اجتماع السبت قائلين انهم يعرفون بوضوح من الذين لن نتعامل معهم ولن نتزحزح عن ذلك، فإننا لن نصل الى نتيجة يُعتد بها". وفيما يعتبر كيري منفتحًا على توسيع قائمة المنظمات المقبولة للجميع، فإن مسؤولا في الادارة قال: "لا أعرف إن كان البيت الأبيض سيوافق عليها". &
&
ومن المتوقع ان يستثني اي وقف لاطلاق النار عمليات القصف ضد داعش وجبهة النصرة، رغم التعقيد المرتبط بالنصرة، نظرًا لتداخل قواتها في شمال غرب سوريا مع قوات فصائل اخرى، وفي حين ان الولايات المتحدة نادرًا ما استهدفت هذا الجزء من سوريا، فإن الضربات الجوية الروسية تركزت على هذه المنطقة بدعوى استهداف جبهة النصرة، فيما تواصل ضرب فصائل المعارضة التي تقاتل نظام الأسد.&
&
رحيل الأسد
&
واقترحت روسيا والولايات المتحدة اطارًا زمنيًا أمده 18 شهرًا لعملية تشمل اقامة هيئة انتقالية، وكتابة دستور جديد واجراء انتخابات، وفيما تريد الولايات المتحدة رحيل الأسد في مرحلة مبكرة من العملية، فان من المتوقع ان تصر روسيا على انه لن يرحل إلا في نهاية العملية.&
&
إلى ذلك، أكدت غالبية فصائل المعارضة، بما فيها فصائل تدعمها الولايات المتحدة، بأنها لن تشارك قبل الاتفاق على موعد رحيل الأسد، فيما يُستبعد ان يشارك ممثلو النظام في مفاوضات تبدأ بتأكيدات حول رحيل الأسد.
&
هذا وستلقي نتائج اجتماع فيينا بظلال كثيفة على لغة ومضمون قمة مجموعة العشرين، التي تُعقد بعد يوم في انطاليا التركية على البحر المتوسط، بحيث من المتوقع أن تلقى مطالبة الرئيس التركي اردوغان باقامة منطقة آمنة تعاطفًا متزايدًا من الحكومات الاوروبية، التي تنظر بقلق الى استمرار تدفق اللاجئين عبر حدودها.&
&