طهران: يبدأ حسن روحاني السبت زيارة الى ايطاليا وفرنسا هي الاولى لرئيس ايراني الى اوروبا منذ 10 أعوام وتشكل دليلا على تحسن العلاقات منذ ابرام الاتفاق حول الملف النووي بين طهران والقوى الكبرى في تموز/يوليو.

وتعود اخر زيارة لرئيس ايراني الى العام 2005 حين قام الاصلاحي محمد خاتمي بزيارة روما في اذار/مارس ثم باريس في تشرين الاول/اكتوبر. وكان انذاك اول رئيس ايراني يزور اوروبا منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

تستمر زيارة روحاني، رجل الدين المعتدل الذي انتخب عام 2013، اربعة ايام وستطغى عليها ملفات جيوسياسية لاسيما النزاع السوري، وتجارية وكذلك دينية مع لقاء مرتقب في الفاتيكان مع البابا فرنسيس.

وكانت ايطاليا وفرنسا قبل فرض العقوبات على ايران عام 2006 من ابرز الشركاء الاقتصاديين الاوروبيين للجمهورية الاسلامية وترغبان في استعادة هذه المكانة في ايران الغنية بالنفط والغاز.

والاتفاق النووي الذي ابرم في 14 تموز/يوليو بعد سنتين من المفاوضات الشاقة بين ايران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا الى جانب المانيا) اتاح احياء الامل بتجدد العلاقات التجارية. ويفترض ان يتيح عام 2016& رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الايراني بعد ان تعهدت طهران بالحد من برنامجها النووي المدني وعدم السعي لامتلاك قنبلة ذرية.

ومنذ ذلك الحين يتوافد مسؤولون سياسيون اوروبية الى طهران رغبة منهم في تطبيع العلاقات وكذلك رجال اعمال يبحثون عن فرص استثمار في سوق تعد 78 مليون نسمة.

واعلن روحاني الاربعاء في مقابلة مع شبكة تلفزيون فرانس-2 ان بلاده ستوقع في باريس بروتوكلات اتفاق في مختلف المجالات وستشتري "على الارجح" طائرات ايرباص لتجديد الاسطول الايراني القديم.

وكان وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وايطاليا باولو جنتيلوني اول من زار طهران في نهاية تموز/يوليو ومطلع اب/اغسطس ونقلا دعوة الى الرئيس الايراني لزيارة بلديهما.

وبعد زيارة فابيوس قام وفد كبير يضم 150 رجل اعمال من فرنسا بزيارة طهران في ايلول/سبتمبر للاطلاع على فرص الاستثمار.

وبالنسبة لبعض الشركات مثل مصنعي السيارات "بي اس اه" و "رينو" او "توتال" النفطية المتواجدة منذ فترة طويلة في ايران فان الامر يتعلق بتعزيز انشطتها واستئنافها بعد تراجعها بسبب العقوبات.

- ظل النزاع السوري-

وفي باريس، سيلقي الرئيس الايراني خطابا في اليونيسكو الاثنين وستكون الازمة السورية محور لقاء يعقده الثلاثاء في الاليزيه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وتعتبر ايران، مع روسيا، ابرز حليف لنظام الرئيس بشار الاسد وتقدم له مساعدة مالية وعسكرية بما يشمل ارسال مستشارين عسكريين على الارض.

وما يدل على اجواء التهدئة التي اشاعها الاتفاق النووي، شاركت ايران للمرة الاولى في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في فيينا في اجتماع دولي للسعي للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع السوري الذي اوقع اكثر من 250 الف قتيل منذ 2011. ومن المرتقب عقد اجتماع دولي جديد في العاصمة النمساوية السبت.

وبشأن سوريا، ذكر فابيوس بان "لدينا خلافات جوهرية مع الايرانيين" بخصوص مصير الرئيس الاسد الذي تحمله فرنسا الى حد كبير مسؤولية الوضع الحالي وتطالب برحيله.

لكن الرئيس روحاني كرر القول الاربعاء ان حل الازمة السورية "ليس مسألة شخص". وقال "يجب في المقام الاول استئصال الارهاب في سوريا. هذه& اهم الاولويات (...) يجب اعادة الامن ليتمكن الشعب من العودة الى بلده".

وفي الفاتيكان يرتقب ان يبلغ البابا فرنسيس روحاني برغبته في ان تمارس ايران نفوذها على الرئيس السوري من اجل حصول انتقال ديموقراطي.

وموقف باريس "المتشدد" في المفاوضات النووية واجه انتقادات شديدة في طهران ما اثار مخاوف من تهميش دور فرنسا في ايران بعد الاتفاق. لكن فابيوس رد في تموز/يوليو بان باريس لديها "موقفا ثابتا وحازما وبناء" بهدف "منع انتشار الاسلحة النووية".

وعلى الصعيد البروتوكولي فقد ذكرت طهران بان روحاني سيرفض المشاركة في مأدبة في قصر الاليزيه ستقدم خلالها الخمرة. وقال دبلوماسي ايراني انه "التزاما بتعاليم الاسلام" لا يشارك القادة الايرانيون ابدا في حفلات استقبال تتضمن تقديم الخمر.