يلتقي زعماء مجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى في تركيا ابتداء من يوم الاحد للسعي للتغلب على خلافاتهم حول عدد من القضايا من بينها النزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والتغيّر المناخي.


أنطاليا: مع تراجع التركيز على الاقتصاد العالمي والصحة مقارنة مع السنوات الماضية، اصبحت الحرب في سوريا القضية الاهم التي ستلقي بظلالها على القمة التي تستمر يومين في منتجع انطاليا التركي على البحر المتوسط.

وقد يبدو مكان عقد القمة الفاخر متناقضا مع المأساة الناجمة عن النزاع في سوريا والذي ادى الى مقتل اكثر من ربع مليون شخص، الا ان الحدود بين تركيا وسوريا لا تبعد سوى 600 كلم.

وسيتم تشديد الاجراءات الامنية بشكل اكبر حتى مقارنة مع الاجراءات الصارمة التي شهدتها لقاءات سابقة، حيث سيتم نشر نحو 12 الف شرطي، وستقوم السلطات بمداهمات بحثا عن مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذين ربما جاؤوا الى تركيا من سوريا.

ويعد هذا اكبر اجتماع لقادة العالم تستضيفه تركيا ويمنح الرئيس رجب طيب اردوغان فرصة مثالية لتقديم نفسه على انه لاعب دولي بعد اسبوعين من استعادة حزبه الاغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية.

وتوفر صيغة مجموعة العشرين فرصة نادرة للرئيس الاميركي باراك اوباما والصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين للقاء قادة من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وصرح اردوغان لشبكة سي ان ان قبل القمة "آمل في ان توفر قمة مجموعة العشرين منبرا لمناقشة جميع هذه القضايا بشكل مفتوح، وبعد ذلك نستطيع ان نفهم بعضنا البعض".

لا انفراج في الازمة السورية

الا ان التوصل الى اتفاق بشان سوريا سيكون صعبا، حيث تعارض روسيا بقوة تحقيق المطلب الاستراتيجي التركي بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، كما لم تلق انقرة حماسا حتى الان لخطتها انشاء منطقة حظر طيران داخل سوريا.

وقال اوزغور اونلوهيسارجيكلي مدير مكتب انقرة لصندوق مارشال الالماني للولايات المتحدة "من المستبعد التوصل الى انفراج بشأن سوريا او مسألة اللاجئين".

وفي الوقت ذاته قال ان مجموعة العشرين ستستعرض وحدتها& بشأن هدف احلال السلام في سوريا في بيانها الختامي. وقال "سيرغبون في انهاء الاجتماع بايجابية وبتوافق على الاستراتيجية".

وقال مسؤول الماني انه يتوقع ان تعقد القمة خمس جلسات عمل لمناقشة التنمية والتغير المناخي والنمو الاقتصادي واسواق المال والاصلاحات والتحديات العالمية مثل الارهاب واللاجئين.

وقال المسؤول انه من المتوقع ان تتم اثارة مسألة اللاجئين بشكل خاص اثناء عشاء للقادة ليل الاحد.

وترغب تركيا التي تستضيف على اراضيها 2,2 مليون لاجئ سوري، في الحصول على صفقة مساعدات مالية قوية من اوروبا مقابل وقف تدفق اللاجئين من شواطئها باتجاه اوروبا.

وقال اونلوهيسارجيكلي "قضية اللاجئين صعبة للغاية لان المواقف مختلفة عن بعضها تماما".

وذكرت مصادر انه يتوقع ان يتطرق البيان الختامي لمسألة اللاجئين رغم ان بعض الدول لا ترى قمة مجموعة العشرين المنبر المناسب لمناقشتها.

وصرح مسؤول اوروبي "مسألة الهجرة ستثير نقاشا صعبا في انطاليا".

التهرب الضريبي

وبعد تجاوز منطقة اليورو اسوأ مراحل ازمة الديون التي تعاني منها، سيكون التركيز على الاقتصاد اقل كثيرا مقارنة مع مؤتمرات مجموعة العشرين السابقة، رغم ان المخاوف لا تزال ماثلة بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين والذي يمكن ان يضر بالاقتصادات الناشئة.

ويتوقع ان يوافق القادة كذلك على مجموعة اجراءات تقدمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للقضاء على التهرب الضريبي في العالم.

وستكتسب المناقشات بشأن التغير المناخي اهمية اكبر من المعتاد اذ انها ستأتي قبل مؤتمر الامم المتحدة الـ21 للتغير المناخي الذي سيعقد في باريس بهدف الاتفاق على معاهدة ملزمة قانونيا بشأن المناخ العالمي.

ويأمل الداعون الى تبني تلك المعاهدة في ان يشجع تغير القيادات في كندا واستراليا حدوث تقدم.

وتوفر قمة العشرين فرصة لقادة العالم الذين تتميز العلاقات بينهم بالتوتر.

كما سينتظر المراقبون ما اذا كان الرئيس الصيني شي ورئيس الوزراء الياباني سيلتقيان رغم التوتر بشأن بحر الصين الجنوبي.