نصر المجالي :&الجهادي جون، ذباح داعش أو جون السجَّان، أسماء مستعارة وتوصيفات حملها محمد جاسم إموازي الداعشي الذي نفذ أكثر عمليات الإعدام رعباً بحق رهائن غربيين في العامين الماضيين.&
في ليلة 12 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2015، أعلن مسؤولون أميركيين استهداف (الجهادي جون) بصاروخ (هيل فايرـ Hellfire) من طائرة بدون طيار، وهو في سيارة في مدينة الرقة العاصمة المفترض للتنظيم الإرهابي، وفي اليوم التالي أكد البيت الأبيض ومسؤولو البنتاغون أنهم على يقين كبير بأنه قتل.&
وطبقا للصحافة البريطانية، فإن محمد اموازي "هو الوحيد الذي تحمل عائلته هذا الاسم في كل بريطانيا"، وذلك استنادا لمعلومات مستمدة من دائرة الأحوال الشخصية بوزارة الداخلية البريطانية.
كان التحالف الدولي الذي يحارب (داعش) في سوريا، رصد مكافأة بقيمة 10 مليون دولار أميركي لمن يفشي بمعلومات عن اموازي الذي يجيد اللغة الإنكليزية (البريطانية) كونه قادم من المملكة المتحدة للإنضمام لجماعة تنظيم داعش.&
&
مهمات النحر&
واشتهر اموازي على مدى عدة أشهر بالظهور حاملاً خنجراً لنحر الرهينة أمام كاميرا تسجيل وكان يستهل فعلته الإجرامية قبل فصل رأس إي من ضحاياه عن جسدها بكلمة تهديدة لدول الغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة.&
ولد محمد إموازي في الكويت يوم 17 آب (أغسطس) العام 1988 واسمه الكامل محمد جاسم عبد الكريم عليان الظفيري، وتقول مصادر إن عائلته &من البدون في الكويت، ويعتقد أنها تتحدر من أصول عراقية، ووالده هو جاسم وأمه غانية وله شقيقه تدعى أسماء، وهي مهندسة معمارية موظفة حاليا لدى شركة في لندن.
&
في لندن 1994&
جاء إموازي مع عائلته إلى المملكة المتحدة في العام 1994 عندما كان في سن السادسة، ويعتقد أنه تلقى تعليمه في مدرسة سانت ماري مجدلين لكنيسة إنكلترا الابتدائية ثم أكاديمية "كوينتين كيناستون كوميونيتي"، في ضاحية سانت جونز وود، شمالي العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقا من جامعة وستمنستر مختصا بعلم الحاسبات في العام 2009.
وكان آخر للجهادي جون في المملكة المتحدة قبل سفره إلى الخارج في منطقة كوين بارك في شمال غربي لندن. وفي عمر ألـ 21، عمل محمد اموازي كمسوّق في شركة تقانة في الكويت، واعتبره مديره أفضل موظف حصلت عليه الشركة.
كان إموازي أثار انتباه الأجهزة الأمنية في ما بين 2009 ـ 2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إمي آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه في أن لهم علاقة بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب في الصومال.
وتشير تقارير إلى أن اسم محمد إموازي ظهر في وثائق محاكمات شخصين عادا إلى المملكة المتحدة بعد تورط مزعوم في أنشطة متطرفة في القرن الأفريقي.
وتقول تلك التقارير إن إموازي نفسه لم يكن متهما في أي جريمة تتعلق بالإرهاب في المملكة المتحدة، لكنه اعتقل في الخارج بعد السفر العام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه من الجامعة.
وولعدة سنوات تنقل إموازي باسم محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم "أبو طالب" ورجل ثالث ألماني تحول إلى الاسلام يدعى "عمر".
وكانوا منعوا من الدخول بمجرد وصولهم إلى هناك وخضعوا لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية المحلية، وزعم إموازي لاحقا في حديث مع ناشطين في منظمة (كيج ـ Cage) في لندن أنهم تعرضوا إلى مضايقات وسوء معاملة.
استجواب في أوروبا
وتفيد منظمة "Cage" أن إموازي خضع لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية أثناء عودته عبر هولندا، وأن ضابطا في جهاز الأمن الريطاني (إم آي 5) استخدم اسم "نك" حقق معه، حيث أشار إموازي في حديثه مع المنظمة أن جهاز الأمن تحدث إلى خطيبته التي قطعت علاقتها به بعد تخويفها.
وزعم إموازي كذلك، أن جهاز الأمن سأله عن وجهة نظره في تفجيرات لندن عام 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود.
عودة للكويت
وفي أيلول (سبتمبر) العام 2009، عاد إموازي إلى الكويت للإقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الاوسط، كما أشار أشخاص التقوه في هذه الفترة.
وفي الكويت حصل إموازي على عمل جيد في مجال الكومبيوتر وكان يخطط للزواج والاستقرار هناك، بحسب عاصم قريشي من منظمة (كيج ـ Cage).
وخلال تلك الفترة عاد محمد إموازي مرتين إلى بريطانيا، لكنه زعم في النهاية أنه منع من العودة إلى الكويت في العام 2010 عندما احتجز في واستجوب لمدة ست ساعات في مطار هيثرو، وزعم أنه تعرض لإهانة من ضابط خلال ذلك.
&
تغيير مسار حياة
وترى منظمة (كيج ـ Cage) أن هذه التجربة غيرت مسار حياته بعد أن كان يخطط للزواج في الكويت وانه عاد إلى لندن كي ينهي إجراءات خطته للزواج.
وتدعي المنظمة أن إموازي أصبح يائسًا ومتلهفًا لمغادرة بريطانيا في العام 2013 ، وغير اسمه إلى محمد العيان، وحاول مرة أخرى السفر إلى الكويت، لكنه اوقف ثانية ومنع من السفر.
ولكن في آب (أغسطس) 2013 قام والده بالابلاغ عن فقدانه، وحينها قيل أن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.
وفي تلك الفترة الزمنية لم يكن يُعرف بالضبط متى دخل إلى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير أشارت أولياً إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين.
قتل الرهائن
وفي آب (أغسطس) 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحفي الأميركي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحا في جميع هذه الفيديوهات إن كان إموازي هو الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، ظهرت ملامح الشخص المسلح نفسها في مقطع فيديو لقتل رهينة آخر وظهر هذه المرة يقتل ضابطا في الجيش السوري، كما ظهر أيضا وهو يقف على رأس مقطوعة لعامل الإغاثة الأمريكي بيتر عبد الرحمن كاسيغ.
وبعد شهرين ظهر في فيديو آخر يقتل فيه الرهينة الياباني كينجي غوتو.
&
علاقة بمتطرفين
قبل رحيله من المملكة المتحدة، خضع إموازي لتحقيقات من جانب الـ "إم أي 5" كمشتبه في كونه عضو رئيسي بشبكة متطرفة تعمل بشكل فضفاض في مناطق كامدن وشمال غربي لندن.
وطبقا لوثائق محكمة اطلعت عليها (بي بي سي)، يقول جهاز الأمن البريطاني أن حقق في شبكة في بريطانية " متورطة بتجهيز تمويل ومعدات إلى الصومال لأغراض ذات صلة بالإرهاب وتسهيل سفر أفراد من المملكة المتحدة إلى الصومال للقيام بنشاطات ذات صلة بالإرهاب".
ويقول جهاز "أم آي 5" إن الجماعة كانت تعقد "اجتماعات سرية في أماكن عامة من أجل منع السلطات من مراقبة محتوى مناقشاتهم".
وخضع اثنان من شركائه إلى أوامر مراقبة أو شكل من أشكال الإقامة الجبرية أو نظام مراقبة أخف بداية من العام 2011، ويقال إن إموازي كان يتردد على منزل أحد هذين الرجلين مطلع عام 2011، على الرغم من أنه يقول إن إموازي كان مجرد معرفة.
وكان أحد هذين الرجلين الخاضعين للمراقبة إبراهيم ماغاغ أو يعرف بـ "بي إكس" عندما كان خاضعا للمراقبة، وقد توارى عن الأنظار منذ 26 كانون الأول (ديسمبر) العام 2012 ولم يظهر على الملأ منذ ذلك الحين.
كما أن شخصأ آخر يزعم أنه من شركائه يدعى بلال بيجاوي ذهب إلى القتال إلى جانب حركة الشباب في الصومال، قبل أن يقتل في غارة شنتها طائرة بدون طيار العام 2012 بعدما سحبت منه جنسيته البريطانية.
&



























التعليقات