يُشكل وجود السعودية في قمة العشرين أهمية استثنائية بالنسبة للمنطقة والعالم، فبالإضافة إلى كونها الصوت العربي الوحيد المشارك، تعتبر المملكة عاملاً فاعلًا في الاستقرار الاقليمي والدولي، ناهيك عن مكانتها الإقتصادية المتقدمة.&

الرياض: تنطلق في مدينة انطاليا التركية، اليوم الاحد، أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين، وذلك بمشاركة زعماء ورؤساء كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، واليابان، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والبرازيل، والهند، والصين، وإندونيسيا، والمكسيك، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، إلى جانب المفوضية الأوروبية، و صندوق النقد والبنك الدولي.
&
ويترأس العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الوفد السعودي، والذي يضم الأمير محمد بن سلمان &ولي ولي العهد ووزير الدفاع, وعددًا كبيرًا من الوزراء، على رأسهم وزير الخارجية عادل الجبير، فيما تُعد الزيارة الأولى للملك السعودي إلى تركيا، منذ توليه مقاليد الحكم في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي.
&
العربي الوحيد
&
وكان أردوغان قد استقبل الملك قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين، حيث بحث اللقاء، الذي استمر زهاء ساعة، عددًا من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، كما بحث العلاقات الثنائية، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، هذا وتبادل الزعيمان التغريدات عبر موقع "تويتر"، حيث أعرب أردوغان عن ترحيبه بالملك السعودي، فيما أعرب الملك عن تمنياته بنجاح قمة العشرين.
&
وتعتبر السعودية الصوت العربي الوحيد في مجموعة قمة العشرين، التي انشأت قبل سبعة عشر عاماً للتشاور حيال الأزمات المالية العالمية، وتعزيز الاستقرار المالي العالمي وخلق فرص حوار بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، وقد تمكنت المجموعة بالفعل من الاتفاق على عدد من القضايا المهمة، مثل اتفاقيات سياسات النمو، والحد من سوء استخدام الأنظمة المالية، والتعامل مع أزمات الانهيار الاقتصادي، والتصدي لأساليب تمويل الإرهاب ومكافحة غسل الأموال.
&
مشاركة مهمة
&
وأكد محللون بأن مشاركة السعودية في قمة مجموعة العشرين نابعة من مسؤوليتها القومية وحضورها الإقليمي والعالمي، حيث تعمل على أن تكون الصوت المنصف المعبّر عن جزء مهم من العالم، كما وتسعى مع شركائها وأصدقائها لجلب المنافع لأهل هذه المنطقة، والإسهام بإمكاناتها وقدراتها في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وهي جهود تدخل في صلب سياستها ورؤيتها لأهمية الاستقرار والتنمية والأمن.
&
وقال الباحث الاقتصادي محمد الدعجاني، إن مشاركة السعودية ضمن تجمّع اكبر عشرين اقتصادًا في العالم، تعتبر تأكيدًا للمكانة الاقتصادية التي تحظي بها &الرياض دوليًا، واعترافًا بدورها في ترسيخ الاستقرار &الإقليمي والدولي، &مشيرًا في حديثه لـ "ايلاف" الى أن السعودية تمثل في قمة العشرين مصالح أمتها، وتحمل هموم المنطقة وقضاياها الى المنتدى الاهم في العالم، باعتبارها الصوت العربي الوحيد في القمة، وهو ما &يجعلها تقدم رؤى عميقة وحلولاً عادلة لانهاء الازمات، بهدف إعادة السلام والاستقرار الى المنطقة.
&
و أكد الدعجاني، أن السعودية سيكون لها الرأي المؤثر في ازمات العالم العربي، سواء في سوريا او اليمن، وكذلك في ردع التدخلات الإيرانية في المنطقة، لا سيّما وأن &قمة مجموعة العشرين تأتي وسط أجواء جيوسياسية تهيمن عليها الأحداث والتوترات الإقليمية، مؤكدًا ان السعودية عضو بارز في مجموعة العشرين من خلال عضويتها في مجلس الاستقرار المالي ومجموعة العمل المالي، وبالتالي هي مؤهلة لتشكل ورقة ضغط لمجهودات إحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط.
&
الرياض تستضيف القمة
&
من جهته، اوضح الأكاديمي محمد الغامدي، أن الرياض سوف تستضيف قمة مجموعة العشرين في عام 2019، وذلك وفق الآلية التي اعتمدتها المجموعة، وتنص على أن تكون الرئاسة بالتناوب بين خمس مجموعات إقليمية داخل التجمع، مشيرًا في حديثه لـ "ايلاف" الى&أن السعودية تتواجد &في المجموعة الإقليمية الخامسة، التي تضم استراليا كندا وأميركا، حيث تستضيف الصين القمة في العام 2016 &وألمانيا في العام 2017 والمكسيك في العام 2018.
&
وقال الغامدي إن اول مشاركة سعودية في قمة العشرين كانت في العام 2008، والتي اقيمت في العاصمة واشنطن، وقد شارك فيها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث ساهمت السعودية، بشكل بارز، في صياغة ملامح بيان قمة الأسواق المالية والاقتصاد العالمي، والذي تعهد فيه القادة على تعزيز التعاون والعمل معًا لتحقيق الإصلاحات التي يحتاج إليها النظام المالي العالمي، كما جاء في البيان أن قادة مجموعة العشرين متنبهون لتأثير الأزمة المالية الراهنة على الدول النامية، خاصة الدول الأكثر تعرضاً لها، حيث أكدوا على أهمية أهداف الألفية للتنمية والالتزام بمساعدات التنمية للدول النامية.
&