تستعد تركيا لاستقبال قادة دول مجموعة العشرين في قمة سيعقدونها في أنطاليا المتوسطية، فالإجراءات الميدانية على قدم وساق، والمداهمات تسابق موعد القمة، والمناخ أهم بند على جدول القمة.


ساره الشمالي: تستعد أنطاليا التركية الساحلية، المطلة على المتوسط، لاستقبال زعماء دول مجموعة العشرين، الذين يأتونها الأحد والاثنين، ليعقدوا فيها قمتهم السنوية، التي تركز هذا العام على تشجيع نمو اقتصاد قوي عالمي مستديم.

التغير المناخي
تبحث القمة مسألة التغير المناخي. وفي هذا الإطار، أفادت نتائج دراسة نشرت الثلاثاء إلى أن نصيب الفرد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تراجع في 11 دولة من دول مجموعة العشرين، وهذا يمثل نقطة تحول في جهود مكافحة التغير المناخي.

وجاء في تقرير، وضعته منظمة جديدة تضم خبراء تسمى "منظمة شفافية المناخ"، أن 15 من هذه الدول العشرين شهدت تزايدًا ملحوظًا في الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة. وقالت المنظمة في بيان: "بلغت جهود مجموعة العشرين في مجال مكافحة تغير المناخ نقطة تحول مع تراجع نصيب الفرد من الانبعاثات في 11 دولة، فضلًا عن حدوث زيادة كبيرة في الاستعانة بالطاقة المتجددة".

وتعتبر مجموعة العشرين مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع حجم الانبعاثات الغازية للاحتباس الحراري. وقال البيان: "يتعيّن على الدول الأعضاء في مجموعة العشرين أن تشرع في تخليص اقتصاداتها من الانبعاثات الكربونية لتجنب التداعيات المدمّرة لتغير المناخ، مثل موجات الجفاف والحر والفيضانات وارتفاع منسوب المياه في البحار".
&&&&
خطوات قوية
سياسيًا، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن فوزه وفوز حزبه الباهر في الانتخابات النيابية قبل 10 أيام أتاح لتركيا فرصة اتخاذ خطوات أكثر قوة في القضايا الإقليمية، معلنًا أنه سيسعى إلى أن تناقش قمة مجموعة العشرين ملفَي سوريا والعراق.

وقال: "إضافتنا لقضيتَي العراق وسوريا إلى جدول أعمال قمة مجموعة العشرين لا تتعارض مع الأهداف الرئيسة للمنتدى"، علمًا أن تركيا تستضيف أكثر من مليوني لاجئ من البلدين.

أشار أردوغان إلى أن النزاع السوري سيكون "موضوعًا أساسًا" خلال القمة. وقال: "ننبّه مَن يؤجّج نار الصراع في سوريا إلى أنها ستحرقه، وهذا تحذير ودّي، ولا بد من اتخاذ خطوات ملموسة أكثر للتوصل إلى حلّ يشمل اقتراحنا لإقامة منطقة آمنة لا إرهاب فيها". ورأى أردوغان أن نتائج الانتخابات المبكرة أنهت حال عدم اليقين السياسي في تركيا، "ومنحتنا جميعًا فرصة اتخاذ خطوات أكثر قوة في القضايا الإقليمية".

ترتيبات ميدانية
في إطار هذه الاستعدادات، قال والي أنطاليا معمر توركر، إن المدينة رصدت 12 ألف رجل أمن وشرطة لحماية زعماء العالم، الذين سيحضرون القمة، وهم جميعًا في حال استنفار قصوى.

أضاف: "من التدابير المتخذة إجراءات أمنية في المطار، إذ تم نصب أنظمة مراقبة وتعرف إلى الوجوه واللوحات، بتركيب أكثر من 350 كاميرا في المطار ومنطقة الفنادق في ضاحية بَلَك التي ستعقد فيها القمة، إلى جانب اتخاذ فرق خفر السواحل التدابير اللازمة بحرًا"، مؤكدًا إمكان إعلان منطقة حظر جوي إن وافقت السلطات العسكرية والمديرية العامة للطيران المدني على ذلك.

وأكد توركر أن جميع الخطط موضوعة لمواجهة الظروف والسيناريوهات، وكل التدابير الصحية متخذة لمواجهة الحالات الصحية المحتملة، "فتم تحديد المستشفيات التي ستستقبل الحالات الطارئة، وخُصّص فريق طبي واحد على الأقل لكل وفد مشارك في القمة، إلى جانب تخصيص 68 سيارة إسعاف وثلاث مروحيات إسعاف، كما يقع 46 فندقًا في منطقة انعقاد القمة، بينها 30 فندقًا مخصصًا لوفود الدول، و16 لوفود منظمات المجتمع المدني.

مداهمات أمنية
&إلى ذلك، وقبل يومين من انعقاد القمة، داهمت الشرطة التركية مكاتب صحيفتين ومجلة معارضة للحكومة، في تحرك هو الأحدث ضمن الإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة ضد معارضيها. وشملت المداهمة التي تمت الأربعاء مكاتب صحيفتي "زمان" ونسختها الإنجليزية "تودايز زمان" ومجلة أسبوعية تابعة لها.

وكانت الشرطة التركية داهمت قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة مقر مجموعة إعلامية تضم قناتي "بوجون" و"قنال تورك"، وصحيفتي "بوجون" و"ملت"، ومكنت أوصياء عيّنهم القضاء بطلب من رئيس الجمهورية لمجلس إدارة المجموعة.

وتتهم السلطات "زمان" بطباعة صحيفة جديدة معارضة للحكومة، أسسها صحافيون تم طردهم من قبل أوصياء "بوجون"، واصفةً المداهمة بأنها حركة تمهيدية لمصادرتها بعد قمة العشرين، وهي الأكثر مبيعًا في تركيا، وفق "زمان نفسها". وأكدت "زمان" أنها لم تحصل على اعتماد لتغطية قمة مجموعة العشرين في جنوب تركيا. ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، فإنه يتوقع مشاركة نحو ثلاثة آلاف صحافي في القمة.
&