مع انعقاد قمّة بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الجمعة في باريس، كشفت تقارير عن أن الرباط زوّدت باريس بمعلومات مهمة عن مخبأ عبدالحميد أباعود العقل المدبر لهجمات باريس الدامية.&
&
وأعلن مصدر أمني في الرباط يوم الجمعة أن السلطات المغربية اعتقلت الشهر الماضي ياسين أباعود الشقيق الأصغر لعبد الحميد أباعود مدبر هجمات باريس المشتبه فيه لدى وصوله إلى أغادير بلدة والده.
&
وأبلغ المصدر الأمني&أنه محتجز منذ ذلك الوقت. وأضاف "هو محتجز منذ نحو شهر من&الآن، وقال تقرير لـ (رويترز) إنه لم يتضح لماذا سافر الشقيق الأصغر لعبد الحميد إلى أغادير أو ما إذا كانت له صلات بشبكة المتشددين في أوروبا. ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن الاعتقال.

أمن مغربي في باريس
&
وقال مصدر في الشرطة الفرنسية ان أربعة من ممثلي أجهزة الأمن المغربية كانوا في باريس يوم الثلاثاء للقاء رؤساء الشرطة القضائية.
&
واعتقلت السلطات المغربية عشرات من الاشخاص الذين يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة. وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة احتجزت يوم الاثنين اربعة اشخاص على صلة بالتنظيم.
&
وكانت هذه الخلية تعتزم شن هجمات باستخدام متفجرات وكان لزعيمها صلات وثيقة بمغاربة يقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية للحصول على دعم لوجيستي. ولم تذكر الوزارة تفاصيل عن تلك الصلات.
&
وقالت السلطات في وقت سابق من هذا العام إن نحو 1500 مواطن مغربي يقاتلون مع الجماعات المسلحة في سوريا والعراق وإن 220 منهم عادوا إلى الوطن وسجنوا بينما قتل 286. وذهب أيضا قرابة 158 امرأة و135 طفلا إلى هناك.
&
قمة الملك والرئيس
&
وفي هذا الإطار، تحادث العاهل المغربي والرئيس الفرنسي حول العديد من الملفات والقضايا الساخنة والعلاقات بين البلدين، ويتواجد الملك محمد السادس في فرنسا في زيارة خاصة، ونفت مصادر رئاسية فرنسية لـ (أ ف ب) أي علاقة مباشرة بين زيارة الملك وتورط أشخاص من أصول مغربية في هجمات باريس.&
&
وقالت مصادر دبلوماسية إن قمة محمد السادس ـ هولاند تناولت قضايا مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني لا سيما في تبادل المعلومات بين البلدين.
&
ويرى مراقبون أن التجربة المغربية في محاربة الإرهاب يمكن الاستنارة بها في مواجهة المتشددين في فرنسا من قبل باريس، علما أن المغرب لم يعرف أي اعتداءات منذ أربع سنوات، وتمكن من تفكيك الكثير من الشبكات الإرهابية في السنوات الأخيرة.
&
استخبارات المغرب
&
وتزامنت القمة مع تقارير لوسائل الإعلام الفرنسية قالت إن الاستخبارات الفرنسية تلقت معلومات في بالغ الأهمية من استخبارات المغرب بشأن مخبأ المشتبه بأنه العقل المدبر لاعتداءات باريس عبد الحميد أباعود في ضاحية سان دوني في شمال باريس.
&
وكان وزير الداخلية الفرنسية برنار كازنوف، قال يوم الخميس إن بلدا غير أوروبي وافاها بالمعلومة الثمينة يوم 16 تشرين الثاني (نوفمبر) ومفادها أن عبد الحميد أباعود قد يكون مر من اليونان.
&
وكان مدير قوات النخبة جون ميشال فوفيرغ، قال الأربعاء في تصريح لصحيفة (لوفيغارو): "إن آخرين سلمونا هذه المعلومة" دون أن يشير بدوره إلى اسم الجهة.
&
عملية سان دوني
&
وحسب إذاعة فرنسا الدولية "إر إفي إي"، التي استندت إلى مصادر أمنية مغربية، فإن المغرب كان له دور كبير في عملية سان دوني، مشيرة إلى أن الرباط هي التي قد تكون أخبرت باريس بوجود أباعود على الأراضي الفرنسية، ما أدى إلى إطلاق عملية المداهمة.
&
وبدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر مقرب من التحقيق إن المعلومة التي وجهت المحققين لملاحقة عبد الحميد أباعود كان مصدرها المغرب، مستندة في خبرها إلى مصدر مقرب من التحقيق.
&
وأوضحت إذاعة "فرانس إنفو" استنادا إلى مصادر أمنية مغربية، أن الرباط وجهت باريس لملاحقة حسناء آيت بولحسن، التي أشارت وسائل إعلام فرنسية الى&أن عبد الحميد أباعود ابن خالها.&
&
وأكدت نفس الإذاعة أن هذه الفتاة البالغة من العمر 26 عاما والتي يعتقد أنها فجرت نفسها في شقة في&سان دوني، كانت موضع تنصت من قبل كافة الأجهزة الأمنية الفرنسية.
&
موقع 360
&
ويشار هنا إلى أن (موقع 360) المغربي كان السباق لإثارة الخبر، حيث أفاد صباح الأربعاء أن "الاستخبارات المغربية نجحت في تحديد موقع الإرهابيين المتحصنين في شقة في سان دوني". مؤكدا أن ضباطا من الاستخبارات المغربية انتقلوا إلى باريس وبروكسل في اليوم التالي للاعتداءات تلبية لطلب الفرنسيين والبلجيكيين.
&
وقال مدير الموقع يوسف ججيلي في تصريح لـ (فرانس24) إن الموقع كان سباقا لإثارة الخبر استنادا لمصادره الخاصة، وسارت على منواله "سي إن إن" لكنها اعتمدت على مصادرها، في الوقت الذي استندت فيه بعض وسائل الإعلام الفرنسية عند انتشار الخبر على الموقع المغربي.
&
واعتبر ججيلي أن التنسيق بين الاستخبارات المغربية ونظيرتها الفرنسية يدل على أن "هناك عمل مشترك بين استخبارات البلدين"، وأن "العلاقات بينهما في حالة جيدة" بعد الأزمة التي مرت بها. وأوضح أن عملية سان دوني "انتصار لنبل العلاقات المغربية الفرنسية".