كانت الانتحارية حسناء آيت بولحسن التي فجرت نفسها حين دهمت قوات الشرطة وكرا للارهابيين في باريس تحلم بحماية فرنسا من خلال الانخراط في الجيش أو الشرطة، كما قال اصدقاء وجيران لـ"فتاة الحفلات" كما كانت تُعرف حسناء بين معارفها قبل&أن تصبح متطرفة.

إعداد عبدالاله مجيد: أكد كريم جار الانتحارية حسناء آيت بولحسن أنها كانت تريد أن تصبح جندية وتخدم فرنسا لكنها لم تتمكن من الانضمام الى الجيش وانتهى بها المآل الى التشرد لفترة من الوقت.

وقال كريم الذي يعيش في حي سيء الصيت بانتشار المخدرات والعنف في منطقة أولني سو بوا لصحيفة الديلي تلغراف ان حسناء اصبحت مشردة بعد محاولتها الفاشلة الانضمام الى الجيش "ثم اخذت تختلط مع مجموعات جديدة وأصبحت قضيتها الجديدة سوريا".

الشيطان يأتي في الليل!

وحين انفصل والدا حسناء (26 سنة) عُهدت رعايتها بعائلة من سن الثامنة حتى الخامسة عشرة. وقالت أم حسناء بالتبني في هذه الفترة انها "صفقت امام شاشة التلفزيون" وهي تتابع هجمات 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001. واضافت أم حسناء بالتبني طالبة عدم كشف اسمها "انها كانت في البداية فتاة مثل سائر الفتيات الأخريات ولكن سلوكها تردى بسرعة".

وقالت أم حسن بالتبني التي بكت وهي تتابع على شاشة التلفزيون تغطية دهم المنزل الذي كانت حسناء تختبئ فيه "انها كانت تفعل ما يحلو لها وكثيرا ما كانت تصرخ وترفض الكلام. وكانت تلف نفسها باللحاف مغطية رأسها وتقول ان الشيطان يأتي في الليل".

بعد ان انفصل والد حسناء عن والدتها غادر باريس وانتقل الى مدينة كروتزوالد شرقي فرنسا للعمل في أحد مصانع شركة بيجو. وكانت حسناء تزوره بانتظام في المدينة حيث قال جيران انها كانت تتحدث عن طموحها بالانخراط في قوات الجندرمة الفرنسية.

وقال أبو يوسف (35 عاما) انها ابلغته بأنها فشلت في امتحان القبول ولكن متحدثا باسم الجندرمة نفى وجود سجل يشير الى محاولتها الانخراط في قوات الشرطة الفرنسية.

مخدرات وكحول ثم نقاب

وقال كريم جار حسناء الذي كان يعرفها معرفة جيدة انها كانت تتعاطى المخدرات والكحول قبل ان تبدأ بارتداء النقاب منذ ستة اشهر "ولكنها كانت في احيان كثيرة تحمل قنينة فودكا بيدها".

وذهب كريم الى ان حسناء كانت "مدمنة على الكوكايين" حتى النهاية. واكدت مصادر قضائية لصحيفة الديلي تلغراف "انها وقعت في متاعب مع الشرطة" بسبب المخدرات".

وقال يوسف شقيق حسناء انها كانت "محرومة من الحنان" و"تفتقر الى التوجيه" واصبحت "متهورة، كثيرا ما كانت تهرب من البيت وتختلط مع اصدقاء السوء".

واكد يوسف ان شقيقته اعتنقت الفكر المتطرف وبدأت ترتدي النقاب قبل ستة اشهر وانها كانت "مضطربة، لم تسع ذات يوم لدراسة ديانتها ولم تفتح القرآن ذات يوم".

غسل دماغ

ونقلت وكالة فرانس برس عن والدة حسناء القول قبل دهم منزلها "انها أُخضعت لعملية غسل دماغ". وأكدت مصادر امنية ان صلة قربى تربط حسناء بالعقل المدبر لاعتداءات باريس عبد الحميد أبا عود الذي قُتل معها في عملية الدهم.

واضافت المصادر ان عبد الحميد أبا عود (28 عاما) من اصحاب السوابق وغادر بلجيكا عام 2013 الى سوريا حيث اصبح من أهم الأدوات الدعائية باللغة الفرنسية لدى تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وتمكن أبا عود الذي كان معروفا في سوريا بلقب ابو عمر البلجيكي من السفر ذهابا وايابا الى اوروبا اواخر 2014 متحديا قوى الأمن لتخطيط هجمات أُحبطت في النهاية، قبل ان يتمكن من تدبير اعتداءات باريس.