يزور وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، على رأس وفد رفيع المستوى، مصر، ويجري مباحثات مع نظيره المصري صدقي صبحي، ومسؤولين حول سبل مكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز مشترك استخباراتي لتبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية، وبحث آخر تطورات التحقيقات في سقوط الطائرة الروسية إيرباص 321، وبحث كيفية معاقبة داعش.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار الحرب على الإرهاب، يزور وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، العاصمة المصرية القاهرة، وكان وصل إلى مطار القاهرة الدولي، مساء أمس الاثنين، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث دعم علاقات التعاون العسكري بين مصر وروسيا. واستقبل وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي نظيره الروسي، وعددًا من المسؤولين المصريين والروس العاملين في السفارة الروسية في القاهرة.

تنسيق استخباراتي
وعلمت "إيلاف" أن الزيارة تركز بالأساس على الإطلاع على تطورات ونتائج التحقيقات التي تجريها مصر بشأن سقوط الطائرة الروسية إيرباص 321، فوق سيناء يوم 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتزويد المسؤولين المصريين بالمعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها روسيا من الدول الغربية، ولاسيما بريطانيا وأميركا، حول إسقاط الطائرة، التي كانت تقلّ 224 راكبًا، نتيجة زرع قنبلة على متنها، أدت إلى انفجارها وسقوطها.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيلاف"، فإن جدول زيارة وزير الدفاع الروسي يتضمن أيضًا بحث إنشاء مركز استخباراتي روسي مصري مشترك لمكافحة الإرهاب، على غرار مراكز تبادل المعلومات بين العراق وسوريا وإيران وروسيا، وسبل تقديم الدعم الروسي إلى مصر في حربها ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء، ولاسيما تنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن مبايعته لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

ووفقًا للواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، فإن الحرب ضد الإرهاب لن تؤتي ثمارها إلا عبر عمل جماعي دولي، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا أكثر من مرة إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية ضد الإرهاب، وألا تقتصر الحرب ضد داعش على سوريا فقط، بل يجب أن تمتد إلى ليبيا وغيرها من المناطق التي تعشعش فيها التنظيمات الإرهابية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المركز المشترك لمكافحة الإرهاب خطوة مهمة في طريقة تنسيق جهود الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، لافتًا إلى أهمية تبادل المعلومات لكشف تمويلاتها ومعرفة أعضائها ورصد تحركاتهم، من أجل أجهاض مخططاتهم. ولفت إلى أن مصر ترحّب بأية جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب، لإيمانها بأن القضاء على الإرهاب يحتاج جهود الجميع.

إسقاط العلاقات والاقتصاد
وأشار اللواء علي حفظي، الخبير العسكري، إلى أن تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب من أسباب الإنتصار في تلك المعركة طويلة الأمد. وأضاف لـ"إيلاف" أن المعلومات أهم عناصر في أية حرب، ومنها بالطبع الحرب ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن بعض الدول الغربية ترفض أو تتجاهل التعاون مع مصر ضد الجماعات المتطرفة، بل تدعمها سرًا من أجل إسقاط الدولة، وإدخال دول المنطقة في دوامة الفوضى والعنف، وتدمير ثرواتها أو الاستيلاء عليها.

ونبّه إلى أن الجميع تأكد أن الهدف من وراء إسقاط الطائرة الروسية هو ضرب العلاقات المصرية الروسية، وإشاعة الفوضى في مصر، وضرب الاقتصاد لمصلحة دول أخرى، ومنها إسرائيل.

وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أن الطائرة الروسية "قد سقطت بسبب تفجير إرهابي". وقال رئيس جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف إن "الطائرة سقطت بقنبلة منزلية الصنع تحتوي على حوالى كيلوغرام واحد من مادة "تي.إن.تي" المتفجرة".

وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة عبر التلفزيون الرسمي بمعاقبة الجناة، وقال: "سوف نبحث عنهم في كل مكان، وسوف نعرف أسماءهم، وسوف نعثر عليهم في أي مكان يختبئون فيه على هذا الكوكب، ونعاقبهم". أضاف: "قتل مواطنينا في سيناء من أكثر الجرائم الدموية وفقًا لعدد الضحايا.. لن نمسح دموعنا من أرواحنا وقلوبنا.. ستبقى معنا إلى الأبد.. ولن يردعنا ذلك عن القضاء على المجرمين".

مصر تتريث
وتبنى تنظيم "داعش" عملية إسقاط الطائرة الروسية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولم يعلن عن التفاصيل إلا في تاريخ 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ونشرت مجلة "دابق"، التابعة للتنظيم، صورة لعلبة مشروب غازي وسلك ومفتاح تشغيل، وزعمت أنها زرعت القنبلة في تلك العبوة من مشروب "غولد شويبس". كما نشرت المجلة أيضًا صورة أخرى فيها جوازات سفر، إدّعت أنها لبعض ركاب الطائرة المنكوبة.

وذكر التنظيم في مجلته أنه كان يخطط في البداية لاستهداف طائرة إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، ولكنه قرر استهداف الطائرة الروسية بعد التدخل الروسي في سوريا. وأضاف أن التنظيم "اكتشف ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، ونجح في زرع العبوة الناسفة على متن الطائرة الروسية".

ورصدت الحكومة الروسية مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد على التوصل إلى الجناة. ومازالت مصر تصرّ على ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات في حادث الطائرة المنكوبة.

وقال وزير الخارجية سامح شكري، في تصريحات لوكالة أنباء كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، إن "مصر تحترم ما أعلنته روسيا عن أسباب سقوط طائرة روسية فوق أجواء شبه جزيرة سيناء في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأنها عملية إرهابية"، مشيرًا إلى أن "لجنة التحقيق الفنية التي تضم مصر وأيرلندا وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية لم تصدر منها نتيجة تحقيق محددة".

وأضاف أن "التحقيق الفني لا يزال جاريًا، ومصر تعزز من الإجراءات الأمنية في المطارات، للتصدي لأية ثغرات، قد تكون قائمة في مطارات مصرية، لمنع أي احتمال لتكرار حوادث مرتبطة بالإرهاب".