&طلال جاسر: أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب، الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، أن ذكرى الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) ستبقى خالدة في قلوب ونفوس أهل الكويت والعرب الشرفاء والعالم، لافتًا إلى أن التاريخ لن ينسى انجازات الكبار في نهضة الكويت.

&
وقال الشيخ سلمان الحمود، في كلمة ألقاها اليوم خلال احتفالية مئوية رحيل الشيخ مبارك الصباح بالمكتبة الوطنية اليوم الأحد، إن الراحل طيب الله ثراه عرف بدور السياسي الفعال وبتعزيز علاقات الكويت الخارجية وساهم بجدارة في وضع الكويت على خرائط العالم.
&
عهد زاهر
&
واضاف ان الكويت ازدهرت في عهد الشيخ مبارك الصباح حيث تم انشاء اول مدرسة نظامية في البلاد المعروفة بمدرسة المباركية وذلك في عام 1912، فضلًا عن تشييد قصر السيف العامر مقرا للحكم، كما رُسمت في عهده أول خريطة رسمية للكويت.
&
وأوضح أن الشيخ مبارك الصباح أسس أول علاقات سياسية ودبلوماسية مع دول العالم بفتح مكتب المفوضية البريطانية واستقبال أول ممثل سياسي بدرجة قنصل لبريطانيا في الكويت، مشيرا الى انه كان للراحل الفضل الكبير على كويت الماضي وما وصلنا اليه في الحاضر.
&
وذكر الشيخ سلمان الحمود بأن عهد الشيخ مبارك الصباح شهد أيضا تأسيس أول مستشفى للعلاج الطبي الحديث (مستشفى الارسالية الامريكية)، فضلا عن افتتاح المكاتب التجارية للكويت في الخارج ورفع أول راية وطنية لعلم الكويت وانشاء أول نظام للجمارك وافتتاح أول مكتب للبريد في البلاد وإبرم اتفاقية تاريخية وهي معاهدة الحماية مع بريطانيا.
&
انجازات تاريخية
&
من جهته أكد الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح في كلمة مماثلة أن الراحل كان قائدا قويا يعرف أين يوجه المركب وسط امواج السياسة المتلاطمة خلال فترة ازدادت فيها تطلعات نفوذ الدول الكبرى تجاه الكويت وسط منافسة اوروبية على تقاسم تركة الأمبراطورية العثمانية.
&
وأضاف الشيخ مبارك العبدالله أن الشيخ مبارك الصباح يعد أحد رجالات الكويت الذين سجلوا اسماءهم في صفحات الإنجازات التاريخية حينما وضع الكويت على بر الأمان وطريق الخير والنماء بالتزامن مع الظروف التاريخية الصعبة التي واجهتها البلاد في تلك الفترة.
&
وأوضح أن الوكيل السياسي البريطاني شكسبير تحدث عن الأمير الراحل عام 1911 قائلا إن "البلاد تحت القبضة القوية للشيخ مبارك هي الأفضل أمانا وحكما في الخليج" مشيرا إلى منح الشيخ مبارك لقب (أسد الجزيرة) في تلك الفترة.
&
نهضة الكويت
&
بدوره قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل سليمان العبد الجليل في كلمة مماثلة أن الشيخ مبارك الكبير حامل شعلة الإنطلاقة الأولى لنهضة الكويت باتجاه الحداثة والتمدن لافتا إلى أن البلاد شهدت في عهده ازدهارا ونهضة شاملة.
&
وأضاف العبد الجليل أن الوثائق التاريخية تدل على أن الأمير الراحل كان ربانا ماهرا وقائدا حكيما سار بسفينة الكويت في زمن يموج بعواصف المخاطر والمحن والمطامع والتحديات للدول العظمى في المنطقة مبينا انه أرسى سياسة متوازنة رشيدة منحت الكويت الأمن والاستقرار والبقاء.
&
وذكر أن زعامة مبارك الصباح الرائعة تتمثل في صفات الحاكم المخلص في حب وطنه وشعبه هي التي أكسبته لقب (مبارك الكبير) مؤكدا أنه سيبقى مرجعا أساسيا ثريا في البحث التاريخي وجديد الإنتاج الفكري في تاريخ الكويت الحديث.
&
ولفت إلى أن انطلاق الملتقى يأتي في إطار ترسيخ دور مكتبة الكويت الوطنية ورسالتها في إقامة الأنشطة الثقافية الهادفة إلى احياء وتوثيق وعرض الأحداث المهمة والمشرفة في تاريخ الكويت الحافل بالمواقف والمناسبات الخالدة في العطاءات والتضحيات.
&
وأفاد بأن المكتبة الوطنية بدأت في تنفيذ مشروع تحويل مجموعات الكتب القديمة في تاريخ تراث الكويت إلى النظام الالكتروني الرقمي لعرضها للأجيال المقبلة لتكون خير معين لهم في المعرفة والعلم والثقافة ولتعزز في نفوس الشباب الإنتماء والولاء والمواطنة.
&
إستقرار وإزدهار
&
من جانبه قال الباحث باسم اللوغاني في كلمة مماثلة إن الكويت شهدت خلال فترة حكم الشيخ مبارك الصباح استقرارا وازدهارا ماجعل الراحل يترك ارثا تاريخيا ضخما لا يقدر بثمن.
&
وأضاف اللوغاني أن الشيخ مبارك شخصية يقظة وحذرة يمتلك جدية عالية في مواجهة الأحداث وإدارة شؤون البلاد ومعروف عنه أنه "مفاوض ماهر ودبلوماسي بارع".
&
ولفت الى ما خلفه الراحل من وثائق ورسائل ومستندات حفظت بالارشيف البريطاني والعثماني والارشيف الفرنسي مؤكدا انها لا تقدر بثمن.
&
يذكر ان ملتقى الذكرى المئوية لرحيل الشيخ مبارك الصباح بدأ اليوم ويستمر حتى الثالث من ديسمبر المقبل وتتضمن فعالياته ندوات ومحاضرات، إضافة إلى معرضا للصور والوثائق والرسائل والكتب الخارجية للشيخ مبارك الصباح على أن تكون هناك زيارات لطلبة وطالبات مدارس وزارة التربية.&
&