قال وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجزائري محمد عيسى إن الجزائر بدأت اجراءات استملاك مسجد باريس الكبير، لأن القانون الفرنسي يسمح لها ذلك ما دامت قد مولته 15 عامًا.

بيروت: نقلت الصحف الجزائرية عن محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجزائري، قوله إن الجزائر بدأت رسميًا اجراءات استملاك مسجد باريس، وذلك أمام لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الجزائري.

قال عيسى: "تم الشروع بصفة رسمية، عبر سفارة الجزائر في باريس، في الاجراءات الرامية إلى جعل المسجد الكبير لباريس ملكًا للدولة الجزائرية، وهذه المبادرة تأتي استنادًا إلى قانون فرنسي ينص على انه في حال مرور 15 سنة على تمويل دولة أجنبية جمعية تقع تحت طائلة القانون الفرنسي، فإن هذه الأخيرة يصبح بإمكانها تملكها، وهو الحال بالنسبة إلى المسجد الكبير لباريس".

أكبر مسجد في فرنسا

والمسجد الكبير لباريس هو أكبر مسجد في فرنسا، صمّم تكريمًا للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. وهو مبني على طراز المدخر الأندلس، ودشِّنه الرئيس الفرنسي غاستون دومرغ والسلطان المغربي مولاي يوسف بن الحسن في 15 تموز (يوليو) 1926.

وأم أول صلاة في المسجد الامام أحمد العلوي (1869-1934)، الجزائري مؤسس الطريقة الدرقاوية المتفرعة عن الطريقة الشاذلية، بوجود الرئيس الفرنسي. ويرأسه حاليًا دليل بوبكر، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ورئيس جمعية الاحباس.

وجمعية الأحباس هذه هي الجهة المسؤولة عن تمويل وتسيير أمور مسجد باريس الكبير، بناءً على اتفاق تعاون مع فرنسا عقد عام 2001، بموجبه تم إنشاء هذه الهيئة ذات التأسيس القانوني الفرنسي التي تتعاون مع اللجنة الوطنية للأوقاف في الجزائر، وهي الصيغة التي تمكنت بفضلها الجزائر من إرسال أئمة تستقبلهم هذه الجمعية التي يترأسها عميد مسجد باريس ليتم توزيعهم عقب ذلك على المساجد.

وتمول الجزائر بمليوني يورو مسجد بارس، الذي يشكل رمزًا للاسلام في فرنسا، التي تضم اكبر جالية مسلمة في اوروبا. ولم يخف عيسى امتعاضه من طريقة تمويل مسجد باريس، التي تتم عن طريق الأموال التي ترسلها الجزائر لهذه الجمعية على وجه المساعدة، ويتم إيداعها في حساب سفارة الجزائر بباريس التي تدفع بدورها لهذا المسجد مستحقاته.

غير أن هذه العملية تتم - باعتراف الوزير عيسى- في غياب اتفاق يوضح طرق إنفاق هذه الأموال، الأمر الذي جعل الحكومة تتحرك بأمر من الوزير الأول لتصحيح الوضع، وتقرر تجميد هذه المساعدات موقتًا من أجل الدخول في مرحلة التسيير المنظم الذي سيتم بمقتضاه تقسيم الميزانية الموجهة لمسجد باريس بصورة واضحة وشفافة.

وقال عيسى: "حين الحصول على ملكية مسجد باريس، تبقى جمعية الأحباس جمعية تسيرها فرنسا وفق قوانينها، شئنا هذا أم أبينا".

لا تغيير

ونفى عميد مسجد باريس الفرنسي الجزائري دليل بوبكر أي تغيير في وضع المسجد بعد اعلان الجزائر عن&بدئها اجراءات رسمية لاستملاكه.

وقال بوبكر في بيان ان كل نشاطات مسجده "تندرج في اطار القانون الفرنسي"، وأن "وضع المسجد حاليًا لم يخضع لأي تغيير"، مؤكدًا أن "أي تكهنات أو معلومات مخالفة لذلك لا تندرج سوى في اطار الصحافة وهي بذلك باطلة ولاغية".

الا ان بوبكر تحدث عن "مشروع" لدراسة "الافق القانونية لمؤسسة فرنسية جزائرية هدفها حماية ارث ممتلكات الجزائر، واماكن العبادة التابعة لها في فرنسا، ولكن مع تطوير الاعمال الثقافية باتجاه" المسلمين.

وتدير "جمعية الاحباس" التي يترأسها بوبكر المسجد، الذي كان اول جامع يبنى على الاراضي الفرنسية تكريمًا لعشرات الآلاف من الجنود المسلمين الذين ماتوا من اجل فرنسا.

ويدير اتحاد مسجد باريس نحو مئة مسجد في فرنسا، التي تضم نحو ألفي موقع للعبادة للمسلمين.
&