يعتبر البعض أن حزب الله لم يحدّد خياراته بعد أمام التسوية الرئاسية المطروحة، التي تواجه بعض العقبات والصعوبات، مع الحديث ان حزب الله متمسك بخيار العماد عون كحليف أكثر من انتخاب فرنجية رئيسًا للجمهورية.

بيروت: تواجه التسوية الرئاسية في لبنان، أي مشروع انتخاب رئيس للجمهورية يتمثل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعض العراقيل ويعتبر النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك عقبات امام التسوية الرئاسية المطروحة، وليست كلها ناتجة عن الرابية أي رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ومعراب أي رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، بل أيضًا هناك جزء من العقبات ناتج عن موقف حزب الله الغامض حتى الآن، وهو يواجه إرباكًا ظاهرًا في تحديد خياراته، بين حليفه عون وسليمان فرنجية، رئيس حزب المردة، وحزب الله لا يزال مصرًا على الحفاظ على التحالف مع عون، وهو بالنسبة له، أهم من وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة، لاعتبارات عدة، منها الحفاظ على التغطية المسيحية في مواقف عدة في الداخل والخارج، علمًا أن للعماد عون، شئنا أم أبينا حضور واسع على أكثر من نقطة، من خلال هذه الوقائع تشهد التسوية الرئاسية بعض الصعوبات ولن تستمر، ونسبة نجاحها 50 %، وحتى الآن لا شيء علني بالنسبة للتسوية الرئاسية، رغم ذلك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من خلال هذه التسوية استطاع أن يحدث ثقبًا في الفراغ الرئاسي، وأعاد إحياء موضوع رئاسة الجمهورية من جديد.

عودة الحريري

مع كثرة اللغط حول عودة الحريري إلى لبنان يؤكد طعمة أن الأمر يعود إلى الحريري نفسه قرار العودة أم لا، ولكن لن يأتي حتى اكتمال طبخة التسوية الرئاسية، وحتى الآن هذه التسوية لم تكتمل، وبحسب رأي طعمة الحريري لن يأتي قريبًا.

عن الحديث بأن هذه التسوية سيقف ضدها حلف مسيحي من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، يعتبر طعمة أن التوافق المسيحي مطلوب منذ فترة طويلة، وكنا نأمل أن يتفقوا في السابق على اسم لرئيس الجمهورية اللبنانية، كانوا وفروا على لبنان سنة ونصف السنة من الفراغ الرئاسي، وكان الجميع يدعو المسيحيين إلى الاجتماع لدعم مرشح، ونأمل أن تلك التسوية قد أعادت اللحمة بين المسيحيين، وأعادوا التفكير بوضع خلافاتهم جانبًا، من أجل مصلحة لبنان، رغم أن الأمر يبقى بعيد المنال، لأن الانتخابات ستعيد النزاعات والصراعات الداخلية لتلعب دورها.

جعجع والانقلاب

ماذا عن الحديث عن انقلاب جعجع على هذه التسوية وترشيحه لعون خصوصًا أن انصارًا من القوات اللبنانية دعوه إلى تلك الخطوة؟ يؤكد طعمة أن الأمر طرح لكن لن تصل الأمور إلى هذا الحد، فالقوات اللبنانية لا تزال تحافظ على مقومات 14 آذار، ولن تصل الأمور إلى الكيدية، ولن يتصرف جعجع على هذا النحو.

لماذا القول إما فرنجية وإما تمديد أزمة الرئاسة الأولى في لبنان؟ يلفت طعمة إلى أن الموضوع فسر على هذا النحو رغم اننا منذ فترة عام ونصف العام تقريبًا، من دون رئيس للجمهورية، واجتمع الأقطاب المسيحيون في بكركي وسموا 4 مرشحين، واعتبروهم مرشحين أقوياء، وهناك خوف على البلد، لأن لبنان لا يستطيع أن يستمر إلى الأبد من دون رئيس للجمهورية، فهناك مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية، وسعد الحريري من الأشخاص الذين يعملون من أجل تخفيف الخطورة التي يمر بها لبنان من دون رئيس للجمهورية، وإلى أين نحن سائرون لا أحد يعلم.

غطاء دولي

عن الغطاء الدولي لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية يقول طعمة إن الدول الكبرى تعلن منذ فترة طويلة أن لبنان غير موضوع في برنامج عملها، فهناك مشاكل العراق واليمن وسوريا تشكل أولوية بالنسبة للدول الكبرى، وعندما طرحت التسوية دعمتها الدول الكبرى، لأنها تريد انتخاب رئيس في لبنان.