أُعلن في محافظة المثنى العراقية الجنوبية عن اختطاف مسلحين لـ 26 صيادًا قطريًا بينهم أمير، كانوا يصطادون في صحراء المحافظة، فيما بدأت السلطات الامنية عمليات للبحث عنهم، وعن إمكانية وجود دوافع سياسية وراء عملية الاختطاف.

&
أسامة مهدي: قال محافظ المثنى (220 كم جنوب بغداد) فالح عبد الحسن، الاربعاء إن مجموعة مسلحة تستقل 25 عجلة دفع رباعي قامت باختطاف &26 &من الصيادين القطريين، بينهم امير، في ساعة متأخرة من ليلة امس في بادية السماوة بين منطقتي بصية والسلمان جنوب المحافظة، واضاف أن الصيادين القطريين كانوا قد حصلوا على سمات الدخول للاراضي العراقية من وزارة الداخلية دون علم الحكومة المحلية لمحافظة المثنى، التي اعترضت على دخولهم لعدم تمكنها من تأمين الحماية لبادية السماوة لسعتها، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء، حيث بدأت القوات الامنية تنفيذ عمليات بحث عن المختطفين في البادية .
&
ولم يعرف بعد فيما اذا كانت هناك دوافع سياسية وراء عملية الاختطاف، خاصة وأن القوى الشيعية العراقية التي تمتلك مليشيات مسلحة عادة ما تتهم قطر بدعم جماعات ارهابية مسلحة في العراق وسوريا.
&
هواية وتقليد
&
إلى ذلك، فإن الصيد بالصقور يحظى بتقدير كبير لدى الخليجيين، حيث يأتي شيوخ عرب اثرياء الى المناطق الحدودية الصحراوية للعراق من اجل الصيد، واحيانًا من اجل الحصول على الطيور النادرة، فيما تكتسب الواحات الصحراوية في جنوب العراق شعبية لدى الصيادين، وممن يفضلون رحلات السفاري الصحراوية، حيث تجتذب تلك المناطق العديد من الزوار عبر الحدود من السعودية والكويت وقطر، حيث يلجأ هؤلاء الزوار الى عدد من الصحارى والوديان في محافظات ذي قار والمثنى والبصرة من اجل الرحلات الصحراوية واستكشاف البرية الواسعة في المحافظات الجنوبية الثلاث.
&
وهناك اشخاص عاشقون للصحراء يُدعون "الصقارة" يأتون من منطقة الخليج في محاولة للعودة الى جذورهم الاصلية، ويقضون عدة ليالٍ في واحة امغار (270 كيلومتراً جنوب بغداد)، حيث يستمتعون برائحة القهوة وسماع الربابة والشعر الحزين والشعر الذي يمتدح الصحراء وجمال الصيد وسماع قصص الاباء والاجداد والقيام بالصيد كالايام الخوالي بواسطة الصقور.
&
مخاطر&
&
ويقول خبراء صيد إن صحراء السماوة تمتلك افضل انواع الصقور، والعراق واحد من البلدان التي تتوفر فيها الكثير من الصقور والطيور النادرة، لكن الرحلة الى المنطقة محفوفة بالمخاطر لكون الطريق غير معبّد، بالاضافة الى وجود ذئاب شرسة فيها. &
&
من جهتهم، يقول صيادون عراقيون في صحراء السماوة إن نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ومعظم كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يعتبر وقتًا مثاليًا لممارسة هواية صيد الطيور، مشيرين إلى إنهم يخرجون على شكل مجاميع مكونة من عدة مركبات حاملين معهم احتياجاتهم من الخيم والطعام والماء والمستلزمات الأخرى للبقاء أيامًا عدة في مناطق الصيد الصحراوية.&
&
ويستخدم الصيادون في ملاحقة الطيور والأرانب بنادق صيد مجازة وفق تصاريح تضمن الالتزام بعدم ممارسة الصيد الجائر للطيور، والذي يضر بالتوازن البيئي والإحيائي في البادية، فيما يؤكد الصياديون إلتزامهم بالقوانين الخاصة بالصيد، وبمبدأ الصيد غير الجائر، من خلال الابتعاد عن استخدام الأسلحة الاوتوماتيكية. &&
&
متعةٌ لا تُضاهى
&
بدورهم، يقول صيادون قطريون وبحرينيون وسعوديون، يدخلون برًا بمركباتهم الشخصية من اجل ممارسة هواية الصيد، إن الصيد في البادية العراقية لا يضاهيه أي صيد آخر من حيث الوفرة وتعاون كامل من قبل السكان، موضحين انهم يجوبون البادية برفقة أدلاء عراقيين يعرفون المنطقة بشكل جيد، وهم الذين يحددون أماكن الصيد الوفير، وأماكن الحصول على وقود السيارات والمؤن، وتمثل البادية الجنوبية للعراق، التي تبلغ مساحتها 45 الف كيلومتر مربع على طول الشريط الحدودي مع السعودية، نسبة 12 بالمائة من مساحة العراق .
&
يذكر ان مجموعات عديدة من صيادي &دول الخليج العربي اعتادت الدخول الى الصحراء العراقية بعد استحصالها على الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية لغرض اصطياد الحباري والدراج والصقور في هذه الفترة من السنة، حيث تكثر هذه الانواع من الطيور في الصحراء العراقية، فيما تتكفل السلطات الامنية العراقية بتأمين الحماية لها.
&