تنسق السلطات العراقية والقطرية جهودهما لإطلاق 26 صيادًا قطريًا بينهم أمير اختطفوا في صحراء العراق الجنوبية عندما كانوا يمارسون الصيد فيها بينما حملت الداخلية العراقية الصيادين مسؤولية عدم التزامهم بتعليماتها وتجاوزهم المناطق المؤمنة وتحركوا في أخرى صحراوية شاسعة مؤكدة أن أهدافًا سياسية وإعلامية تقف وراء هذه العملية.

لندن: كشفت وزارة الداخلية العراقية أن الصيادين القطريين الستة والعشرين المختطفين في صحراء محافظة المثنى (220 كم جنوب بغداد) لم يلتزموا بالتعليمات وتحركوا بمناطق صحراوية شاسعة.

وأضافت أن أجهزتها وقيادة شرطة محافظة المثنى شرعت بعمليات بحث وتحر في المنطقة التي جرت فيها الحادثة.. موضحة أن الصيادين كانوا يتحركون في مناطق صحراوية شاسعة ولم يلتزموا بتعليماتها بعدم تجاوز المناطق المؤمنة والحذر من الذهاب إلى مناطق غير مؤمنة كما قالت في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

وأشارت الداخلية العراقية إلى أنّ حادثة خطف الصيادين القطريين وقعت في منطقة "ليا" التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرق ناحية "بصية" في بادية محافظة المثنى المحاذية للسعودية.

وشددت على أنّ أجهزة وزارة الداخلية ستبذل مجهودا من اجل الوصول إلى الحقيقة وتحرير الصيادين.. وقالت إن مثل هذه اﻻعمال تستهدف الإساءة إلى سمعة العراق واﻻيحاء بان مناطق الجنوب العراقي غير آمنة وهو ما يخالف الحقيقة.. وعبرت عن اعتقادها ان الهدف من عملية اختطاف الصيادين القطريين هو تحقيق أهداف سياسية وإعلامية.

ومن جانبها، قالت الخارجية القطرية إنها أوفدت مساعد وزير الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي والسفير القطري في بغداد زايد بن سعيد الخيارين لمتابعة قضية اختطاف الصياديين.. موضحة أن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية هاتف نظيره العراقي إبراهيم الجعفري لمتابعة الموضوع.

وأضافت أنها تنسق مع العراق لمعرفة مصير الصيادين المختطفين مؤكدة أنهم كانوا يمارسون الصيد بموافقات رسمية. وقالت الوزارة في بيان الاربعاء إنها تنسق الان مع الحكومة العراقية لضمان اطلاق سراح المواطنين القطريين المختطفين باسرع وقت ممكن. واضافت الخارجية القطرية أن المواطنين "القطريين كانوا يمارسون عملية الصيد بموافقة رسمية من وزارة الداخلية العراقية".

وعادة ما تتهم القوى الشيعية العراقية التي تمتلك ميليشيات مسلحة قطر بدعم جماعات ارهابية مسلحة في العراق وسوريا.

مسلحون يستقلون 25 عجلة اختطفوا القطريين

وفي وقت سابق اليوم أعلن محافظ المثنى فالح عبد الحسن أن مجموعة مسلحة تستقل 25 عجلة دفع رباعي قامت باختطاف 26 من الصيادين القطريين بينهم أمير قطري في ساعة متأخرة من ليلة امس في بادية السماوة بين منطقتي بصية والسلمان جنوب المحافظة.

وأضاف أن الصيادين القطريين كانوا قد حصلوا على سمات الدخول للاراضي العراقية من وزارة الداخلية دون علم الحكومة المحلية لمحافظة المثنى التي اعترضت على دخولهم لعدم تمكنها من تأمين الحماية لبادية السماوة لسعتها كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء حيث بدأت القوات الامنية تنفيذ عمليات بحث عن المختطفين في البادية.

قوة مسلحة كبيرة خطفت القطريين في العراق

&

وأخلت الحكومة المحلية في المثنى مسؤوليتها عن اختطاف الصيادين القطريين البالغ عددهم 26 صيادا كانوا متواجدين في بادية السماوة.

وأشار إلى أنّ هؤلاء القطريين دخلوا البادية بناء على تأشيرات دخول منحت لهم من قبل وزارة الداخلية من دون موافقة الحكومة المحلية في المثنى.. موضحا ان الصيادين القطريين كانوا برفقة قوة امنية بسيطة لا تتمكن من مواجهة التحديات الامنية التي يمر بها العراق على حد قوله.

واكد ان الحكومة المحلية رفضت ادخال القطريين أو أي عربي أو أجنبي إلى صحراء وبادية المحافظة لما فيها من مخاطر جمة من دون ان يحدد طبيعة تلك المخاطر.. مشيرا إلى أنّ الاجهزة الامنية في محافظة المثنى تجري تحقيقاً بعملية الخطف لكنها لا تتحمل المسؤولية.

من جانبه أوضح أحمد حمدان الجشعمي رئيس المجلس البلدي لناحية بصية (250 كم جنوب شرق السماوة) ان عملية خطف القطريين تمت داخل حدود محافظة المثنى وتحديداً في منطقة "الحنية" شرقي ناحية بصية.

وقال إن ضابطين عراقيين كانا يرافقان الصيادين القطريين.. مشيراً إلى أنّ القوة التي اختطفت القطريين اطلقت سراح الضابطين على الطريق السريع المتوجه إلى محافظة ذي قار المجاورة فيما أبقت على المختطفين القطريين بقبضتها.

الخليجيون يبحثون في صحراء العراق عن طيور نادرة

والصيد بالصقور يحظى بتقدير كبير لدى الخليجيين حيث يأتي شيوخ عرب اثرياء إلى المناطق الحدودية الصحراوية للعراق من أجل الصيد وأحيانا من أجل الطيور النادرة.

العراق: مسلحون يخطفون 26 صيادًا قطريًا بينهم أمير

&

والواحات الصحراوية في جنوب العراق تكتسب شعبية لدى الصيادين وممن يفضلون رحلات السفاري الصحراوية حيث تجتذب تلك المناطق العديد من الزوار عبر الحدود من السعودية والكويت وقطر حيث يأتي هؤلاء الزوار إلى عدد من الصحارى والوديان في محافظات ذي قار والمثنى والبصرة من اجل الرحلات الصحراوية واستكشاف البرية الواسعة في المحافظات الجنوبية الثلاث.

وهناك أشخاص عاشقون للصحراء يدعون "الصقارة" يأتون من منطقة الخليج في محاولة للعودة إلى جذورهم الاصلية ويقضون عدة ليال في واحة امغار (270 كيلومتر جنوب بغداد) حيث يستمتعون برائحة القهوة وسماع الربابة والشعر الحزين والشعر الذي يمتدح الصحراء وجمال الصيد وسماع قصص الاباء والاجداد والقيام بالصيد كالايام الخوالي بواسطة الصقور.

مخاطر تواجه الصيادين

ويقول خبراء صيد إن صحراء السماوة تمتلك افضل انواع الصقور والعراق واحد من البلدان التي تتوفر فيها الكثير من الصقور والطيور النادرة لكن الرحلة إلى المنطقة محفوفة بالمخاطر لكون الطريق غير معبد بالاضافة إلى وجود ذئاب شرسة فيها.

ومن جهتهم يقول صيادون عراقيون في صحراء السماوة إن نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ومعظم كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يعتبر وقتا مثاليا لممارسة هواية صيد الطيور مشيرين إلى أنهم يخرجون على شكل مجاميع مكونة من عدة مركبات حاملين معهم احتياجاتهم من الخيم والطعام والماء والمستلزمات الأخرى للبقاء أياما عدة في مناطق الصيد الصحراوية.

ويستخدم الصيادون في ملاحقة الطيور والأرانب بنادق صيد مجازة وفق تصاريح تضمن الالتزام بعدم ممارسة الصيد الجائر للطيور والذي يضر بالتوازن البيئي والإحيائي في البادية. ويؤكد الصياديون انهم ملتزمون بالقوانين الخاصة بالصيد وبمبدأ الصيد غير الجائر من خلال الابتعاد عن استخدام الأسلحة الاوتوماتيكية.

ومن جهتهم يقول صيادون قطريون وبحرينيون وسعوديون يدخلون برًا بمركباتهم الشخصية من أجل ممارسة هواية الصيد إن الصيد في البادية العراقية لايضاهيه أي صيد آخر من حيث الوفرة وتعاون كامل من قبل السكان.. موضحين انهم يجوبون البادية رفقة أدلاء عراقيين يعرفون المنطقة بشكل جيد وهم الذين يحددون أماكن الصيد الوفير وأماكن الحصول على وقود السيارات والمؤن.

وتمثل البادية الجنوبية للعراق التي تبلغ مساحتها 45 الف كيلو متر مربع على طول الشريط الحدودي مع السعودية نسبة 12 بالمائة من مساحة العراق.

يذكر أن مجموعات عديدة من صيادي دول الخليج العربي اعتادت الدخول إلى الصحراء العراقية بعد استحصالها على الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية لغرض اصطياد الحباري والدراج والصقور في هذه الفترة من السنة حيث تكثر هذه الانواع من الطيور في الصحراء العراقية فيما تتكفل السلطات الامنية العراقية بتأمين الحماية لها.