فيما كثفت القوات الأمنية العراقية اليوم بحثها عن 26 صيادًا قطريًا مختطفًا في الصحراء العراقية الجنوبية، بينهم أمير، وبدأ مساعد وزير الخارجية القطري اتصالات على أعلى مستوى في بغداد، فقد أعلن مصدر أمني أن المطلق سراحهم التسعة هم خدم الصيادين، الذين مازال مصيرهم مجهولًا.


أسامة مهدي: قال مصدر في الشرطة العراقية الخميس إن الاشخاص المطلقين، الذين وصلوا الى الكويت امس، هم خدم الصيادين القطريين المختطفين. واضاف ان "الاشخاص الذين وصلوا الى الكويت هم خدم الصيادين القطريين، الذين اختطفوا في بادية محافظة المثنى" الجنوبية.. موضحًا ان "هؤلاء لم يتم اختطافهم مع الصيادين". واشار في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية الى ان "القوات الامنية قامت بنقلهم مع خيمهم وامتعتهم الى الكويت".

كويتي بين المختطفين
من جهته، اعلن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله اليوم عن وجود أحد المواطنين الكويتيين مع القطريين المختطفين في العراق، مشيرًا إلى أن هناك تعاوناً من قبل جميع البعثات الخليجية في بغداد.

وقال الجار الله في تصريحات صحافية إن "الجهود جارية بالتنسيق بين المسؤولين في العراق وقطر للسعي وراء الافراج عن بقية المخطوفين". وأضاف الجار الله أن "هناك تعاوناً من قبل جميع البعثات الخليجية في بغداد بما يؤكد تلاحم دول مجلس التعاون".

تم الاعلان الليلة الماضية عن اطلاق تسعة من القطريين المختطفين في العراق، البالغ عددهم 26 صيادًا، ووصلوا الى دولة الكويت. وتشير معلومات عراقية الى ان الخاطفين هم مجموعة شيعية مسلحة تطالب بمقايضة الصيادين بأسرى من عناصر المجموعات العراقية المسلحة التي تقاتل في سوريا لدى جبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، والتي تقول ان قطر تدعمها.

من جهته، باشر مساعد وزير الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي والسفير القطري في بغداد زايد بن سعيد الخيارين اتصالات على اعلى مستوى مع المسؤولين العراقيين لمتابعة قضية اختطاف الصياديين.. فيما اجرى وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية مباحثات هاتفية مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري لمتابعة الموضوع.

تنسيق قطري عراقي
وتنسق السلطات العراقية والقطرية جهودهما لاطلاق الصيادين المختطفين عندما كانوا يمارسون الصيد فيها، بينما حملت الداخلية العراقية الصيادين مسؤولية عدم التزامهم بتعليماتها وتجاوزهم المناطق المؤمنة، وتحركوا في أخرى صحراوية شاسعة، مؤكدة ان اهدافًا سياسية واعلامية تقف وراء هذه العملية.

وكشفت وزارة الداخلية العراقية ان الصيادين القطريين الستة والعشرين المختطفين في صحراء محافظة المثنى (220 كم جنوب بغداد) لم يلتزموا بالتعليمات، وتحركوا في مناطق صحراوية شاسعة. واضافت ان اجهزتها وقيادة شرطة محافظة المثنى شرعت في عمليات بحث وتحرٍّ في المنطقة التي جرت فيها الحادثة.. موضحة ان الصيادين كانوا يتحركون في مناطق صحراوية شاسعة، ولم يلتزموا بتعليماتها بعدم تجاوز المناطق المؤمنة، والحذر من الذهاب الى مناطق غير مؤمنة، كما قالت في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

واشارت الداخلية العراقية الى أن حادثة خطف الصيادين القطريين وقعت في منطقة "ليا" التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرق ناحية "بصية" في بادية محافظة المثنى المحاذية للسعودية. وشددت على ان اجهزة وزارة الداخلية ستبذل مجهودًا من اجل الوصول الى الحقيقة وتحرير الصيادين.. وقالت إن مثل هذه اﻻعمال تستهدف اﻻساءة الى سمعة العراق وإيحاء بأن مناطق الجنوب العراقي غير آمنة، وهو ما يخالف الحقيقة.. وعبّرت عن اعتقادها بأن الهدف من عملية اختطاف الصيادين القطريين هو تحقيق أهداف سياسية واعلامية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية القطرية انها تنسق مع نظيرتها العراقية لمعرفة مصير الصيادين المختطفين، مؤكدة انهم كانوا يمارسون الصيد بموافقات رسمية. وقالت الوزارة في بيان الاربعاء إنها تنسق الان مع الحكومة العراقية لضمان اطلاق سراح المواطنين القطريين المختطفين باسرع وقت ممكن. واضافت الخارجية القطرية أن المواطنين "القطريين كانوا يمارسون عملية الصيد بموافقة رسمية من وزارة الداخلية العراقية".

مسلحون يستقلون 70 عجلة اختطفوا القطريين
وفي وقت سابق اليوم، اعلن محافظ المثنى فالح عبد الحسن ان مجموعة مسلحة تستقل 70 عجلة دفع رباعي قامت باختطاف الصيادين في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء في بادية السماوة بين منطقتي بصية والسلمان جنوب المحافظة. واضاف ان الصيادين القطريين كانوا قد حصلوا على سمات الدخول للاراضي العراقية من وزارة الداخلية من دون علم الحكومة المحلية لمحافظة المثنى، التي اعترضت على دخولهم، لعدم تمكنها من تأمين الحماية لبادية السماوة لسعتها، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء، حيث بدأت القوات الامنية تنفيذ عمليات بحث عن المختطفين في البادية.

اخلت الحكومة المحلية في المثنى مسؤوليتها عن اختطاف الصيادين القطريين البالغ عددهم 26 صيادًا كانوا متواجدين في بادية السماوة. واشار الى ان هؤلاء القطريين دخلوا البادية بناء على تأشيرات دخول منحت لهم من قبل وزارة الداخلية من دون موافقة الحكومة المحلية في المثنى.. موضحًا أن الصيادين القطريين كانوا برفقه قوة امنية بسيطة لا تتمكن من مواجهة التحديات الامنية التي يمر بها العراق على حد قوله.

واكد ان الحكومة المحلية رفضت ادخال القطريين أو أي عربي أو اجنبي الى صحراء وبادية المحافظة لما فيها من مخاطر جمة من دون ان يحدد طبيعة تلك المخاطر.. مشيرًا الى ان الاجهزة الامنية في محافظة المثنى تجري تحقيقاً بعملية الخطف، لكنها لا تتحمل المسؤولية.

من جانبه، اوضح احمد حمدان الجشعمي رئيس المجلس البلدي لناحية بصية (250 كم جنوب شرق السماوة) ان عملية خطف القطريين تمت داخل حدود محافظة المثنى، وتحديداً في منطقة "الحنية" في شرق ناحية بصية. وقال ان ضابطين عراقيين كانا يرافقان الصيادين القطريين.. مشيراً الى ان القوة التي اختطفت القطريين اطلقت سراح الضابطين على الطريق السريع المتوجه الى محافظة ذي قار المجاورة، فيما ابقت على المختطفين القطريين بقبضتها.

الخليجيون يبحثون في صحراء العراق عن طيور نادرة
والصيد بالصقور يحظى بتقدير كبير لدى الخليجيين، حيث يأتي شيوخ عرب اثرياء الى المناطق الحدودية الصحراوية للعراق، من اجل الصيد، واحيانا من اجل الطيور النادرة.
والواحات الصحراوية في جنوب العراق تكتسب شعبية لدى الصيادين وممن يفضلون رحلات السفاري الصحراوية، حيث تجتذب تلك المناطق العديد من الزوار عبر الحدود من السعودية والكويت وقطر، حيث يأتي هؤلاء الزوار الى عدد من الصحارى والوديان في محافظات ذي قار والمثنى والبصرة من اجل الرحلات الصحراوية واستكشاف البرية الواسعة في المحافظات الجنوبية الثلاث.

وهناك اشخاص عاشقون للصحراء يدعون "الصقارة" يأتون من منطقة الخليج في محاولة للعودة الى جذورهم الاصلية، ويقضون عدة&ليالٍ& في واحة امغار ( 270 كيلومتراً جنوب بغداد) حيث يستمتعون برائحة القهوة وسماع الربابة والشعر الحزين والشعر الذي يمتدح الصحراء وجمال الصيد وسماع قصص الاباء والاجداد والقيام بالصيد كالايام الخوالي بوساطة الصقور.

مخاطر تواجه الصيادين
ويقول خبراء صيد إن صحراء السماوة تمتلك افضل انواع الصقور، والعراق واحد من البلدان التي تتوافر فيها الكثير من الصقور والطيور النادرة، لكن الرحلة الى المنطقة محفوفة بالمخاطر، لكون الطريق غير معبّد، اضافة الى وجود ذئاب شرسة فيها.&

من جهتهم، يقول صيادون عراقيون في صحراء السماوة إن نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ومعظم كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يعتبر وقتًا مثاليًا لممارسة هواية صيد الطيور، مشيرين إلى إنهم يخرجون على شكل مجاميع مكونة من مركبات عدة، حاملين معهم احتياجاتهم من الخيم والطعام والماء والمستلزمات الأخرى للبقاء أيامًا عدة في مناطق الصيد الصحراوية. ويستخدم الصيادون في ملاحقة الطيور والأرانب بنادق صيد مجازة وفق تصاريح تضمن الالتزام بعدم ممارسة الصيد الجائر للطيور، والذي يضر بالتوازن البيئي والإحيائي في البادية. ويؤكد الصياديون انهم ملتزمون بالقوانين الخاصة بالصيد وبمبدأ الصيد غير الجائر من خلال الابتعاد عن استخدام الأسلحة الاوتوماتيكية.&
&
ويقول صيادون قطريون وبحرينيون وسعوديون يدخلون برًا بمركباتهم الشخصية من اجل ممارسة هواية الصيد إن الصيد في البادية العراقية لا يضاهيه أي صيد آخر من حيث الوفرة وتعاون كامل من قبل السكان.. موضحين انهم يجوبون البادية برفقة أدلاء عراقيين يعرفون المنطقة بشكل جيد، وهم الذين يحددون أماكن الصيد الوفير وأماكن الحصول على وقود السيارات والمؤن. وتمثل البادية الجنوبية للعراق، التي تبلغ مساحتها 45 الف كيلو متر مربع على طول الشريط الحدودي مع السعودية، نسبة 12 بالمائة من مساحة العراق.

يذكر أن مجموعات عديدة من صيادي دول الخليج العربي اعتادت الدخول الى الصحراء العراقية بعد استحصالها على الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية لغرض اصطياد الحباري والدراج والصقور في هذه الفترة من السنة، حيث تكثر هذه الانواع من الطيور في الصحراء العراقية، فيما تتكفل السلطات الامنية العراقية بتأمين الحماية لها.

&