لندن: هاجم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتصدره الاحتجاجات ضد تركيا، على ضوء دخول قواتها إلى الأراضي العراقية، وقال إن وراء ذلك أهدافاً مشبوهة مضيفًا أنه أذاق العراق ويلات أفكاره المنحرفة.
جاء موقف الصدر هذا في إجابة على سؤال وجهه له احد اتباعه، قال فيه "خرجت بعض فصائل الحشد الشعبي عند دخول القوات التركية لمناطق في شمال العراق، مهددة الجانب التركي بكل اشكال التهديد والوعيد.. ذكرتنا نفس هذه الفصائل بتهديداتها للأكراد في احداث منطقة الطوز الا انه تبين لاحقًا ان كل تلك التصريحات هي للاستهلاك الدعائي وكسب مشاعر الطائفيين ممن كانوا يصفقون للطائفي نوري المالكي& يومًا ما.. هل تظن أن مثل هذه التصريحات ستفقد مصداقية الناس بالحشد الشعبي بسبب المتسلقين على هذا العنوان الجهادي؟
وفي رده الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه الاثنين، قال الصدر ان تهديدات بعض فصائل الحشد الشعبي لدخول القوات التركية إلى مناطق شمال العراق ما هي الا لكسب اصوات شاذة وستتحول تصرفاتهم إلى مكاسب سياسية. وأضاف الصدر في نص رده: "هم مازالوا يصفقون للقائد الضرورة الذي اذاق العراق ويلات افكاره المنحرفة.. وما تصريحاتهم الا لكسب أصوات شاذة من هنا أو هناك.. بيد أنني مازلت انتظر نتائج تصرفاتهم التي سرعان ما تتحول إلى مكاسب سياسية، وفي حينها سنتصرف بما يليق".
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وعدد من قادة فصائل الحشد الشعبي للمليشيات الشيعية قد نظموا تظاهرة احتجاج في بغداد قبل ايام ضد دخول القوات التركية إلى الاراضي العراقية. وحذر المالكي وهو رئيس ائتلاف دولة القانون مما وصفه بمخططات الاعداء لفصل الأنبار وادخال قوات تركية إلى الموصل.
ودعا المالكي في كلمة خلال زيارة مؤخرًا إلى معسكرات للحشد الشعبي للمتطوعين الشيعة، لمواجهة تنظيم "داعش"، حيث& التقى مع عناصر في تشكيلات روح لله التابعة للجناح العسكري لمنظمة بدر& التي يتزعمها قائد الحشد هادي.. دعا تشكيلات الحشد إلى "الاستعداد والانتباه لمخططات الأعداء الذين يحاولون من جديد تنفيذ مشاريعهم التقسيمية على ارض العراق عبر محاولة فصل الأنبار من جهة، وادخال قوات تركية في الموصل من جهة أخرى"، في اشارة إلى تركيا التي اتهمها ايضًا بممارسة "النفاق في محاربة الاٍرهاب، وداعش لانها تدعي تصديها للجماعات الارهابية، في حين انها تدعم تلك الجماعات سرًا عبر تجهيزها بكل ما تحتاجه من اسلحة ومعدات وامكانيات"، بحسب قوله.
وشدد على رفض اي تواجد للقوات التركية على الأراضي العراقية، "لانها قوات غازية وعليها المغادرة فوراً، وإلا ستكون خيارات المواجهة على الأرض كثيرة ومتعددة لأن الشعب العراقي بجميع مكوناته يرفض تواجد القوات الأجنبية على أراضيه".
وطالب المالكي الشعب العراقي بالخروج والمشاركة في التظاهرات الرافضة للتواجد التركي على الأراضي العراقية، لتكون الرد على من يحاول إنتهاك أرض وسيادة العراق.
يذكر ان العلاقات العراقية التركية شهدت خلال فترة ولاية المالكي الثانية بين 2010 و2014 توترًا شديدًا، حيث كان نظيره التركي انذاك رجب طيب اردوغان يكيل له اتهامات بالمسؤولية عن الاقتتال الطائفي في العراق وممارسة تمييز مذهبي بين العراقيين.
وتتناقض مواقف المسؤولين العراقيين من قضية انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، ففيما اشار وزير الخارجية ابراهيم الجعفري إلى أنّ هذا الانسحاب خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات بين بغداد وأنقرة، فقد اكد سعد الحديثي، المتحدث الرسمي بإسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، عدم حدوث أي انسحاب على عكس ما اعلنته وزارة الخارجية التركية.
&ونشرت أنقرة مئات الجنود في ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى الشمالية في الر ابع من الشهر الحالي قائلة، إن القوة تأتي في إطار بعثة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية لقتال تنظيم "داعش"، فيما نددت بغداد بالتحرك قائلة إنها لم توجه الدعوة قط لمثل هذه القوة.
التعليقات