يسعى الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، في مباحثات يجريها في الدوحة الاربعاء المقبل مع الشيخ تميم بن حمد آل خليفة، لبدء مرحلة علاقات جديدة بين البلدين تطوي صفحة الاتهامات المتبادلة سابقًا وترسي دعائم تعاون سياسي وأمني وخاصة في مواجهة الإرهاب .. فيما هاجمت عائلات ضحايا مجزرة قاعدة سبايكر على يد تنظيم "داعش" مسؤولين عراقيين كباراً في مؤتمر ببغداد لتوثيق جرائم التنظيم.
&
لندن: من المنتظر أن يبدأ الرئيس معصوم بعد غد الأربعاء زيارة رسمية إلى الدوحة على رأس وفد رفيع لإجراء مباحثات سياسية وامنية واقتصادية مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
&
وقال مصدر عراقي رسمي إن زيارة معصوم هذه تأتي في اطار سياسة العراق الجديدة بالانفتاح على الدول العربية والإقليمية، مشيراً إلى أن أهم ما ستتناوله هذه الزيارة هو التحشيد الدولي عامة والخليجي خاصة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" .. فضلاً عن مناقشة تطورات الملفين الأمني والسياسي في العراق والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات العراقية القطرية بما يخدم مصلحة البلدين، كما نقلت عنه صحيفة الصباح البغدادية الرسمية اليوم الاثنين.&
&
وهذه اول زيارة للرئيس العراقي معصوم إلى قطر في عهد اميرها الجديد الشيخ تميم لبدء مرحلة علاقات جديدة تتخطى الاتهامات العراقية السابقة لقطر بدعم الارهاب في العراق وهجوم الدوحة لبغداد لما تسميه التهميش والاضطهاد الذي تعانيه مكونات عراقية من قبل السلطات العراقية.
&
&وتأتي زيارة معصوم الى الدوحة بعد مباحثات اجراها هناك اواخر العام الماضي رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري انطلاقاً من رغبة العراق في العودة الى حاضنته العربية والإقليمية من خلال توطيد العلاقات. ويؤكد مسؤولون عراقيون أن بلدهم ماضٍ في تفكيك المشروع الإقليمي في العراق وإذابة الجليد وإعادة صياغة العلاقات مع الدول الإقليمية والمجاورة.
&
وكانت قطر وعدت العراق مؤخرا بفتح صفحة جديدة من التعاون البناء في مختلف المجالات وخاصة الامنية منها، وأكدت أنها تفتح قلبها قبل ابوابها للمسؤولين العراقيين، واتفق البلدان على تشكيل لجنة للتعاون الامني المشترك والبدء بمرحلة تعاون مبنية على العمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الارهاب والتصدي للفكر المتطرف.&
&
وجاء ذلك خلال اجتماع عقده في الدوحة وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان مع الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين . وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة للتعاون الامني ستباشر أعمالها في القريب العاجل، من جهته دعا وزير الداخلية العراقي المسؤولين في قطر لزيارة بغداد وفتح صفحة جديدة من العلاقات مبنية على أساس الاحترام والتعاون والعمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.
&
&وتأتي مباحثات الرئيس معصوم في الدوحة بعد أن ظلت علاقات البلدين تشهد ازمات مستمرة بسبب اتهامات مسؤولين عراقيين ونواب وكتل سياسية لقطر بدعم الارهاب في العراق . وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اتهم العام الماضي قطر والسعودية بدعم المقاتلين الذين يواجهون سلطاته في عدد من المحافظات العراقية وقال إن هاتين الدولتين الخليجيتين تقدّمان الأموال لتجنيد مقاتلين في الفلوجة.&
&
وقال المالكي إنه يتهم الدولتين "بالتحفيز لهذه المنظمات الإرهابية.. بدعمها سياسياً وإعلامياً.. بدعمها السخي مالياً.. بشراء الأسلحة لحساب هذه المنظمات الإرهابية وبالحرب المعلَنة من قبلهم على النظام السياسي في العراق وإيوائهم لزعماء الإرهاب والقاعدة والطائفيين والتكفيريين .. هذا هو دعم غير محدود"، بحسب تعبيره.&
&
وزعم المالكي أن "أزمة العراق الطائفية والإرهابية والأمنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الاولى". وأضاف "يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية في نفس الوقت." &
&
عائلات ضحايا "داعش"&تهاجم مسؤولين في مؤتمر عن جرائمه
&
هاجم ذوو ضحايا جريمة "داعش" بقتل ابنائهم في سبايكر والصقلاوية وسجن بادوش، اليوم، مسؤولين عراقيين شاركوا في مؤتمر عقد ببغداد لتوثيق جرائم التنظيم واحدثوا فوضى منعت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من القاء كلمته، مما دعاه الى الانسحاب من المؤتمر.
&
&وقد عبر ذوو الضحايا عن غضبهم واستيائهم لعدم تسليم جثث ابنائهم في جريمتي سبايكر والصقلاوية، مطالبين بكشف مصير أبنائهم حيث يشارك في المؤتمر رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف والامين العام لمنظمة بدر هادي العامري ووزير حقوق الانسان محمد مهدي البياتي. &
&
واشار البياتي الى أن وزارة حقوق الانسان تعتزم ارسال وفد من اهالي ضحايا جريمة سبايكر الى المحكمة الجنائية الدولية لعرض قضيتهم. ومن جهته، دعا النائب هادي العامري اهالي ضحايا سبايكر الى ان تكون مطالبهم من الحكومة اعدام المدانين بالارهاب. وطالب الحكومة بأن تنتهج ما فعلته المملكة الاردنية الهاشمية باعدام الارهابيين ردًا على اعدام الطيار الاردني حرقًا من قبل داعش.
&
يذكر أن تنظيم "داعش" أعدم المئات من المتدربين والطلبة العسكريين في قاعدة "سبايكر"الواقعة شمال مدينة تكريت وسجن بادوش بمدينة الموصل الشمالية عندما فرض سيطرته على المنطقتين منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي.
&
وعادة ما تتظاهر عائلات ضحايا سبايكر امام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث مراكز المؤسسات الرسمية العليا والسفارات الاجنبية للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم. وكانت حالة من الفوضى والإرباك قد عمّت جلسة لمجلس النواب عقدت مؤخرا اثر اقتحام العشرات من ذوي ضحايا قاعدة سبايكر مبنى المجلس احتجاجًا على عدم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بالكشف عن مصير ابنائهم.
&
وتشهد بغداد ومحافظات بابل وذي قار والديوانية والبصرة وواسط تظاهرات بين الحين والاخر لذوي ضحايا قاعدة سبايكر للمطالبة بمعرفة مصير ابنائهم.
&