دعت الامم المتحدة العراق الى العمل سريعًا على إعادة بناء جيشه واصدار قانون للعفو العام واشراك البعثيين الذين لم تلطخ ايديهم بالدماء، وقالت ان هذا البلد سيحتاج لوقت طويل للتعافي من آثار الديكتاتورية والإرهاب.


أسامة مهدي: قال المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في استعراضه الدوري لأوضاع العراق امام مجلس الامن الدولي اليوم الثلاثاء ان المجتمع العراقي سيحتاج الى وقت طويل للتعافي من آثار الدكتاتورية والارهاب التي طالته.

واضاف "اننا نشجع الحكومة العراقية على تنفيذ ما تبقى من بنود وثيقة الاتفاق السياسي والبرنامج الحكومي وخاصة في ما يخص انشاء الحرس الوطني وتطبيق قانون المساءلة والعدالة ومشروع المصالحة الوطنية".

واكد& ضرورة "الاستمرار في انجاح البرنامج الاقتصادي والسياسي للحكومة بهدف تحسين الاوضاع المعيشية وإعادة بناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي بعد تحريرها".

واشار الى "ان العلاقات بين العراق والكويت سائرة بطريق صحيح وهي تتحسن باستمرار في ظل التزام الحكومة العراقية تنفيذ التزاماتها الدولية وانهاء ملف المفقودين الكويتيين".

وأوضح ان العلاقات العراقية الكويتية ستتعزز بافتتاح قنصليتين للكويت في مدينتي البصرة الجنوبية واربيل الشمالية.&
&
واشاد ميلادينوف بالتعاون والتنسيق بين قوات الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي وابناء العشائر في التصدي لتنظيم داعش الارهابي، وقال إن تنظيم داعش الارهابي لا يزال يسيطر على جزء كبير من العراق.

واوضح ان الحكومة الاتحادية اتخذت إجراءات مهمة للتصدي للإرهاب.

ودعا مجلس النواب الى تشكيل الحرس الوطني وتشجيع المحافظات على لعب دور أكبر في حفظ الأمن.

وأشار إلى أن 4000 مقاتل من ابناء العشائر انضموا هذا العام للقتال في مواجهة الإرهاب. مطالباً الحكومة الاتحادية باشراك جميع طوائف المجتمع العراقي في العملية السياسية.

وقال إن العراق يجب أن يعمل على إعادة بناء الجيش واعتماد قانون العفو للسماح للعناصر التي لم ترتكب جرائم إبان عهد الديكتاتور صدام حسين بالمشاركة في الحياة السياسية من جديد في اشارة الى البعثيين الذين يخضعون لقانون الاجتثاث والمنع من المشاركة في الحياة السياسية والمعروض على مجلس النواب حاليا مشروع قرار بتغييرات في مواده ينتظر ان تخفف الاجراءات عن البعثيين السابقين الذين لم يرتكبوا جرائم.

وأكد أن العملية السياسية تظل محفوفة بالمخاطر نظرا لتزايد الهجمات الإرهابية وفي ظل انتهاكات مروعة& لحقوق الإنسان من جانب تنظيم داعش الارهابي.

واشار الى أن الشعب العراقي ماض بالعملية السياسية والمصالحة الوطنية رغم سنين الدكتاتورية والإرهاب.

وأضاف ميلادينوف "لقد روع العالم على مدى الاشهر التسعة المنصرمة بمدى همجية داعش وما أحرزه من تقدم، وهذه الحركة تزدهر متى ما ضعف العراق مبيناً أن "العراق يضعف عندما تقسمه الطائفية".

وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الاوضاع في العراق، وقال إن "تفاؤلي ينبع مما لمسته من العراقيين الذين هبوا للدفاع عن بلدهم وكذلك الذين توجهوا الى صناديق الانتخاب على الرغم من الانفجارات والهجمات الارهابية".

وشدد ميلادينوف بالقول "علينا مساعدة العراقيين على النجاح وأن ندعمهم في بناء الديمقراطية التي لن يحس أي عراقي بدونها بالأمن وكذلك علينا أن نعمل سوية لتحقيق التوازن بين مختلف الطوائف داخل البلاد ونساعدهم لضمان العدل لا لانتقام من الجرائم التي أرتكبت وكذلك أن نساعدهم على العيش في الكرامة التي يستحقونها".

يذكر ان العراق يخوض حربا شرسة منذ حزيران (يوينو) الماضي حينما احتل تنظيم داعش مدينة الموصل الشمالية ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد ثم امتدت سيطرته الى مناطق في محافظات كركوك وديالى والانبار وصلاح الدين.

بغداد في خندق واحد مع القاهرة

أكد العراق لمصر انه يقف معها في ذات الخندق في سبيل حفظ أمن بلديهما وحياة شعبيهما.

جاء ذلك في بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية اليوم دانت فيه "العمل الارهابي الجبان الذي اقدمت عليه عصابات داعش والمتمثل باعدام 21 عاملا مصريا في ليبيا وبطريقة وحشية".

واضافت "ان هذه الجريمة الشنعاء تمثل حلقة جديدة من حلقات اجرام هذه الفئة الضالة المنحرفة والتي كان للعراق شرف السبق في محاربتها والتصدي لها وتؤكد ما قلناه سابقا من ان جرائمها لن تنحصر في منطقة معينة او بلد محدد بل تمتد حيثما توفرت لها حواضن فكرية متطرفة ومنابع تمويل مشبوهة وهذا ما يدفع جميع الدول الى مزيد من التنسيق في مواجهة هذا العدو المشترك".

وشدد الخارجية العراقية في الختام قائلًا "اننا وفي الوقت الذي نعبر فيه عن ادانتنا لهذه الجريمة النكراء نتقدم بأحر التعازي لاخوتنا في جمهورية مصر العربية حكومة وشعبا ونؤكد وقوفنا معهم في ذات الخندق في سبيل حفظ أمن بلدينا وحياة شعبينا.

وفي وقت سابق اليوم دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل عسكريا في ليبيا بعد أن قصفت طائراته أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية هناك.
وقال في مقابلة بثتها إذاعة أوروبا 1 الفرنسية اليوم الثلاثاء إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك. وسئل إن كانت مصر ستكرّر نفس العمل فقال إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي.

ووصف السيسي الحرب في ليبيا التي شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولي لدعم القوات التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 بأنها مهمة لم تنته.

وقال إن العالم تخلّى عن الشعب الليبي وتركه أسير ميليشيات متطرفة.

ودعا السيسي الفصائل المسلحة إلى تسليم أسلحتها ولكنه حث على تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها مدينة طبرق في شرق البلاد بالأسلحة بعد أن سيطر منافسوها على السلطة في طرابلس.

وطالبت حكومة طبرق برفع الحظر الدولي المفروض على الأسلحة لمساعدتها في السيطرة على البلاد من جديد.