يخوض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حربًا ضد التنظيمات الإرهابية معوّلا في ذلك على دعم البرلمان لقضيته، لحسم الكثير من القضايا.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة:&فيما يخوض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حربًا ضد التنظيمات الإرهابية عبر جبهات متعددة، منها سيناء أو داخل القاهرة وباقي المحافظات، وفي ليبيا، يسعى إلى أن يكون البرلمان المقبل، ظهيرًا ومعاونًا له، في حسم الكثير من القضايا، وحتى يضمن أن تكون المعارضة تحت السيطرة.
في سبيل تحقيق هذا الهدف، كلف السيسي مستشاره رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، لتكوين تحالف إنتخابي موحد، من أجل السيطرة على البرلمان، وبعد شهور من المشاورات، فشل الجنزوري في تحقيق رغبة الرئيس، رغم أنه عقد اجتماعاً مع رؤساء الأحزاب، ودعاهم إلى تكوين قائمة موحدة للإنتخابات.
&
فجأة، ومع إقتراب موعد إجراء المرحلة الأولى من الإنتخابات، اختفى الجنزوري، وقائمته الإنتخابية، وظهر جنرال سابق في المخابرات العامة، هو اللواء سامح سيف اليزل، معلنًا أنه يسعى إلى تشكيل قائمة موحدة، باسم "في حب مصر"، واجتذبت الكثير من الشخصيات العامة والسياسية والحزبية، وبعد أن قاد سيف اليزل مفاوضات شاقة مع حزب الوفد، برئاسة رجل الأعمال السيد البدوي، أعلن أن قائمة الوفد المصري انضمت إليه.
الظهور المفاجئ واللافت لسيف اليزل، كسياسي يقود قائمة انتخابية تسعى للسيطرة على البرلمان، بعد أن كان معروفاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بأنه خبير أمني، أثار الكثير من التساؤلات حول الدور الذي سيتولاه خلال المرحلة المقبلة، والتي تبدو من مؤشراتها، أن السيسي يعتمد بشكل واضح خلالها على الجنرالات السابقين.
&
الاعتماد على اليزل
انقسام الأحزاب وتشرذمها، والخوف من تفتت البرلمان المقبل، وعدم وجود ظهير سياسي له، يدفع السيسي إلى الإعتماد على سيف اليزل، وغيره من الجنرالات، وقال النائب السابق، سعد عبود، إن سيف اليزل تم تكليفه من قبل الدولة لإعداد قائمة انتخابية، بعد فشل الجنزوري في هذه المهمة، وأضاف لـ"إيلاف" أن الرئيس السيسى هو من كلف سيف اليزل، بسبب اختلاف الأحزاب في ما بينها، منوهاً بأن هذه القائمة ستكون ظهيراً للنظام السياسى الحالي، الآن من أجل خلق تأييد قوى له داخل البرلمان المقبل.

حسابات كثيرة
وحسب وجهة نظر عبود، فإن السبب في توقف قائمة الجنزوري، حسابات أخرى تتعلق بأشياء كثيرة، أهمها تواجد الجبهة الوطنية التابعة لشفيق في هذه القائمة، وهذا لا يروق للنظام، موضحا أن الجنزوري تم تكليفه من قبل السيسي ثم تم التخلي عنه بعد ذلك. ونبه إلى أن قائمة الجنزوري كانت معرضة لمشاكل كثيرة، خاصة بعد أن استقبل نوابًا تابعين لنظام مبارك على قوائمه والذي كان سيشكل عبئا على نظام السيسي.
ويرى أن ثمة سببًا آخر لإنشاء قائمة سيف اليزل، يتمثل في تخوف النظام من تسرب خلايا نائمة من جماعة الإخوان داخل البرلمان، أو سيطرة الفلول أو حزب النور؛ مما سيصعب الدور على السلطة الحالية لتحقيق الاستقرار أثناء تشكيلها الحكومة والموافقة عليها، لذلك سعت إلى تشكيل لوبي خاص بها داخل البرلمان.
القائمة الإنتخابية، التي يكوّنها سيف اليزل، يدعمها نظام حكم السيسي، وقال أمين إسكندر القيادي في حزب الكرامة، لـ"إيلاف" إنه لا يوجد اختلاف بين قائمة سيف اليزل وبين قائمة الجنزوري، حيث يكمل كل منهما الآخر فالجنزروي مستشار اقتصادي للرئيس السيسي، وكان البعض يتحدث عن انها قائمة الرئيس؛ فلجأ النظام إلى اللواء سيف اليزل وهو رجل مخابرات ولديه علاقات قوية مع السلطة، تمكنه من تنفيذ مخطط السيطرة على البرلمان القادم.
العسكريون السابقون يخوضون الإنتخابات، بهدف دعم السيسي في حربه ضد الإرهاب، أو خططه الرامية إلى تحقيق الإستقرار لمصر، وأعلن ائتلاف العسكريين المتقاعدين في بيان له، أن أعضاء الائتلاف سيخوضون الانتخابات. ودعا الإئتلاف إلى ضرورة توحد القوى الثورية؛ لإفشال مخطط رجال الحزب الوطني المنحل في العودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية، من خلال خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، ضمن قوائم عدد من الأحزاب "الكرتونية".
ووفقاً للمحلل السياسي الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، فإن النظام الحالي يراهن على العسكريين السابقين، الذين سيخوضون الانتخابات المقبلة، من خلال قائمة سيف اليزل أو المرشحين على مقاعد الفردي.
&
تدخّل الدولة
وأضاف لـ"إيلاف" إن أغلب العسكريين السابقين لديهم علاقات واسعة بالأجهزة الأمنية، وأن معظمهم يعمل في المحليات، أو مناصب هامة في الدولة، لافتا إلى أن فرصهم في الوصول إلى مجلس النواب كبيرة.
وأعرب عن خشيته، من إمكانية تدخل الدولة لدعم المرشحين العسكريين، في محاولة منها لإيصالهم إلى مجلس النواب، لافتا إلى وجود عدد من مرشحي الجنرالات يروجون لأنفسم من خلال الإدعاء أنهم مدعومون من النظام.
ونبّه إلى أن وجود مسؤولين سابقين في وزارة الداخلية أو الجيش فى صدارة المشهد السياسي أو الإنتخابي، مؤشر الى تراجع الحياة السياسية، وضعف دور الأحزاب المدنية، ولفت إلى أن قانون الإنتخابات يسمح بصعود أصحاب المال السياسي والعسكريين السابقين، ولا يدعم وصول شباب الثورة، أو أي من الأحزاب السياسية التي ولدت بعد ثورة 25 يناير 2011.
وحسب وجهة نظر اللواء، عبد الرافع درويش، رئيس حزب فرسان مصر، الذي يضم عسكريين سابقين، فإن ترشح الجنرالات لمجلس النواب، يرجع إلى إحساسهم بخطورة الفترة المقبلة. وأضاف لـ"إيلاف" أن الوطن بحاجة &لنواب وطنيين، لا يريدون إلا مصلحة البلاد، مشيراً إلى أن ترشيح العسكريين المتقاعدين يهدف إلى مقاومة وصول الإخوان والفلول إلى مجلس النواب، خاصة أن القانون يسمح &لهذه الفصائل السياسية بالترشح في الانتخابات، نافيا تدخل الدولة لدعم مرشحي ائتلاف العسكريين.
ومن جانبه، نفى اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري، دعم الرئاسة لأي من التحالفات الإنتخابية، وقال لـ"إيلاف" إن مؤسسة الرئاسة والرئيس عبد الفتاح السيسى شخصياً ليس له علاقة بأي قائمة، ويقف على الحياد من كافة التحالفات السياسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه من حق السيسي أن يكون لديه حزب في البرلمان القادم مثل باقي دول العالم، ولن يقدر أحد على &منعه من ذلك. وأضاف أن اللواء سامح سيف اليزل من حقه أن يمارس أي نشاط مثل أي شخص ومن حقه المشاركة في البرلمان، موضحا أن تكليفه بتشكيل قائمة ناتج عن إجماع عدد كبير عليه بعيدًا عن توجهاته. ولفت إلى أن قائمة الجنزوري أصبحت جزءا من قائمة اليزل.
&