في مشاهد تعوّد عليها المصريون منذ قرار الرئيس المخلوع حسني مبارك في 2011 نشر الجيش لحماية المؤسسات الحيوية، جابت مدرعات الجيش الإثنين شوارع محافظات مصر تنفيذا لقرارات الرئيس السيسي وتحسبا لعمليات انتقامية من "داعش".


إسماعيل دبارة: دفع الجيش المصري بمدرعاته وجنوده إلى مختلف محافظات البلاد، ساعات بعد غارات جوية ضدّ مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ليبيا.

والأحد، بث تنظيم "داعش" المتطرف فيديو يظهر عملية نحر 21 مصريا في مدينة سرت، كان اختطفهم في وقت سابق، وعلى الفور، وجه سلاح الجو المصري ضربات انتقامية في مدينة درنة الليبية التي تعتبر معقل التنظيم "الجهادي".

وتتخوف السلطات في مصر من عمليات انتقامية تنفذها خلايا نائمة لداعش داخل مصر بعد الضربات التي شنتها قوات سلاح الجو فجر الاثنين.

وقال الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة المصرية على صفحته على فايسبوك: "بدأت عناصر من القوات المسلحة فى الإنتشار فى جميع محافظات الجمهورية لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية والمشاركة فى ضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون".

وهذا القرار يأتي تنفيذاً لتوصيات مجلس الدفاع الوطني في مصر الذي اجتمع الاحد، "بشأن حماية وتأمين المنشآت والأهداف والمرافق الحيوية بالدولة، والتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى توفير الأمن والأمان للمواطنين".

وقالت القوات المسلحة المصرية إنه "تم تنظيم دوريات متحركة تجوب الميادين والشوارع الرئيسية بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية ونشر الكمائن على الطرق والمحاور الرئيسية والمساهمة فى حفظ الأمن وبث روح الطمأنينة لدى المواطنين ،يأتى ذلك فى إطار دعم الجهود الأمنية بكافة محافظات الجمهورية".

وإلى الشرق، تواصل القوات المصرية خوض معاركها ضدّ تنظيم "بيت المقدس" وهو فرع لداعش في مصر، ينشط في سيناء، وتسبب في مقتل العشرات من عناصر الشرطة والجيش المصريين.

وفي اتصال هاتفي مع قناة "العربية"، قال قائد القوات الجوية التابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا صقر الجروشي إن ليبيا نسقت واشتركت مع مصر في شن الضربات الجوية بمدينة درنة الشرقية.

وقال سكان درنة إن غارات جوية وقعت في وقت مبكر يوم الاثنين.

وقال الجروشي "الطلعات ستتم مع مصر بالتنسيق. وستستمر ضربات أخرى في هذا اليوم وفي اليوم الباكر."

وأضاف قائلا للتلفزيون المصري إن ما بين 40 و50 متشددا قتلوا في الضربات الجوية يوم الاثنين.

وقال "أعداد القتلى لا تقل عن 40 أو 50 قتيلا بالتأكيد."

وكان الجروشي قد ذكر في تصريحات سابقة "تم قصف منازلهم وذخائرهم ومراكز التدريب التابعة لهم."

ولم تشارك مصر وهي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، بشكل مباشر في غارات جوية تقودها الولايات المتحدة على أهداف للتنظيم المتشدد في العراق وسوريا.

ويقول مسؤولون أمنيون إن المتشددين المتمركزين في ليبيا أقاموا صلات مع جماعة "ولاية سيناء" التي أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" وتنشط في شبه جزيرة سيناء المصرية.

وقتلت الجماعة المئات من الجنود المصريين وأفراد الشرطة منذ أن أطاح الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وسافر آلاف المصريين الباحثين عن عمل إلى ليبيا منذ انتفاضة 2011 في بلادهم رغم نصيحة الحكومة بعدم الذهاب إلى هناك.

وينشط عدد من الجماعات الإسلامية المتشددة منذ أن أصبحت ليبيا بلا حكومة مركزية قوية بعد سقوط معمر القذافي عام 2011.

وأعلنت بعض هذه الجماعات ارتباطها بـ"داعش" كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.