أعلن الرئيس اليمني المستقيل، عبدربه منصور هادي، استعداده لسحب استقالته، لكنه وضع شروطًا، بينما توصل الفرقاء اليمنيون إلى اتفاق مبدئي حول السلطة التشريعية. إلا أن الجميع خائف من انتكاسة يفتعلها الحوثيون.

صنعاء: نقلت تقارير صحافية عن مصادر يمنية ترجيحها أن يسحب الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي استقالته، بعد توصل الأطراف اليمنية المتحاورة إلى حلول جامعة لإدارة المرحلة الانتقالية القادمة، بما فيها عودة هادي لرئاسة البلاد.&&
ووصل هادي الى عدن حيث يرفض انصاره الاعتراف بسلطة المجلس الرئاسي الذي شكله الحوثيون ليحل محل الرئيس.
وتوجه هادي الى عدن بقافلة من عشرات العربات مارا بمدينة تعز التي لا تخضع للحوثيين.
وقال مصدر إن هادي "تمكن من مغادرة منزله صباح السبت وتم تأمين طريقه للوصول الى عدن".
&
يسحب استقالته
&
ونسبت وكالة شينخوا الصينية عن مستشار رئاسي يمني، رفض الكشف عن اسمه، تأكيده أن هادي قرر سحب استقالته بناء على الجهود الدولية التي يقودها جمال بنعمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره ومبعوثه الخاص إلى اليمن، وجهود ممثلي الأحزاب السياسية في اليمن.&
&
وذكرت مصادر يمنية أن لهادي شروطًا قبل أن يسحب استقالته، وهي إيقاف الحرب في مأرب،وتحديد موقف واضح من الاقاليم وتأكيدها على الالتزام بمخرجات الحوار، والبدء بمناقشة مسودة الدستور بشكل ايجابي وطرحه للنقاش وشرحه للمجتمع لوضع مسودة نهائية للاستفتاء عليه، وخروج الميليشيات الحوثية من كافة المواقع العسكرية التى استحدثوها في صنعاء وتسليم مواقعهم للجيش والأمن، والتوقف عن الاعتداءات في كافة المحافظات الشمالية،وتحول أنصار الله إلى حزب سياسي مدني قادر على التعايش مع الآخرين.
&
اتفاق مبدئي
&
وكان بنعمر أعلن الجمعة عن تحقيق تقدم في ما يتعلق بحوار الأطراف السياسية اليمنية، وخصوصًا الصيغة التي ستكون عليها السلطة التشريعية، ورفض وصف ذلك بالاتفاق، في الوقت الذي تشير فيه مصادر خاصة لـ"الشرق الأوسط" إلى تباينات في المواقف بين المتحاورين بشأن جملة من القضايا.
&
وقال بنعمر في بيان: "تم إحراز تقدم بخطوة مهمة على درب إنجاز اتفاق سياسي ينهي الأزمة الحالية، والمتحاورون توافقوا على شكل السلطة التشريعية للمرحلة الانتقالية بما يضمن مشاركة كل المكونات السياسية التي لم تكن ممثلة في مجلس النواب الحالي، لكن هناك مخاوف من انتكاسة واردة".
&
وقالت مصادر في "اللقاء المشترك" لـ"الشرق الأوسط" إنها تخشى من أن يقدم الحوثيون على خطوات تقوض الاتفاقيات، سواء من خلال العمل في الميدان والتعيينات وإعادة تشكيل الدولة، أو من خلال الحوارات الجانبية التي يقومون بها مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
&
لا إفراج
&
وتواصل القوى السياسية اليمنية الضغط على الحوثيين للإفراج عن هادي. وقالت نادية السقاف، وزيرة الإعلام اليمنية في الحكومة المستقيلة، لـ"الشرق الأوسط": "الرئيس هادي يمر بوضع صحي حرج وطبيبه الخاص يقوم بزيارته، لكنه بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، فهو يعاني من مرض في القلب وقد أجرى عملية في الصمام من قبل، والمعلومات التي لدي تشير إلى أن الحوثيين لن يفرجوا عن الرئيس هادي قبل التوصل إلى اتفاق بشأن مجلس الرئاسة".
&
وملف الرئاسة مطروح اليوم السبت على طاولة الحوار، برعاية بنعمر، بعدما انتهت من موضوع صلاحيات ومهام المجالس التشريعية.
&
إنهاك الجيش
&
إلى ذلك، كشف مصدر عسكري أن الحوثيين أفرغوا الجيش من مهمته في حماية البلاد، وحولوه إلى كبش فداء في العمليات التي يقوم بها في البيضاء ولحج.
&
ونقلت "عكاظ" السعودية عن مصدر يمني تأكيده أن الحوثيين يسعون لإنهاك الجيش وإنهائه بشكل كامل وإحلال ما يسمى باللجان الشعبية بدلًا منه. ولم يستبعد هذا المصدر أن تنتقل المواجهات المسلحة إلى لحج في غضون أيام، عبر الدخول من منطقة يافع ومحافظتي لحج وعدن. وأغلقت قبائل في محافظة شبوة جنوب اليمن الجمعة حدودها مع البيضاء، التي تدور فيها معارك شرسة بين الحوثيين ورجال القبائل، تحسبًا لتمدد حوثي محتمل نحو الجنوب.
&
الرجال مستعدون
&
وقالت مصادر محلية وقبلية إن اجتماعًا قبليًا عقد الجمعة، شارك فيه زعماء قبيلة العوالق كبرى قبائل شبوة، أكد على التصدي لأي نشاط مسلح مرتبط بالقاعدة أو بالحوثيين، وتشكيل قوة مسلحة من ثلاثة آلاف مقاتل لحماية مصالح المحافظة النفطية ورفض أي أعمال تخريب لأي مصالح خاصة أو عامة بها، مؤكدين رفض الإعلان الدستوري الحوثي، والتمسك بشرعية الرئيس المستقيل.&
&
وبحسب "عكاظ"، الحوثيون يتطلعون إلى السيطرة على شبوة لأنها خط الدفاع الأول عن النفط في اليمن، والتمدد نحو حضرموت النفطية وعدن كبرى مدن الجنوب. ويرى مراقبون أن إقدام الحوثيين على محاولة اقتحام شبوة سيلقى مقاومة شرسة لوجود رجال قبائل أشداء.
&
وشدد زعيم قبلي في يافع لـ "عكاظ" على أنهم لن يسمحوا للحوثيين بالدخول إلى مناطقهم، فآلاف المقاتلين يستعدون للقضاء عليهم بشكل نهائي.
&