حيفا: منذ دخولها الكنيست في 2009، لم تكف حنين الزعبي عن استفزاز ممثلي المؤسسة الاسرائيلية والشارع في اسرائيل، حيث يعتبرها خصومها عدوة للداخل، بينما يرى فيها مؤيدوها بطلة في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
والزعبي (45 عاما)، المراة الانيقة هي الشخصية الاكثر اثارة للجدل على الساحة السياسية الاسرائيلية، وستخوض انتخابات الكنيست للمرة الثالثة، ولا تدع فرصة تمر بدون مهاجمة المؤسسة ومن يمثلها. واجهت الزعبي محاولات عدة لاخراجها من الكنيست، ومثلت اربع مرات امام القضاء بتهمة العداء للدولة العبرية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 17 آذار/مارس، قام اليمين بمحاولة جديدة في شباط/فبراير الجاري، لكن المحكمة العليا قررت في 18 شباط/فبراير السماح لها بالمشاركة في الانتخابات، التي ستخوضها في المرتبة السابعة ضمن القائمة العربية المشتركة.
وللمرة الاولى منذ قيام اسرائيل في 1948، تتقدم الاحزاب العربية بقائمة واحدة الى انتخابات الكنيست، وذلك ردا على وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي كان وراء مشروع قانون اقره البرلمان بزيادة نسبة الاصوات المطلوبة لدخول الكنيست، ويعرقل وصول القوائم الصغيرة. وتركز القائمة العربية المشتركة التي تضم اربعة احزاب عربية تختلف في برامجها وايديولوجياتها على مواجهة اليمين الصهيوني، الذي تعتبر انه يشكل تهديدا لوجود العرب.
ولدت الزعبي قبل 45 عاما في الناصرة اكبر مدينة عربية اسرائيلية، ودرست الفلسفة في جامعة حيفا. وقد تخرجت من الجامعة العبرية في القدس ونالت ماجستير في الاعلام.
وانتخبت الى البرلمان الاسرائيلي للمرة الاولى في العاشر من شباط/فبراير 2009 لتكون اول امراة عربية في قائمة حزب التجمع الوطني الديموقراطي (قومي عربي) في الكنيست.
وفي 24 شباط /فبراير 2009 اثناء اداء مراسم اليمين الدستوري، غادرت قاعة الكنيست قبل القاء النشيد الوطني لدولة إسرائيل. واوضحت ان هذا النشيد لا يمثلها وانها& "فضلت المغادرة على هذا النفاق". ولم يمض شهر على دخولها الكنيست، حتى اثارت زوبعة حادة في اذار/مارس 2009 عندما اتخذت موقفا مؤيدا لايران كسرت فيه الاجماع في واحدة من "محرمات" النقاش في اسرائيل.
بدأت الزعبي التي ترفض فكرة يهودية اسرائيل، وتطالب بدولة لكل مواطنيها، تتعرض لحملات شرسة ضدها، منذ ان شاركت في اسطول مرمرة في 2010 لفك الحصار عن قطاع غزة. وقد اعتقلتها السلطات الاسرائيلية عندما كانت على متن السفينة التركية مرمرة، التي هاجمتها البحرية، لكنها اطلقت سراحها بسبب الحصانة النيابية التي تتمتع بها.
وشن اليمين الاسرائيلي عليها هجوما في الكنيست ووسائل الاعلام، وطالب اعضاء البرلمان بتجريدها من الجنسية الاسرائيلية، واخراجها من هذه المؤسسة. وسحبت الامتيازات الممنوحة للنواب منها. وردا على هذا التصويت، قالت الزعبي "ليس مفاجئا ان نرى دولة تحرم اصلا مليونا من مواطنيها العرب من حقوقهم الاساسية، ان تحرم عضوا في البرلمان يمثل هؤلاء الناخبين من حقوقه".
وبعد نقاشات عنيفة في البرلمان، حيث وصفها نواب "بالخائنة"، بينما هتف اسرائيليون "حنين الى جنين"، طلب رئيسه حينذاك ريوفين ريفلين الذي اصبح رئيس الدولة في ما بعد من امن الكنيست تأمين حماية شخصية لها. وقال "لا يمكن للاكثرية طرد الاقلية في النظام الديموقراطي". مع ذلك، تؤكد الزعبي العلمانية لوكالة فرانس برس ان "وجودنا في البرلمان هو الية لرؤيتنا كعرب فلسطينيين داخل هذه الدولة لاننا غير منظورين في المشهد الاسرائيلي".
وتشير الى انها انها لا تتبادل التحية مع "نحو ثمانين بالمئة"، مؤكدة "انا احضر الجلسات والنقاش، واخرج، ولا اجلس في كافيتريا او مطعم الكنيست". وتوضح الزعبي التي& تشارك في التظاهرات الشعبية المختلفة من النقب في الجنوب الى حيفا في الشمال ان اسرائيل "تعاملنا كعرب في هذه الدولة على اننا غير منظورين بينما تعترف اسرائيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وتعاملهم على اساس انهم اعداء".
وتتهم اسرائيل بانها "تتخطى وجودنا وتخطط كاننا غير موجودين، فهي تبني مصانع ومدنا وقرى، ولا ترانا على الخارطة، وحتى لو كانت تريد ان تبني على ارض احدنا فتتعامل معه على اساس انه غير موجود". وتؤكد "نحن معارضة (...) لكن لا نشبه اي معارضة في دولة هي لكل مواطنيها مثل اوروبا (...) وجوهر ما نمثله هو اننا نمثل شعبنا امام الدولة، ولا نمثل الدولة امام شعبنا". وتضيف "نحن نحمل مشروعا وطنيا نتحدى فيه المشروع الصهيوني الذي يناقض مواطنتنا، ولا نندرج ضمن اطار المواطنة في المشروع الصهيوني".
&
التعليقات