أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعديلا حكوميا مفاجئا الخميس شمل ثمانية وزراء على رأسهم وزير الداخلية محمد ابراهيم الذي يتعرّض لانتقادات متزايدة مع توالي هجمات الجماعات الجهادية المسلحة ضد قوات الامن.
القاهرة: شمل التعديل ايضا تبديل خمسة وزراء آخرين واستحداث حقيبتين وزاريتين، قبل ايام من مؤتمر اقتصادي تأمل مصر ان ينعش اقتصادها المتردي. وابراهيم الذي عُين وزيرا للداخلية في كانون الثاني/يناير 2013 في عهد الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي هو الذي قاد عملية قمع جماعة الاخوان المسلمين المستمرة بلا هوادة منذ تموز/يوليو 2013.
وقرر السيسي تعيين إبراهيم مستشاراً لرئيس مجلس الوزراء بدرجة نائب رئيس وزراء، وهو منصب يراه خبراء شرفي بلا اي سلطات حقيقية. ويأتي التعديل المحدود في الحكومة المصرية قبل ثمانية ايام من تنظيم مصر مؤتمرا اقتصاديا تهدف من ورائه للترويج لمشروعات تجلب استثمارات بحوالى 20 مليار دولار لتنشيط الاقتصادي المتداعي منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام 2011.
واعلنت رئاسة الجمهورية في بيان ان التعديل يشمل وزراء الداخلية، والزراعة واستصلاح الاراضي، والتربية والتعليم، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والثقافة، والسياحة كما يشمل استحداث وزارتي دولة جديدتين للتعليم الفني والتدريب واخرى للسكان.
ولوج الشباب
وافادت الرئاسة ان الوزراء الجدد ادوا اليمين الدستورية امام السيسي. وبهذا التعديل تصبح الحكومة المصرية تضم 36 وزيرا. وقالت الرئاسة ان مجدي عبد الحميد عبد الغفار جرى تعيينه وزيرا للداخلية خلفا لابراهيم. وقال رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب في تصريح بثه التلفزيون الرسمي ان "التعديل الوزاري هدفه ضخ دماء جديدة" في الحكومة.
وقال محلب لاحقا للصحافيين "مصر دولة مؤسسات. هذا التغيير لا يؤثر&في&المؤتمر الاقتصادي". واوضح مسؤول في مجلس الوزراء لوكالة فرانس برس ان "التعديل الوزاري جاء بشكل مفاجئ جدا". ويعتقد خبراء ان التعديل الوزاري كان الهدف منه التخلص من ابراهيم الذي يواجه انتقادات متزايدة بخصوص الاستقرار الامني وتجاوزات حقوق الانسان.
تحسين صورة
وقال حازم حسني استاذ العلوم السياسة في جامعة القاهرة لفرانس برس ان "التعديل الوزاري متعلق بتحسين صورة النظام امام الاجانب وامام المصريين". وتابع "السيسي اراد ان يتفادى الاسئلة التي قد توجّه إليه حول قمع المعارضة في مصر خلال المؤتمر الاقتصادي فتخلص من ابراهيم". ويتعرض ابراهيم لانتقادات كبيرة ومتزايدة بخصوص عدم استقرار الاوضاع الامنية في البلاد كذلك بسبب سوء اوضاع حقوق الانسان.
وتتوالى هجمات الجماعات الجهادية المسلحة عبر البلاد خصوصًا في سيناء، التي تعد مسرحا رئيسا للهجمات المستمرة ضد الامن منذ اطاحة الجيش مرسي في تموز/يوليو 2013. وتتعرض قوات الامن في مختلف مدن البلاد ايضا لهجمات يومية توقع قتلى وجرحى من الامن والمدنيين، كان اخرها هجوم بقنبلة بدائية قتل مدنيين اثنين وجرح 9 اخرين في قلب القاهرة. وتقول الحكومة ان هذه الهجمات خلفت اكثر من 500 قتيل في صفوف قوات الامن من الجيش والشرطة.
ونجا ابراهيم نفسه من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في طريقه من منزله الى عمله صباح 5 ايلول/سبتمبر 2013. بعدها باشهر قتل عشرات في تفجيرين لمديرية امن القاهرة ومديرية امن الدقهلية في دلتا النيل. وطالب اعلاميون مصريون واحزاب سياسية اخيرا السيسي باقالة ابراهيم، الذي اتهموه بالفشل في حماية امن البلاد.
تجاوزات دامية
في المقابل، واجه ابراهيم انتقادات كبيرة من منظمات حقوقية اتهمته بقيادة حملة قمع شرسة ضد المعارضة الاسلامية خلفت اكثر من 1400 قتيل وقرابة 22 الف موقوف بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش. لكن هذه الحملة الشرسة طالت ايضا نشطاء علمانيين، كان اخرهم حادثة مقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، التي قتلت في عرض الطريق اثناء فض الشرطة مسيرة سلمية في قلب القاهرة قرب ميدان التحرير في 24 كانون الثاني/يناير الفائت.
وخلال عهد ابراهيم، حدثت تجاوزات دامية مثل وفاة 37 موقوفا اسلاميا خنقا في سيارة للترحيلات امام سجن ابو زعبل في اب/اغسطس 2013 كذلك مقتل 19 من مشجعي نادي الزمالك المصري في حادث تدافع بعد اطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على مئات المشجعين في مكان ضيق للغاية.
وسيخلف مجدي عبد الغفار القيادي في جهاز الامن الوطني ابراهيم في منصبه. وافادت مصادر امنية& فرانس برس ان عبد الغفار تولى في 2011 قيادة جهاز الامن الوطني، التسمية الجديدة ل"جهاز مباحث أمن الدولة" سيئ السمعة والمكروه شعبيا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في شباط/فبراير 2011.
واحيل عبد الغفار على التقاعد في العام 2013 قبل ان يستدعيه السيسي لتولي حقيبة الداخلية الخميس. وهذه ليست المرة الاولى التي يتم تعيين وزير للداخلية بخلفية استخباراتية.
فقد سبق وتم تعيين حبيب العادلي الذي شغل منصبا قياديا في الجهاز وزيرا للداخلية في العام 1997 في عهد مبارك. وكانت مصر في هذه الحقبة تواجه خطر هجمات الجماعات الجهادية ايضا.
شكلي بلا صلاحيات!
وبعيد استبعاده، قرر السيسي تعيين ابراهيم مستشاراً لرئيس مجلس الوزراء بدرجة نائب رئيس وزراء وهو ما اعتبره خبراء "اجراءً شكليا". وأعربت مي مجيب استاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة عن اعتقادها ان تعيين ابراهيم في هذا المنصب يعد "اجراءً شكليا ورمزيا. هو منصب لا سلطة او اختصاص له".
واضافت "الهدف من وراء ذلك ضمان خروج مشرف لابراهيم، خصوصًا انه جزء لا يتجزأ من النظام المصري" الذي يحكم البلاد منذ عزل مرسي.
في ما يلي تشكيلة الحكومة التي تضم 36 وزيرا بينهم 8 وزراء جدد.
رئيس الوزراء: ابراهيم محلب.
- وزير الدفاع والانتاج الحربي: صدقي صبحي.
- وزير الداخلية: اللواء مجدي عبد الغفار (جديد).
- وزير الخارجية: سامح شكري.
- وزارة المالية: هاني قدرى يوسف دميان.
- وزير العدل: محفوظ صابر عبد القادر.
- وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب: ابراهيم هنيدي.
-وزير التخطيط : أشرف العربي.
- وزير الاستثمار: اشرف عبد التواب سلمان.
- وزيرة التعاون الدولي: نجلاء الاهواني.
-وزير السياحة: خالد عباس رامي (جديد).
-وزير البترول: المهندس شريف إسماعيل محمد.
- وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: المهندس خالد نجم (جديد).
- وزير التجارة والصناعة : منير أمين فخري عبد النور.
- وزير التموين: خالد محمد حنفى محمود.
- وزير الصحة: عادل حسن العدوى.
-وزيرة الدولة للسكان: هالة يوسف (جديدة)
- وزير التربية والتعليم: محب كامل الرافعي (جديد).
- وزير التعليم العالي: السيد احمد عبد الخالق.
- وزير الاوقاف: محمد مختار جمعة.
- وزير الثقافة: عبد الواحد النبوي (جديد).
-وزير الاثار: ممدوح الدماطي.
-وزير النقل: هاني سيد محمد ضاحي.
-وزير الشباب والرياضة: خالد محمود عبد العزيز.
- وزير الزراعة: صلاح الدين هلال (جديد).
- وزير الري: حسام محمد مغازي.
- وزير الكهرباء والطاقة المتجددة: محمد حامد شاكر.
- وزير الطيران المدني: محمد حسام الدين كمال ابو الخير.
- وزير الدولة للإنتاج الحربى: اللواء إبراهيم يونس اسماعيل.
-وزيرة القوى العاملة والهجرة: ناهد علي حسن حسين عشري.
- وزيرة التضامن الاجتماعي: غادة فتحي اسماعيل والى.
- وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية: مصطفى كمال مدبولي.
- وزير التنمية الإدارية: عادل علي لبيب متولي.
- وزير البيئة: خالد فهمي.
- وزير البحث العلمي: شريف حماد.
- وزيرة دولة للتطوير الحضري والعشوائيات: ليلى اسكندر.
- وزير دولة للتعليم الفني والتدريب: محمد يوسف (جديد).
&
&
التعليقات