تسببت زلة لسان لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بحرج شديد له، لاسيما عندما طالب الحاضرين في المؤتمر الاقتصادي العالمي لدعم مصر، بضرورة ضمان استقرار إسرائيل، فيما اعتبرت السفارة الأميركية في القاهرة أن زلة لسان كيري جاءت بسبب قلة النوم.

القاهرة: سقط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زلة لسان، أثناء حضور المؤتمر الاقتصادي العالمي لدعم مصر، الذي انطلق في مدينة شرم الشيخ، أمس الجمعة. وقال كيري في حفل للإفطار حضره سياسيون ودبلوماسيون ورجال أعمال: "علينا جميعنا بذل الجهود من أجل مستقبل إسرائيل"، إلا أنه سرعان ما تدارك الخطأ الذي وقع فيه، وقدم الاعتذار للحاضرين ، وصحح عبارته إلى "من أجل مستقبل مصر".
&
وأثارت زلة لسان كيري، الكثير من السخرية والغضب في الوقت نفسه، لاسيما أنها كشفت عن مكنون نفسه، إلا أن السفارة الأميركية في القاهرة، ردت بالقول إن السبب في زلة اللسان، يرجع إلى تعرض كيري لضغوط العمل، وقالت في بيان لها إن "السفر طوال الليل، وقلة النوم، وحضور الفعاليات صباحًا، كانت السبب" في زلة لسان كيري حينما أخطأ في ذكر اسم مصر". وأضافت السفارة "أن فكرة خطاب وزيارة كيري الرئيسة، تأكيد الثقة في مستقبل مصر".
&
وتعرض كيري لانتقادات من الإعلاميين المصريين، وقالت الإعلامية لبنى عسل في قناة الحياة "اللي في القلب في القلب طبعاً"، فيما قال الإعلامي عمرو أديب: "هو متعود دائما يقول إسرائيل، البق أتعود خلاص، كل يوم الصبح بيتغرغر ويقول إن أميركا متعهدة بمساندة إسرائيل".
&
ووفقاً للدكتور سامح عباس الخبير في شؤون العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فإن زلة لسان كيري كشفت عن مكنون نفسه، مشيراً إلى أن التزام أميركا بدعم إسرائيل لا يتزعزع. وأضاف لـ"إيلاف" أن حديث كيري بالخطأ عن دعم مستقبل إسرائيل في مؤتمر لدعم مصر، لا يقدم أي جديد، لاسيما أن العلاقات بين أميركا وإسرائيل إستراتيجية، مشيراً إلى أن اللافت أنه جاء في سياق الحديث عن دعم مصر.
&
ونبه إلى أن كلمة "دعم إسرائيل" تردد في أميركا أو أية محافل دولية مراراً، حتى صارت ملتصقة بألسنة المسؤولين الأميركيين. ولفت إلى أن المثل الشعبي المصري يلخص هذه الحالة بعبقرية شديدة، عندما يقول: "اللي في القلب في القلب"، إذا وقع الإنسان في خطأ وذكر اسم إنسان آخر في معرض التعبير عن حبه لشخص يجلس معه.
&
ولفت إلى أن أميركا حضرت المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر، بسبب حرصها على مراقبة الأوضاع، وحتى لا تغيب عن حدث ضخم سوف يكون مؤثراً في رسم مستقبل مصر. ونبه إلى أن أميركا لن تقدم لمصر أية مساعدات، منوهاً بأن كيري لم يتطرق إلى المساعدت الأميركية المجمدة، ومنها معدات وطائرات تساعد مصر في الحرب ضد الإرهاب.
&
وبعيداً عن زلة اللسان، أكد كيري في كلمته الرسمية أمام المؤتمر الاقتصادي دعم الولايات المتحدة الأميركية لمصر، وقال: "الرئيس باراك أوباما والشعب الأميركي ملتزمان بدعم مصر، وسوف نعمل معكم للتأكيد على الأهداف الطموحة والرؤية التي وضعتوها اليوم"، مضيفاً: "الوصول بمصر إلى بلد يتسم بالرفاهية والرخاء أمر مهم، كما أنها تمثل الوعاء الأهم في المنطقة للرخاء". وتابع: "مصر تمثل 25% من سكان العالم العربي، ولا يمكن للعالم العربي أن يعمل بدون مصر".
&
وأوضح وزير الخارجية الأميركي: "أميركا التزمت بتقديم 300 مليون دولار للمؤسسات المصرية لتطوير الصناعات الصغيرة، و50 مليون دولار أخرى لدعم الصادرات المصرية العام الماضي".
&
وأفاد بأن من مصلحة أميركا أن تحقق مصر نهضة اقتصادية، وقال: "نحن جميعا لدينا مصلحة في إنجاح مصر، والشرق الأوسط يحتاج أن يرى كيف ناضل الشعب المصري، وكيف نادى بالحرية"، متابعا: "ملتزمون بأمن مصر ودعم اقتصادها".
&
وسخر نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي من زلة لسان كيري، وكتبوا تعليقاتهم، ومنها: "جون كيري يسعى لاستقرار إسرائيل وهو في شرم الشيخ"، "متعودة دايماً، أهو كيري نطق بما هو متعود عليه، وما يحرص عليه هو و دولته، فأميركا دائماً تحرص على أمن إسرائيل"، "كلمه الحق بتتقال الأول يا كيرى.. طول عمركم مفضوحين"، "ربنا عايز يكشفهم ، مصر فيها حاجه لله"، "لم يخطئ فهذا لسان حالهم وداخلهم فليس غريباً"، "ابقى نام كويس يا أخى بدل ما تخبت في الحلل"، "المرء مخبوء تحت لسانه فان تكلم ظهر .....ولا اية يا سفارة"، "اتكشفت يا كيكو عرفناك يا معلم حرقة قلبكم مموتاكم.. ربنا يحميكي يا مصر"، "يقول المثل: غلطات القلب يخرجها فلتان اللسان".
&