دعا برلمانيون ومسؤولون إيرانيون أغضبتهم تصريحات بشأن العراق إلى طرد علي يونسي، وزير المخابرات السابق، والمستشار الحالي للرئيس حسن روحاني، لشؤون القوميات والاقليات الدينية.

قال نائب طهران في مجلس الشورى الاسلامي، حميد رسائي، إنه يتعين على الرئيس الايراني عزل مستشاره الخاص علي يونسي، من أجل إخماد الفتنة في المنطقة التي بدأت بتصريحاته.
&
واشار رسائي في مقال نشره على صفحته الشخصية الى التصريحات الاخيرة ليونسي بشأن سيطرة ايران على العراق، وقال انها "أثارت مشكلة جديدة للبلاد والتي على حكومة روحاني ان تدفع ثمنها".
&
وكان مستشار الرئيس الإيراني أثار ردات فعل غاضبة في العراق ودول الجوار بتصريحات قال فيها إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.
&
وأضاف يونسي خلال منتدى "الهوية الإيرانية" في طهران، الأحد الماضي، ان "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد"، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة.
&
تصريحات مستغربة&
&
واضاف البرلماني الإيراني رسائي ان تصريحات (يونسي) المستغربة تحولت في ذروة انتصارات جبهة المقاومة في العراق، الى ذريعة لوسائل الاعلام الغربية والعربية المناوئة والحكومات المتحالفة معها، لتكثيف الضغوط على الحكومة العراقية وفسح المجال للأعداء الداخليين لجبهة المقاومة في العراق وحتى سوريا.
&
ولفت رسائي الى انه رغم ان يونسي قام بتعديل تصريحاته لاحقا، الا انه لا يمكن إعادة المياه المراقة الى مجاريها، وهو ليس بالشخص عديم المعرفة بهذه الامور، وتبعات العبارات التي تفوّه بها.&
&
موقف غير مدروس&
&
وأشار نائب طهران إلى أن يونسي تولى لسنوات مديدة مسؤولية اهم مؤسسة امنية في البلاد ويعرف ان موقفا غير مدروس في مقام ما، قد ينطوي على تكبد ثمن باهظ.&
&
وقال إن "الذريعة التي منحها يونسي لوسائل الاعلام العربية لا يمكن إزالتها بمجرد تبرير ومقابلة مع قناة العالم، سواء كان ذلك الموقف خطأ غير متعمد او ناجما عن نظرة خاطئة للمنطقة".
&
وختم رسائي قوله: لعل افضل خطوة، عزله من منصبه الحكومي ليكون ذلك بمثابة سكب الماء على الفتنة التي ينشغل البعض بتأجيجها الآن في المنطقة، واذا لم يرضخ رئيس الجمهورية لهذه الخطوة، فعليه ان يبادر شخصيا بتقديم إيضاحات من أجل إخماد هذه الفتنة الاقليمية، رغم انه لا ينبغي لوزير الخارجية ايضا ان يلتزم الصمت.
&
من جانبه، أعرب عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، محمد صالح جوكار، عن اسفه لتصريحات مستشار الرئيس الايراني بشأن العراق، ورأى انها قد تمس بالوحدة الإسلامية.
&
واشار جوكار في حديثه مع مراسل وكالة أنباء (فارس) إلى التصريحات الأخيرة المطروحة من قبل المستشار الخاص للرئيس الايراني في شؤون القوميات والأقليات الدينية، وقال: "نأمل بأن تكون هذه مشاكسات إعلامية وفي إطار مخطط التخويف من ايران، الذي ينفذه الاعداء، لكن اذا كانت نسبة هذه التصريحات الى يونسي صحيحة، فهذا يدعو إلى الأسف حقا".
&
العراق مستقل&
&
وأضاف: "أن كل دولة مستقلة، ولها سيادة مستقلة، والعراق ايضا له سيادة مستقلة، ولابد من تجنب هكذا تصريحات من شأنها ان تثير التوتر وتربك العلاقات بين البلدين. ان اشخاصا كيونسي وبهذه المكانة، لابد ان يتجنبوا بشدة طرح قضايا انحرافية، وذلك في هذه الظروف الراهنة للمنطقة حيث يسعى الاعداء للتخويف من الإسلام ومن إيران".
&
وتابع: "يجب عدم طرح هكذا تصريحات مؤسفة، في الظروف الراهنة حيث وجد الاتحاد والانسجام القوي بين دول المنطقة، هويته التامة".
&
وفي الختام، أكد جوكار ان هوية دائرة الحضارة الاسلامية انما تحققت في ظل استقلال الدول الاسلامية ذات الاهداف الموحدة، ذات الجوانب التنموية والتقريبية بين المجتمع الاسلامية، لذلك فليس من الصحيح الادلاء بهكذا تصريحات في غير محلها والتي من شأنها ان تمس بالوحدة الاسلامية، وعلى اي كان وفي اي مقام، ان يتجنب هكذا تصريحات مثيرة للتوتر.
&