وقّع الحوثيون اتفاقيات عديدة مع إيران لم يكشف عن مضمونها، وصفتها السلطات الشرعية اليمنية بأنها غير شرعية، فيما توالت الأحداث الأمنية مع اعتراض قوات الرئيس اليمني كتيبتين متجهتين إلى عدن، مواليتين لعلي عبدالله صالح.
&
الرياض:&قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن مصدرًا في الرئاسة اليمنية نفى الأنباء التي تحدثت عن مغادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي مقر إقامته في عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، على متن طائرة سعودية خاصة. وقال المصدر: "لا صحة للأنباء التي تحدثت عن مغادرة رئيس الجمهورية للعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، وهو موجود حاليًا في مقر إقامته في عدن، وأي تحرك للرئيس هادي سيكون عبر الأطر الرسمية، ولن يكون سريًا".
&
اتفاقيات حوثية-إيرانية
أعلن الحوثيون عقد عدد من الاتفاقات مع إيران تتناول التعاون المشترك إقتصاديًا وخدميًا. وقال صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله الحوثية، عقب عودته من طهران: "إيران أبدت استعدادها لتزويد اليمن بالنفط لمدة عام ومده بمحطة كهربائية تعمل بالديزل والغاز وإعادة صيانة إحدى محطات الكهرباء اليمنية وميناء الحديدة الرئيسي في شمال البلاد".
استمرت زيارة الوفد إلى طهران قرابة أسبوعين، وقع خلالها عددا من اتفاقيات التعاون لم يسبق أن جرى توقيع مثلها بين طهران وصنعاء، بعدما فتح الحوثيون جسرًا جويا للطيران المدني بين اليمن وإيران.&
وبينما شدد قياديون حوثيون على أهمية تعزيز الشراكة مع إيران، وصف مصدر في الحكومة اليمنية المستقيلة لـ"الشرق الأوسط" هذه الاتفاقيات بأنها غير شرعية وغير مدروسة على الإطلاق، "ولم تكن مدرجة في مشاريع وموازنات الدولة والخطط الخمسية وهي ارتجالية تؤكد تبعية الحوثيين لإيران في مختلف المجالات، والأخطر هو عدم إعلان الحوثيين فحوى المباحثات التي أجروها واقتصار إعلانهم على ما يتعلق بالنفط والكهرباء والبنية التحتية، ولم يتم التطرق إلى قضايا أخرى كالتعاون الأمني والعسكري".
&
اعتراض كتيبتين
قالت قناة "العربية" إن السلطات الأمنية اليمنية اعترضت كتيبتين من القوات الخاصة، مواليتين لعلي الصالح، كانتا تتحركان باتجاه عدن، بعد ساعات من تهديد صالح للملتحقين بهادي في عدن.
ونقلت القناة عن مصادرها في عدن قولها: "تم اعتراض هذه القوات في منطقة طور الباحة لحج شمال غرب عدن حيث كانتا تحاولان الوصول الى العاصمة الجنوبية".
وأفادت مصادر في عدن بأنه تم إرسال كتيبتين من القوات الخاصة من صنعاء إلى تعز بهدف التحرك إلى عدن. وتم تعزيز اللجان الشعبية في عدن بقوة من الجيش موالية لهادي، تم استقدامها من أبين، وهي تابعة للواء 113 بقيادة فيصل رجب، تمركزت على مقربة من معسكر الصولبان التي تتواجد فيه قوات الأمن الخاصة، التي يرفض قائدها المقال تسليم المعسكر لخلفة المعين من قبل هادي.
وقالت مصادر سياسية وعسكرية وأمنية إن صالح يجتمع سرًا مع قادة عسكريين وأمنيين موالين له في صنعاء بالتنسيق مع الحوثيين.
&
هجوم على المعسكر 20
أمنيًا، قالت مصادر أمنية في عدن الجمعة لـ"الشرق الأوسط" إن قوات الأمن واللجان الشعبية تمكنت من اعتقال عسكريين ينتمون إلى المحافظات الشمالية، تمكنوا من التسلل إلى المدينة على اعتبار أنهم مواطنون عاديون، وهم عسكريون على ارتباط بجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح، وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات تحدث اضطرابات أمنية في عدن.
وقالت مصادر "الشرق الأوسط" إن أكثر من 18 مسلحًا مجهولًا هاجموا فجر الجمعة "معسكر 20" التابع للقوات الخاصة، وحدة فض الشغب، من عدة اتجاهات استخدموا فيها الأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية على بوابة المعسكر، وتصدى جنود القوات الخاصة لتلك العناصر، في اشتباكات أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 4 من المهاجمين بينهم اثنان بجروح خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.&
وقد تسب الهجوم بحالة ذعر بين السكان الذين أيقظتهم أصوات الانفجارات القوية، إلى جانب الأضرار البالغة التي تعرضت لها منازلهم وسياراتهم. ويعتقد أن المهاجمين ينتمون للحراك الجنوبي.
&
تهديدات قبلية
إلى ذلك، وجّهت قبائل مأرب، شمال شرق العاصمة صنعاء، تهديدًا شديد اللهجة لكل من تسوّل له نفسه التفكير باقتحام الجنوب، متوعدين بالرد القاسي وغير المتوقع. وقالت قبائل مأرب في اجتماع لها: "إن كل من تسوّل له نفسه من عصابات صنعاء التفكير بالتحرك نحو المحافظات الجنوبية، سيتم الرد عليه بكل قوة عبر طرق لا يتوقعها".
وكشف مصدر قبلي عن اجتماع قبائل مأرب الذي تدارس أي محاولة تُقدم عليها قوات تابعة لصالح والحوثيين لاجتياح الجنوب، حيث تم اتخاذ حزمة من القرارات بشأن ذلك.
ونقلت التقارير عن مصدر قبلي فضّل عدم الكشف عن نفسه وصفه قرارات الاجتماع القبلي بالقرارات الجريئة، رافضًا الإفصاح عنها، ومكتفيًا بالقول إنها ستكون مفاجئة على أرض الواقع، "إذ لا بد من مواجهة المتربصين بالوطن وأمنه واستقراره باللغة التي يفهمونها، كون البلد لا يحتمل المزيد من عبثهم بأمنه واستقراره وتهديد وحدته الوطنية، وهناك قرار قبليّ سُيتخذ في القريب العاجل بوقف كل موارد الطاقة، والأمر قد يصل أبعد من ذلك".
&
هادي يعزلهم
من جانبه، قال أحمد الميسري, القيادي الجنوبي البارز في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح, لصحيفة "السياسة" الكويتية إن هادي بدأ باتخاذ إجراءات عملية لعزل جماعة الحوثي وإعادتهم إلى صعدة، ومنع تمددهم إلى مناطق جديدة، "فقد شكل فرق عمل حكومية للبدء بعملية نقل المركز المالي والإداري من صنعاء إلى عدن، حيث تدار كل أمور الدولة منها, باعتبار أن صنعاء عاصمة محتلة من الحوثيين إلى أن يتم تحريرها, كما أصدر قرارات بفتح باب التجنيد لأبناء الجنوب وإعادة المسرحين قسرًا والمنقطعين عن العمل من العسكريين الجنوبيين إلى أعمالهم تنفيذًا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني, والذين سرحوا عقب حرب صيف 1994".
لم يستبعد الميسري قيام جماعة الحوثي بعمل عسكري ضد الجنوب, معتبرًا ذلك عملية انتحارية, "فأبناء الجنوب جاهزون للدفاع عن أنفسهم ومناطقهم، والوضع في 2015 اختلف كثيرًا عما كان عليه في 1994، &وإذا حاول الحوثيون تكرار سيناريو 1994 الذي&نفذه صالح ضد الجنوب فالنتائج لن تكون ذاتها على الإطلاق".
ورأى أن اللقاءات التي يجريها هادي مع قادة الحراك الجنوبي، بمن فيهم المطالبون بانفصال الجنوب عن الشمال، "خطوة في الاتجاه الصحيح وإن جاءت متأخرة، لخلق اصطفاف جنوبي ضد أي محاولة لصالح والحوثيين لاجتياح الجنوب وإغلاق الباب أمام محاولة من هذا النوع".