كييف: بعد شهر على دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في شرق اوكرانيا تراجعت حدة المعارك بشكل كبير وانخفضت الخسائر البشرية لكن قلة في كل من المعسكرين تؤمن بامكانية سلام دائم.

وقال دميترو نيكيتين الناشط السابق في ساحة ميدان "ما توصلنا اليه ليس سلاما. ما زلنا في حالة حرب". وميدان حركة الاحتجاج المؤيدة لاوروبا التي ادت الى سقوط نظام الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وسبقت ضم موسكو شبه جزيرة القرم الاوكرانية والنزاع الدامي في شرق البلاد.

ويعتقد الشاب البالغ الثلاثين من العمر الذي يقوم بمهمة حراسة في هذه الساحة في كييف في اوقات فراغه مع متطوعين اخرين، ان الانفصاليين والقوات الروسية التي تدعمهم بحسب كييف والدول الغربية يستغلون وقف اطلاق النار لتجميع قواتهم.

وقال "حاليا اصبح الارهابيون اقوياء ونحن لا نحرك ساكنا" مستخدما الكلمة التي تستخدمها السلطات الاوكرانية لوصف المتمردين الموالين لروسيا. وفي دونيتسك احد معاقل الانفصاليين يحترم وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 15 شباط/فبراير، بريبة بعد اشهر من القصف.

وقال ايغور (30 عاما) المقيم قرب مطار دونيتسك الذي شهد معارك ضارية حتى استعادته من قبل المتمردين في كانون الثاني/يناير "لم يعد لدي امل لم اعد اؤمن بوقف اطلاق النار. ما زلنا نسمع سقوط قذائف حتى وان كان ذلك بوتيرة اقل".

ورأى مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا الخميس ان وقف اطلاق النار يبقى هشا في شرق اوكرانيا حيث اوقع النزاع اكثر من ستة الاف قتيل خلال 11 شهرا.

واعربوا عن ارتياحهم لان تكون الاسلحة الخفيفة او من عيار صغير تستخدم في معظم المعارك لكنهم اقروا بان منطقتين لا تزالان "ساخنتين" جدا واحدة في محيط انقاض مطار دونيتسك وبلدة شيروكيني على بعد حوالى 10 كيلومترات من ميناء ماريوبول الاستراتيجي، اخر مدينة كبرى في منطقة النزاع التي لا تزال تحت سيطرة كييف.

والاستيلاء على هذه المدينة على ضفاف بحر ازوف سيكون مرحلة اساسية لانشاء جسر بري بين روسيا والقرم التي لا تزال تعتمد الى حد كبير على اوكرانيا في حاجاتها من الكهرباء والماء.

وتدين الحكومة الاوكرانية باستمرار حشد قوات فيها وتحليق طائرات من دون طيار فوقها. وترى المحللة كادري لييك من المجلس الاوروبي للعلاقات الدولية ان الرهان قد لا يكون حول الاراضي بل سياسيا.

وقالت لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان روسيا او المتمردين يريدون ماريوبول. لم اظن ابدا انها مسالة اراض اساسا. اعتقد ان ما تريده روسيا هو ضمان مراقبة على قرارات كييف و(اتفاق) مينسك 2 منحهم ذلك".

وتشير المحللة الى الاتفاقات الموقعة في 12 شباط/فبراير بوساطة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي ادت الى التوصل لوقف اطلاق النار وتنص ايضا على سحب الاسلحة الثقيلة على طول خط الجبهة.

ويمهل الاتفاق اوكرانيا حتى نهاية 2015 لتطبيق الاصلاحات الدستورية التي تنص على "اللامركزية" و"وضع خاص" للاراضي التي تقع تحت سيطرة المتمردين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

وبعد ذلك فقط تعود اوكرانيا تراقب حدودها مع روسيا. وقالت لييك ان الروس "يريدون التحقق من انهم لا يزالون قادرين على تسيير النقاش في اوكرانيا بالاتجاه الذي يرونه مناسبا". واضافت "بالتالي سيكونون قادرين دائما على عرقلة اي عملية ترمي الى الانضمام الى حلف شمال الاطلسي والتلاعب بالعلاقات بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي".
&