وقع العشرات من عناصر النظام وميليشياته وضباط إيرانيين بين قتيل وجريح في يوم دام في حماه وحلب، بينما أطلقت منظمة آفاز الحقوقية حملة دولية لإقناع زعماء العالم بإنشاء مناطق آمنة للسوريين.


بيروت: شن تنظيم (داعش) الجمعة هجومًا هو الأعنف على حواجز للنظام السوري في المجبل والمحطة ووادي الغريب في قرية الشيخ هلال التابعة لناحية السهن بريف حماه الشرقي، موقعًا خسائر كبيرة في صفوفهم، أحصي بينهم عقيد إيراني. وأفاد ناشطون سوريون بأن كل من كان على هذه الحواجز قتل أو اصيب بجروح، من دون معلومات عن أسرى.

قتلى بالعشرات

وبحسب روايات الناشطين بريف حماه، سيطر داعش على هذه الحواجز، واستمر في التقدم صباح الجمعة إلى حاجز الحنيطة، بعدما قصفوه بصاروخ "غراد" وبالمدفعية، واشتبكوا بعنف مع بقايا قوات النظام المتمركزة هناك، وأسقطوهم بين قتيل وجريح. ثم تقدموا إلى قرية الشيخ هلال، مهاجمين عناصر الدفاع الوطني الموالية للنظام، المتمركزة فيها، ما أدى إلى مقتل نحو 60 عنصرًا من قوات النظام بينهم نقيب ومقدم، إلى جانب سقوط العقيد الإيراني حاج أكبر إيراني، وإصابة 30 آخرين بينهم عقيد ونقيب وعقيد إيراني آخر يدعى علي بعيتي. كما تم تدمير دبابة من طراز تي-55، وعربة شيلكا. وسقط في هذه الاشتباكات سبعة عناصر من داعش.

وانقضى يوم الجمعة مع سيطرة كاملة لداعش على طريق أثريا، على طريق حمص – الرقة وطريق حماة – حلب، وهو طريق إمداد استراتيجي لقوات النظام الموجودة في حلب، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم من المناطق التي سيطروا عليها.

تفجير بناء

في حلب، تسلل الثوار في نفق تحت بناء يتمركز فيه قوات النظام بحي ميسلون، وفجروه بكامله، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 15 عنصرًا من قوات النظام، كانوا في المبنى. ودارت على أثرها اشتباكات عنيفة بين الثوار وميليشيات النظام.

أما في منطقة حندرات بريف حلب الشمالي، فالمعارك مستمرة بضراوة، في كر وفر بين طرفي القتال، بعدما استقدم النظام عناصر غضافية من حزب الله والميليشيات التي تدعمه، محاولًا إيقاف هجوم الثوار، وعناصر جبهة النصرة، على محاور حندرات وسيفات الاستراتيجيتين.

وسقط صاروخ أرض- أرض في حي المشهد الحلبي المكتظ بالسكان، فقتل 5 سوريين بينهم أطفال، وجرح أكثر من عشرة، حالة معظمهم خطرة. واستمرت فرق الدفاع المدني في البحث عن ناجين تحت أنقاض المنازل التي دمرها الصاروخ، وفرق الإطفاء بإخماد الحريق الذي نشب في محلين لبيع المحروقات.

انفجار في الحسكة

في الحسكة، سقط أكثر من 100 كردي بين قتيل وجريح، في انفجار استهدف احتفالًا كرديًا بعيد "النوروز"، نفذه انتحاري مساء الجمعة خلال احتفال كردي، بينما استمرت المعارك ضارية في ريف الحسكة بيم وحدات حماية الشعب الكردية وداعش، وبين داعش ونظام الأسد.

والنوروز عيد قومي للأكراد، يشتركون بالاحتفال به مع الفرس، ويحتفلون به في كل أنحاء العالم تعبيرًا عن تمسكهم بعصبيتهم القومية، وحلمهم ببناء دولتهم المستقلة، التي كانت موجودة قبل أربعة آلاف عام، بحسب روايتهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتحاري من عناصر داعش، ، بينما يتهم ناشطون ومراقبون النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة بحق الأكراد، الذين يستحدمهم ورقة مساومة ضد الثوار.

حملة حقوقية

وبعد استخدام الأسد غاز الكلور ضد المدنيين في قرى إدلب أخيرًا، نقلت منظمة آفاز الحقوقية عن مسؤولين في الادارة الأميركية قولهم إنهم يدعمون إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، "لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما قلق من غياب التأييد الشعبي لهذه الفكرة". ورغن ذلك، أطلقت المنظمة حملة لإنشاء مناطق آمنة، تحمي السوريين من جرائم الابادة التي يرتكبها نظام الأسد.

وطلبت آفاز دعم حملة توقيعات أطلقتها في هذا السبيل، كي يصل الصوت الشعبي لأوباما، فيعرف أنه يوافق على تنفيذ مثل هذه الفكرة.

ونشرت آفاز على موقعها الالكتروني رسالتها الموجهة إلى أوباما، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون وغيرهم من زعماء العالم، هنا نصها:

"نحن مواطنون من جميع أنحاء العالم نشعر بالذعر إزاء قتل الأبرياء في سوريا، ونطالبكم بفرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا يشمل حلب، لوقف قصف المدنيين السوريين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمس الحاجة إليها."

وبدأت الحملة تحصد التواقيع من مختلف أنحاء العلم، في مسعى حثيث لإقناع أوباما، ومن ورائه المجتمع الدولي، إلى حمايةو السوريين من براميل النظام وقنابله السامة، إن تعذر سياسيًا معاقبة الأسد واركان نظامه على الجرائم التي يرتكبوها بحق الانسانية.