واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة أنها أجلت كل افراد طاقم سفارتها الذين كانوا لا يزالون متواجدين في اليمن لأسباب امنية، وذلك بعد اعتداءات أوقعت 142 قتيلاً في صنعاء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيف راثكي في بيان، "بسبب تدهور الوضع الامني في اليمن، أجلت الحكومة الاميركية موقتًا افراد طاقمها الذين كانوا لا يزالون في اليمن".
واوضح أنه تم ابلاغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بهذا القرار، وتلقى الضمانة بأن واشنطن "ستواصل تعهدها تجاه الشعب اليمني والاسرة الدولية بدعمها الحازم للمرحلة الانتقالية في اليمن". واضاف "سنواصل ايضًا مراقبة التهديدات الارهابية عن كثب القادمة من اليمن".
وقد سحبت الولايات المتحدة قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية في جنوب اليمن بسبب مخاوف امنية، كما أعلن مصدر عسكري يمني السبت، فيما تجري معارك بالقرب منها بين قوات الامن اليمنية وعناصر من القاعدة.
وقال المصدر العسكري في قاعدة يمنية في محافظة لحج لوكالة فرانس برس إن القوات غادرت مساء الجمعة "الى وجهة مجهولة". واضاف المصدر نفسه انه تم سحب وحدات مكافحة ارهاب يمنية تتولى القوات الاميركية تدريبها وتتمركز ايضًا في العند.
اجتماع طارئ
ومن جهة اخرى، أعلن دبلوماسيون السبت أن مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعًا طارئًا بعد ظهر الاحد لبحث الوضع في اليمن. وسيعقد هذا الاجتماع بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تغرق بلاده في الفوضى.
وفي رسالة وجهها الجمعة الى الرئاسة الفرنسية لمجلس الامن الدولي&، ندد الرئيس هادي بـ"الاعمال الاجرامية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وحلفاؤها والذين يهددون ليس فقط السلام في اليمن ولكن السلام والامن الاقليمي والعالمي".
وطلب هادي من مجلس الامن "تدخله العاجل بكل الطرق الممكنة من اجل وضع حد لهذا الاعتداء". واقترح بأن يفرض مجلس الامن عقوبات على مثيري الاضطرابات وان يصدر قرارًا ملزمًا "لثني الحوثيين وحلفائهم ووقف اعتدائهم (..) خصوصًا ضد مدينة عدن"، التي لجأ اليها هادي بعد سيطرة الميلشيات الشيعية على العاصمة صنعاء.
وقتل 29 شخصًا على الاقل الجمعة في لحج في معارك بين قوات الامن اليمنية من جهة، ومقاتلين انفصاليين وعناصر من القاعدة خصوصًا. واقر اليمن بأن عسكريين اميركيين مكلفين جمع معلومات لشن هجمات بطائرات بدون طيار ضد القاعدة في البلاد، موجودون في العند.
وبعدما اتهم الحوثيين بالعمل على نقل "التجربة الايرانية الاثني عشرية" الى اليمن، ندد الرئيس اليمني بتفجيرات صنعاء معتبرًا أن الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة "وجهان لعملة واحدة".
وقال هادي في خطاب متلفز، "لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل بالبلاد الى بر الامان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلاً عن العلم الايراني، لأني اؤمن أن التجربة الايرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيديًا وشافعيًا".
وهذا الخطاب المتلفز هو الاول لهادي منذ فراره الشهر الماضي من الاقامة الجبرية في صنعاء، التي فرضها عليه الحوثيون، الى عدن جنوب البلاد.
الحوثيون يسيطرون على مطار تعز
إلى ذلك، سيطر المسلحون الحوثيون مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على مطار مدينة تعز التي تقع في شمال مدينة عدن بحسبما افادت& مصادر عسكرية وامنية& اليوم الاحد قبل ساعات على اجتماع لمجلس الامن الدولي لدراسة الوضع في اليمن. وتعد تعز، وهي من اكبر مدن اليمن، بوابة عدن التي لجأ اليها الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، ما يعزز مخاوف من انتقال القتال الى مشارف المدينة الجنوبية التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد.
وانتشر حوالى 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالا، بحسب مصادر ملاحية. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس "ان هؤلاء الجنود موالون للرئيس صالح" الذي ما زال يتمتع بتأثير كبير في المؤسسة العسكرية بعد ثلاث سنوات من تنحيه عن السلطة، والمتحالف حاليا مع الحوثيين.
وقام المسلحون الحوثيون بتسيير دوريات في بعض احياء تعز، كما اقاموا نقاط تفتيش في منطقتي نقيل الابل والراهدة، الواقعتين على بعد 30 و80 كيلومترا تباعا جنوب تعز، بحسب مصادر قبلية. وتظاهر الالاف في وسط مدينة تعز ضد الحوثيين، وساروا باتجاه معسكر قوات الامن الخاصة احتجاجا على ارسال تعزيزات عسكرية اليهم. واطلقت قوات الامن الخاصة النار على المتظاهرين، ما اسفر عن مقتل شخص واصابة خمسة بجروح بحسب مصدر امني وشهود عيان.
وفي بلدة قونية بغرب محافظة مأرب في وسط البلاد، اندلعت مواجهات بين مسلحين من القبائل السنية والحوثيين، ما اسفر عن مقتل ستة من مسلحي القبائل و30 من الحوثيين بحسب مصادر قبلية. ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة. ياتي كل ذلك بعد التصعيد الدامي في عدن التي شهدت الخميس مواجهات بين قوات موالية للحوثيين واخرى للرئيس هادي في محيط المطار، اسفرت عن مقتل 13 شخصا، وانتهت بفرض القوات الموالية للرئيس سيطرتها، وبعد الهجمات التي استهدفت مساجد للزيديين الشيعة في صنعاء وصعدة (شمال) واسفرت عن حوالى 142 قتيلا.
وازاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن، قامت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مع عناصر اللجان الشعبية المؤيدة له بالانتشار حول عدن. وذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان هذه القوات شكلت حزاما امنيا حول المدينة الجنوبية "معززة بحوالى اربعين دبابة في شمال وغرب" عدن. ودفع غياب الامن المتفاقم في اليمن الولايات المتحدة الى سحب طاقمها الدبلوماسي من هذا البلد، غداة هجمات اسفرت عن سقوط 124 قتيلا الجمعة.
وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت مكافحة النفوذ الايراني الشيعي في بلده. وكان يتحدث غداة اولى الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في اليمن واستهدفت مسجدين زيديين شيعيين في العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون منذ ايلول/سبتمبر. وفي اول خطاب له بثه التلفزيون منذ فراره من الاقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون من صنعاء الى عدن (جنوب) في الشهر الماضي، اتهم الرئيس هادي الحوثيين بالعمل على نقل "التجربة الايرانية الاثني عشرية" الى اليمن.
ووعد بان "يرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلا عن العلم الايراني لأني اؤمن ان التجربة الايرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيديا وشافعيا". واعتبر الرئيس اليمني ان الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة "وجهان لعملة واحدة". وفي مواجهة تفاقم الفوضى، اعلن دبلوماسيون السبت ان مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا بعد ظهر الاحد لبحث الوضع في اليمن، بطلب من الرئيس اليمني هادي.
وفي رسالة وجهها الجمعة الى الرئاسة الفرنسية للمجلس وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، ندد الرئيس هادي بـ"الاعمال الاجرامية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وحلفاؤها والذين يهددون، ليس فقط السلام في اليمن، ولكن السلام والامن الاقليمي والعالمي". وطلب هادي من مجلس الامن "تدخله العاجل بكل الطرق الممكنة من اجل وضع حد لهذا الاعتداء".
وسيتسلم سفراء الدول الـ15 الاعضاء في المجلس خلال الاجتماع تقريرا عن الوضع سيقدمه على الارجح عبر مؤتمر بالفيديو موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر الذي يحاول منذ اشهر عدة القيام بمساعي حميدة في النزاع اليمني.
&
&
التعليقات