واشنطن: يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا الاسبوع نظيره الافغاني اشرف غني تاكيدًا على الرغبة في الانطلاق بالعلاقات بين البلدين على اسس جديدة رغم الملفات الشائكة التي لا تزال مطروحة، ومنها الجدول الزمني لانسحاب القوات الاميركية والمساعدة المالية والمصالحة مع حركة طالبان.

وبعد مادبة عشاء مساء الاحد مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، يبدا غني الاثنين مع رئيس الهيئة التنفيذية الافغانية عبد الله عبد الله اربعة ايام من المحادثات واللقاءات المكثفة تشكل بحسب الادارة الاميركية مناسبة للتشجيع على "انطلاقة جديدة" في العلاقات الاميركية الافغانية.

ويقوم غني بزيارة قصيرة للبنتاغون صباح الاثنين، يتوجه بعدها الى كامب ديفيد، حيث يعقد سلسلة محادثات حول الموضوع الامني قبل لقاء مع اوباما الثلاثاء في البيت الابيض. ويلقي غني كلمة الاربعاء امام الكونغرس الاميركي، الذي سينعقد لهذه المناسبة بمجلسيه، عشية توجهه الخميس الى نيويورك لعقد لقاءات في الامم المتحدة.

ويشدد البيت الابيض بمناسبة هذه الزيارة الاولى لغني بعد حوالى ستة اشهر من توليه مهام الرئاسة على تغيير الذهنية السائدة في كابول، مؤكدا على اختلاف الرئيس الحالي عن سلفه حميد كرزاي. وقال جيف ايغرز مستشار اوباما لافغانستان وباكستان ان "العلاقة في تحسن واضح، وهناك المزيد من التعاون". وضاعف غني الذي يعرف واشنطن جيدا بعدما عمل فيها 15 عاما في البنك الدولي، الاشارات الايجابية مع اقتراب موعد الزيارة.

وشدد الاحد على "المصالح المشتركة" بين البلدين مشيدا بالدور الذي لعبه العسكريون الاميركيون ميدانيًا على مدى 13 سنة، وقال متحدثا لشبكة سي ان ان "مئات الاف الاميركيين من رجال ونساء تعرفوا الى ودياننا وصحارينا وجبالنا. وقفوا بجانبنا". وتعهد اوباما بسحب القوات الاميركية بحلول نهاية 2016 مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية غير ان العديد من المسؤولين الافغان يدعون في اللقاءات الخاصة الى ابقاء الجنود الاميركيين البالغ عديدهم حاليًا حوالى عشرة الاف الى ما بعد هذا التاريخ.

وبات البيت الابيض يتحدث عن "ليونة" في وتيرة الانسحاب خلال الاشهر المقبلة وعلى الاخص في ما يتعلق بالجدول الزمني لاغلاق القواعد الاميركية في افغانستان، غير ان جون ايرنست المتحدث باسم الرئيس اكد ان استحقاق "نهاية 2016 مطلع 2017... لم يتغير". وان كانت الزيارة تتضمن ايضا شقا اقتصاديا مهما، الا ان دان فيلدمان الممثل الخاص الاميركي لافغانستان وباكستان اكد انه "يجب عدم توقع اعلان بصرف اموال جديدة لافغانستان".

على الصعيد السياسي تتحدث الادارة الاميركية عن تقدم "بطيء انما يمكن قياسه". وحرصا منه على اثبات تصميمه على المضي قدما اصدر غني مساء السبت لائحة جديدة تضم 16 اسما لاستكمال تشكيل حكومته بعدما اثار بطء العملية مخاوف في الدول الغربية التي تخشى مرحلة جديدة من الاضطرابات السياسية. غير ان المهمة لم تستكمل بعد ولا سيما لجهة تعيين وزير للدفاع مع اقتراب "موسم المعارك" بين قوات الامن الافغانية ومتمردي حركة طالبان، وقد اقر غني السبت بان هذا الربيع سيكون "صعبا".

وضاعف المسؤولون الافغان في الاسابيع الاخيرة الاتصالات الدبلوماسية في المنطقة "من اذربيجان الى الهند" سعيًا إلى ايجاد ظروف ملائمة لاجراء محادثات مع حركة طالبان. وشدد غني منذ وصوله الى السلطة في ايلول/سبتمبر على تحسين العلاقات مع باكستان المجاورة، الشريك الاساسي في عملية المفاوضات. وقال فيلدمان في هذا السياق ان العلاقة بين البلدين "تعززت بشكل كبير خلال الاشهر الستة الاخيرة"، مشيدا بهذا التقدم الهام من اجل المضي نحو "المزيد من الاستقرار في المنطقة".

ولا تزال حركة طالبان تتمسك بشروطها من اجل السلام، وفي طليعتها الانسحاب الكامل للجنود الاجانب، الذين ما زالوا ينتشرون في البلاد، ومعظمهم من الاميركيين.

كما ستشمل المحادثات مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية، حيث يخشى العديد من المراقبين ان يغتنم الجهاديون رحيل الجنود الغربيين وانعدام الاستقرار في العديد من المناطق الافغانية لينشطوا فيها. واقر غني بوجود هذا الخطر، مشيرا الى ان ما يميز تنظيم الدولة الاسلامية، "احد التنظيمات الافضل تمويلا"، هو قدرته على "ابتلاع منافسيه".

&