دعا الملك السويدي وزيرة خارجيته إلى إنهاء الأزمة، التي تسببت بها مع السعودية، من خلال فتح حوار بنّاء، بينما قال مسؤولون إن هذه الأزمة كلفت استوكهولم آلاف الوظائف.


إيلاف - متابعة: التقى أمس الاثنين ملك السويد غوستاف السادس عشر مع وزيرة خارجيته مارغو والستروم، واستمع منها إلى إفادتها في المسألة، كما اطلع على الملفات الاقتصادية والدبلوماسية المهمة مع السعودية، وبحث معها السبل الممكنة لاحتواء الأزمة، التي تسببت بها تصريحاتها المسيئة إلى السعودية وإلى القضاء السعودي، وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين استوكهولم والرياض.

الملك حريص
بعد اللقاء، قالت آنيكا سونربيري، السكرتيرة الصحافية في القصر الملكي، إن الملك غوستاف حريص كل الحرص على تطوير العلاقات السويدية السعودية، التي تقوم على أسس تاريخية عريقة.

ونقلت وسائل إعلام سويدية عن الملك غوستاف قوله: "لا بد من توفير كل الظروف الملائمة الآن لفتح حوار وصفحة اتصالات مع السعودية، التي نمتلك معها علاقات ثنائية تاريخية، اتسمت بالصداقة والتعاون المثمر والتفاهم المتبادل". كما نسبت "الشرق الأوسط" إلى مصادرها قولها إن مجموعة استشارية من رجال الأعمال والسياسة تشكلت أخيرًا للعمل على إنضاج مقترحات سريعة لاحتواء هذه الأزمة.

أضرار جسيمة
واستغرب وزير الخارجية السويدي السابق كارل بيلت في مقابلة تلفزيونية الطريقة التي عولجت بها قضية الاتفاقية بين السويد والسعودية، مؤكدًا أن: "الآلاف من فرص العمل السويدية معرّضة للخطر، نتيجة الأزمة الدبلوماسية بين السويد والمملكة العربية السعودية".

وأوضح بيلدت أن طريقة الحكومة في معالجة قضية اتفاقية التعاون مع السعودية لم تأخذ في الاعتبار الحقائق التاريخية والموضوعية، "وقد ألحق قرار الحكومة السويدية بإيقافها من طرف واحد أضرارًا كبيرة في العلاقات التجارية بين السويد والكثير من الدول العربية، فتوتر العلاقات مع السعودية أثر&في فرص العمل السويدية، وخسرت السويد آلاف الوظائف، إلى جانب خسارة العلاقة مع السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهما من الدول التي أعلنت وقوفها إلى جانب السعودية".

للخروج من الأزمة
وقالت وزيرة الدفاع السابقة كارين ايستروم في مقابلة إذاعية: "خلال عملي مدة 8 سنوات سابقة كنا جميعًا نحرص على احترام الخصوصية ولغة الدبلوماسية في الحوارات، وكنت أظن أنه يمكن للصحافة والناطقين باسم الجمعيات أن يقدموا ملاحظاتهم وتقاريرهم وفق معايير حرية الرأي، لكنّ السياسيين والدبلوماسيين لهم سياقات للتعبير تترفع عن اختراق خصوصية الآخرين لكي لا تنطلق أسباب الأزمات المعروفة".

ورأت الرئيسة السابقة للحزب الاشتراكي الديمقراطي مونا سالين أن الأهم في الوقت الراهن هو الخروج من الأزمة والعمل على معالجة المشكلة، مؤكدة أهمية خلق الظروف المناسبة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، خلال مناقشة مستفيضة للملابسات التي شابت المراجعة السريعة للحكومة، والتي تمت في عجالة لاتفاقية التعاون المشترك بين السويد والسعودية، وكيفية معالجة الحكومة للأزمة الدبلوماسية، والأضرار التي لحقت بالسويد.

تقدير الخسائر
وانعقد مؤتمر للمستثمرين والصناعيين في مركز الدراسات الخارجية التابع للمفوضية العليا للاتحاد الأوروبي، حضره أعضاء اتحادات الصناعات السويدية ومجموعات العمل والاتصال الممثلة لرجال الأعمال السويديين، وكثير من الباحثين في الشأن الاقتصادي في المجموعة الاسكندنافية، للبحث في العواقب التي سببتها الأزمة مع السعودية وكيفية إيجاد الحلول لها.

وتحدث ياكوب شونغ، مدير قسم المعلومات المالية في منظمة "سويد ووتش"، فأكد أهمية مراجعة جدول الموارد والخسائر المالية لمجموعة البنوك الاسكندنافية المستقلة في ضوء قرار السعودية إيقاف سمات العمل لرجال الأعمال السويديين لتقدير حجم الضرر الحاصل مبدئيًا والمضي في جدولة الأعمال والالتزامات والحسابات الأساسية لكل شركة متعاقدة مع السعودية لتلافي أي خلل محتمل".
&