اعتبر نائب الرئيس العراقي أياد علاوي التأجيج الطائفي وتدخل الجوار في شؤون العراق - في إشارة إلى إيران - عوامل تفاقم الوضع الأمني في البلاد، داعيًا إلى مصالحة حقيقية وتعديل القوانين التي تعرقلها.. فيما قال العبادي إن محاصرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في تكريت تدفعهم حاليًا إلى التخبط في فتح جبهات قتال جديدة وزيادة استخدام الانتحاريين.


&أسامة مهدي: حذر علاوي، وهو زعيم ائتلاف العراقية، من أن "أمن العراق يمر بمرحلة خطرة لغياب الدور العربي والإسلامي نتيجة المشاكل مع بعض البلدان في السنوات السابقة".

وقال خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وفد منظمة التعاون الإسلامي برئاسة الأمين العام للمنظمة اياد مدني "إن الحكومة العراقية تتطلع الى مزيد من التعاون مع جميع البلدان لتحقيق الأهداف المشتركة في الأمن والإستقرار"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف".. مشيرًا الى أن "التأجيج الطائفي وتدخلات دول الجوار كانا ضمن عوامل عديدة أدت الى تفاقم الوضع الأمني في العراق"، في اشارة الى ايران.
&
وشدد علاوي على ان "الاستقرار الأمني لا يتحقق الا عن طريق المصالحة الحقيقية، وتفعيلها وتعديل قوانين اجتثاث البعث، والارهاب والمخبر السري وتشريع جملة من القوانين على رأسها (قانون النفط والغاز) اضافة الى بناء الثقة بين المواطنين من خلال اجراءات حقيقية تشتمل على اطلاق سراح المعتقلين وتعويض النازحين".. موضحًا أن كسب الحرب ضد تنظيم "داعش" يعتمد على كسب المعركة وتحقيق الانتصار السياسي وإدامة النصر.

من جانبه، أكد اياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، الذي يزور العراق حاليًا، أن "دحر الأفكار المتطرفة يتطلب وقفة موحدة لجميع الدول وتحقيق مصالحة وطنية في كل البلدان التي تشهد التوترات"، مثمنًا دعوة علاوي الى عقد مؤتمر إقليمي يضم دول المنطقة، ومنها ايران، موضحاً ان زيارة الوفد تأتي في إطار الاطلاع عن كثب على الشأن العراقي. وقد اتفق الطرفان على ان وثيقة مكة بين القوى والطوائف العراقية عام 2006 تمثل عنوانًا مستمرًا للتسامح والعيش المشترك.

جاء حديث علاوي عن تدخلات الجوار بعد ساعات من تصريحات ادلى بها لقناة "سكاي نيوز"، قال فيها إن صور المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي في بغداد تثير القشعريرة في جسده. واضاف أن تدخل ايران في العراق أمر غير مقبول.. ومؤكدًا انه "قلق جداً من تزايد النفوذ الايراني على الميليشيات".. موضحًا "اعتقد أن دور أية قوة اقليمية أو أية قوة اخرى في شؤون العراق أمر غير مقبول".

اضاف علاوي بأن الايرانيين "يفعلون ما يفعلونه، ويرسلون ضباطًا للقتال وللقيادة، ويصرحون بأن بغداد ستصبح عاصمة الامبراطورية الفارسية"، مؤكداً أن هذا "أمر غير مقبول". واشار الى أن بوسترات خامنئي "تثير القشعريرة" في جسده، وأن ثمن التدخل الايراني سيكون غاليًا.. محذرًا من أن "الميليشيات تشكل تهديداً لاستقرار البلد". وقال: "بقدر ما اشعر بالقلق من مجموعات الميليشيات هذه، سواء كانت سنية أم شيعية، وهي التهديد الرئيس، ففي الواقع أن الحكومات والقوى الاقليمية التي تدعم هذه المجموعات هي اكبر تهديد على العراق وعلى مستقبل العراق".

كما حذر علاوي من أن "فشل هذا البلد يعني فشل المنطقة برمتها". ولهذا يجد علاوي أن "من المهم جداً الحفاظ على العراق بلدًا موحدًا، فدراليًا، ديمقراطياً، واجراء مصالحة على الارض وبناء دولة قابلة للحياة".
&
العبادي: حصار داعش في تكريت دفعه لإستخدام انتحاريين
قال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن محاصرة تنظيم "داعش" في مدينة تكريت دفعته لاستخدام الانتحاريين بكثافة والتخبط في فتح جبهات قتال جديدة.

جاء ذلك خلال نقاشات أجراها العبادي مع وزير الدفاع خالد متعب العبيدي وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن طالب شغاتي لسير العمليات العسكرية الجارية في محافظات الانبار وصلاح الدين وبغداد خلال زيارته لمركز قيادة العمليات المشتركة الليلة الماضية.

وقد استمع العبادي الى إيجاز مفصل عن سير العمليات العسكرية "ومرحلة انهيار داعش الإرهابي".. وأكد على ضرورة استثمار هذه المرحلة الحاسمة للقضاء على الإرهاب، وخاصةً بعد محاصرة التنظيمات الإرهابية في تكريت من جميع الاتجاهات، والتي أخذت تتخبط في فتح جبهات قتال بمختلف قواطع العمليات من اجل التأثير على قطعاتنا المسلحة باستخدامها الانتحاريين"، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع تلقت "إيلاف" نصه اليوم. وشدد العبادي على ضرورة التنسيق العالي بين القوات الأمنية والحشد الشعبي، وكذلك التحالف الدولي.

واليوم، توقع الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن ينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية تستهدف تنظيم "داعش" في تكريت. وقال معصوم في تصريح لرويترز من القصر الرئاسي في بغداد "من المتوقع أن ينفذ التحالف الدولي ضربات جوية قريبًا ضد تنظيم داعش في تكريت بعدما بدأ عمليات استطلاع جوي". واضاف أنه منذ أمس بدأ الدعم الجوي وعمليات الاستطلاع فوق تكريت، مشيرًا الى أن التحالف يبدأ أولًا بمهام استطلاع، ويعد التقارير الجوية، وبعد ذلك تبدأ العمليات.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد اكدت أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستدرس أي طلب عراقي للمساعدة بشأن الهجوم "المتوقف" لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم "داعش". ولم يشارك التحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا في العملية التي بدأت في الثاني من الشهر الحالي لاستعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وهي أكبر هجوم عراقي ضد "داعش" منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في حزيران (يونيو) عام 2014.

فيديو اجتماع العبادي مع& القادة العسكريين:
&