يقول نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، إن عدم توقيع اتفاق مصالحة حقيقية بين العراقيين يجعل الضربات الجوية التي ينفذها التحالف ضد داعش غير مجدية.

تبدو الضربات الجوية التي توجهها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في العراق ناجحة من السماء، بعد القاء أكثر من 1700 قنبلة تمكنت من تشتيت مسلحيه في بعض المناطق، ومنع تقدمه في مناطق أخرى. &

ولكن الوضع على الأرض يروي قصة مغايرة، كما يقول مسؤولون وشيوخ عشائر عراقيون. فان غياب مصالحة وطنية حقيقية ترافق الضربات الجوية يدفع البعض في المناطق السنية إلى الامتناع عن قتال داعش، وخاصة في مناطق حساسة حول بغداد.&
&
وحذر نائب الرئيس العراقي أياد علاوي من أن عدم إطلاق عملية سياسية بين القادة الشيعة الذين يمسكون مقاليد السلطة والسنة الذي يشعرون بالتهميش والاقصاء "خطأ جسيم" يمكن أن يحكم على الضربات الجوية بالفشل.&
&
وقال علاوي في مقابلة مع صحيفة الغارديان "إن الإستراتيجية كلها بحاجة إلى مراجعة ومعالجة جديدة وان الحلفاء الدوليين يجب ان يكونوا طرفا في ذلك". &
&
وأضاف علاوي "إن مواطنين يسألونني ماذا سيأتي بعد داعش؟ ماذا سيكون مصير السكان المحليين؟ هل سيُتهمون بدعم داعش أم بهزمه؟ هل سيُتهمون بأنهم بعثيون؟ سيكون من الصعوبة بمكان التواصل معهم من دون مصالحة". &&
&
وأشار علاوي إلى أن المناطق المحيطة ببغداد مناطق غير مستقرة ومكشوفة.&
&
وأوضح علاوي في حديثه لصحيفة الغارديان "أن حزام بغداد يبين غياب الاستراتيجية والمصالحة. &فهناك عمليات تطهير طائفي واسعة النطاق والميليشيات سائبة في هذه المناطق حيث هُجر عشرات وعشرات من بيوتهم ولا يستطيعون العودة بسبب هيمنة الميليشيات". &
&
واعترف مستشار الحكومة العراقية لشؤون داعش هشام الهاشمي بأن "المناطق المحيطة ببغداد تعاني من العنف الطائفي بدرجة كبيرة، وأن العشائر هناك بدأت تفكر في الالتحاق بداعش. فالعشائر تعتقد أن هناك تحركات لتهجيرها من اراضيها".&
&
ويؤكد شيوخ عشائر هذه المخاوف قائلين إن انعدام الثقة بينهم وبين الحكومة يمكن ان يدفع بعض العشائر الى اختيار قوة داعش على جمود العملية السياسية.&
&
وقال الشيخ محمد صالح البخاري أحد شيوخ الانبار "إن العشائر منقسمة هذه المرة بشأن الدفاع عن الحكومة". وأضاف "أن الحكومة لم تخطأ مرة أو مرتين، بل تواصل تكرار الخطأ نفسه المرة تلو الأخرى وهي لم تنفذ أياً من وعودها حتى الآن. فلماذا نثق بها؟"
&
وتابع الشيخ محمد صالح واصفا الوضع حول بغداد بالهش حيث "غالبية المناطق تحت سيطرة داعش والوضع في منطقة أبو غريب هش جدًا، وقد يفقدها الجيش في أي يوم".&
&
وقال مستشار الحكومة هشام الهاشمي إن الضربات الجوية في العراق وسوريا محدودة الفائدة. &وأشار إلى "أن الأميركيين استخدموا ثلاثة تكتيكيات هي إقامة العوائق والدفاع، ومهاجمة مخازن السلاح ومصافي النفط لقطع مصادر التمويل عن داعش، واستهداف بنية التنظيم، وهم لم يفعلوا الكثير بشأن هذا الأخير بل بدأ داعش يتكيف مع الاستراتيجية الأميركية بما أدى إلى تقليل الأضرار التي يتكبدها". &&
&
ونقلت صحيفة الغارديان عن الهاشمي قوله "ان المستشارين الاميركيين... محرَجون لأنهم لم ينفذوا وعودهم للسنة. &ونسبيا فان الاميركيين يخسرون".&
&
تقول مصادر مطلعة إن داعش يحتفظ بسيطرته على حوض الفرات الممتد من شمال غرب الانبار إلى الحدود السورية. وانه في هذه المنطقة يخزن كميات كبيرة من الأسلحة التي غنمها من مستودعات الجيش العراقي وقواعد عسكرية تابعة لجيش النظام السوري في بلدات وقرى صغيرة. ولكن نجاح داعش كان أقل في الشمال حيث هدد اربيل لبعض الوقت في الصيف وزاد نصيبه على 300 ضربة جوية من اصل 900 ضربة أو اكثر وجهتها طائرات التحالف الدولي داخل العراق. &&