قالت غالبية قراء "إيلاف" إنها لا تثق بنيّات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه دول الجوار مع تزايد دعوات لجمع العرب وإيران وتركيا لوضع حل للأزمات المحتدمة في المنطقة.

عبد الرحمن الماجدي: تتصاعد على أكثر من جبهة الخلافات بين دول عربية والجارة الشرقية إيران التي لم تستطع رد تهم تدخلاتها في الشؤون الداخلية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وتتركز الانظار على الازمة اليمنية حيث تخوض دول عربية بقيادة السعودية عمليات عاصفة الحزم لإستعادة مدن جنوبية، في مقدمتها عدن الواقعة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، من قبضة ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والشروع بمواصلة الحوار بين جميع الأطراف اليمنية لفرض السلم على هذا البلد، الذي دمر قادته السياسيون بناه التحتية والفوقية، قبل أن تكمل الشوط في الحرب التي&لا تزال قائمة.

لكن قبل الحوار اليمني اليمني لا بد من آخر إيراني تركي مع دول الجوار العربي يتطرق الى جميع الملفات في المنطقة من العراق الى اليمن مروراً بسوريا ولبنان، حيث يتهم العرب إيران بالتسبب بالتصعيد الطائفي وترد إيران باتهام مماثل لدول عربية وخليجية خاصة بذات الاتهام.

حوار ثلاثي

وقد برز الدور التركي كجامع للحوار العربي الايراني ليتوسع الى حوار ثلاثي بين هذه الأطراف لما لتركيا من دور في ملفات المنطقة الساخنة طائفياً خاصة في سوريا التي ساهمت تدخلات الجوار في تعقيد أزمتها.

لكنّ ثمة خشية عربية من أن تكون الجارة الشمالية تركيا جانباً غير مأمون مثل جارة الشرق إيران في مفاوضات تكون لعض الأصابع وتقديم تنازلات قاسية حصة كبيرة فيها.

فقد كان لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى إيران في السابع من الشهر الجاري الدور الواضح في تصاعد القلق العربي تجاه جاريه اللدودين اللذين يكرران دعوتهما الى الحوار بموازاة تدخلاتهما في الدول المجاورة لهما وعلى الأخص سوريا والعراق.

فقبيل زيارته الى إيران المنتشية بقرب التوقيع النهائي لاتفاق ملفها النووي مع الغرب، صعّد أردوغان من لهجته لمهاجمة طهران في تدخلاتها في دول المنطقة إلى حد صدور دعوات من قبل نواب إيرانيين برفض استقباله، لكنه طار الى طهران مصطحباً معه كبار مستشاريه ووزراء الخارجية والاقتصاد والطاقة ليكون أول الآكلين من الكعكة الإيرانية بعيد توقيع الاتفاق النووي.

وعلى الرغم من سيطرة الجانب الاقتصادي على الزيارة الا أن السياسة كانت الحاضر الأكبر فيها والعلاقات مع المنطقة العربية والخليج تحديداً، حيث دعا الرئيسان الايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان الى إنهاء الحرب اليمنية بالطرق السلمية، مع اطلاق دعوة لحوار عربي تركي إيراني، وفق ما أشار اليه مساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني حميد أبو طالبي بأن زيارة الرئيس التركي لطهران أسفرت عن تشكيل تعاون ثلاثي إيراني تركي عربي سيصب فى مصلحة مسلمي المنطقة وتوفير أمن اليمن واستقراره، حسب تعبيره.

ولفت حميد أبو طالبي في تصريحات نشرتها وكالة فارس الإيرانية إلى أنه "إثر زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى تركيا، والمحادثات التى أجراها مع أردوغان، أن أمن المنطقة وموضوع اليمن حظيا باهتمام خاص خلال لقاء الرئيسين الإيراني والتركي".

وليس بعيداً عن طهران دعا رئيس وزراء باكستان، نواز شريف إيران إلى الانخراط في الحوار الدائر بشأن إعادة الأمن إلى اليمن. وأعلن شريف خلال جلسة للبرلمان الباكستاني، أن بلاده ما زالت في انتظار رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن محادثاته مع إيران والسعودية، التي ستتم بعدها صياغة الاستراتيجية المقبلة.

وتوقع رئيس الوزراء الباكستاني أن تثمر الجهود الدبلوماسية بسرعة. وهي دعوة صادقة من رئيس الوزراء الباكستاني الذي وضعه برلمان بلاده في موقف حرج تجاه المملكة العربية السعودية بعد رفض البرلمان الباكستاني المشاركة في عاصفة الحزم بقوات برية.

لكنّ لقرّاء "إيلاف" رأيًا بعيداً عن تجاذبات الساسة ومطارحاتهم التي لا تخلو من خطورة. فهم لا يثقون بنيّات إيران أو تركيا تجاه الجوار متذكرين الادوار التي لعبتها الدولتان في المنطقة العربية عبر التاريخ القديم والحديث تجاه العرب.

ومع تصاعد الاتهامات لإيران بتدخلاتها في الدول العربية، رأت غالبية قراء "إيلاف" التي شاركت في الاجابة على سؤال الاستفتاء للاسبوع الفائت أن لا ثقة بنيّات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الجوار.

فقد وجد ما نسبتهم 75% أن أردوغان غير جدير بالثقة في ما يطرحه من نوايا تجاه جيرانه، ورأى ما نسبتهم 25% من القراء أن ثمة ثقة يمكن توخيها في الرئيس التركي متأملين خيراً في دعواته الى حوار بين الجيران العرب والايرانيين والأتراك

وبلغ عدد المشاركين في الإجابة على سؤال الاستفتاء 2797.