أصدرت محكمة باكستانية&حكمًا بالسجن المؤبد بحق عشرة متهمين في الهجوم على الناشطة ملالا يوسف زاي، التي حازت على جائزة نوبل للسلام.

بيشاور: أصدرت محكمة باكستانية لمكافحة الارهاب حكما بالسجن المؤبد الخميس على عشرة رجال، لقيامهم في 2012 بمحاولة قتل الناشطة في سبيل الحق في التعليم ملالا& يوسفزاي التي حصلت على جائزة نوبل للسلام.

ونجت الناشطة الشابة (17 عاما) التي تعارض العنف والتطرف الديني معارضة شديدة، من محاولة قتل نفذتها طالبان الباكستانية فيما كانت عائدة من المدرسة في مسقط راسها منغورا بشمال غرب باكستان. واثار هذا الاعتداء على ملالا التي كانت آنذاك في الخامسة عشرة من عمرها، تعاطفا في كل انحاء العالم وجدلا داخل باكستان.

وكان الجيش الباكستاني الذي شن في حزيران/يونيو عملية واسعة النطاق ضد حركة طالبان الباكستانية والجهاديين الاخرين المرتبطين بالقاعدة، اعلن في ايلول/سبتمبر اعتقال عشرة مشتبه بهم لعلاقتهم المفترضة بالهجوم على ملالا.

واحيل هؤلاء على محكمة لمحاكمة الارهاب في مدينة منغورا مسقط رأس ملالا في وادي سوات، والذي سيطر عليه الاسلاميون المتطرفون من 2007 الى 2009 وفرضوا فيه نظامهم المتشدد وحرموا البنات من التعليم.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مسؤول كبير في محكمة مكافحة الارهاب في منغورا الخميس بعدما تلا قرار القاضي محمد امين كندي، ان "هؤلاء المهاجمين العشرة المتورطين في الاعتداء على ملالا يوسفزاي حكم عليهم بالسجن المؤبد".

واوضح مسؤول اخر طلب عدم كشف هويته خشية تعرضه لرد انتقامي من طالبان الباكستانية ان "كلا منهم حكم عليه بالسجن 25 عاما"، ما يوازي السجن مدى الحياة وفق القانون الباكستاني.

لكن السلطات الباكستانية افادت في ايلول/سبتمبر ان الشخص الذي اطلق النار مباشرة على الناشطة فر الى الجانب الاخر من الحدود في افغانستان حيث يلجأ عدد كبير من عناصر طالبان الباكستانية التي يتزعمها الملا فضل الله.

وكانت ملالا بدأت حملتها في 2007 عندما كانت حركة طالبان تفرض قانونها الدامي في وادي سوات الذي كان منطقة سياحية هادئة في جبال هيمالايا. وفي الثالثة عشرة من عمرها، كانت هذه الفتاة الشديدة التأثر بوالدها مدير احدى المدارس، لكن والدتها أمية، تكتب على مدونة على موقع هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي بالاوردية، اللغة الوطنية في باكستان. وتحت اسم غول ماكاي المستعار، كتبت عن الخوف والرعب السائدين في الوادي.

عندئذ بدأ اسم الفتاة ينتشر في سوات، ثم في بقية انحاء البلاد لدى حصولها على جائزة وطنية من اجل السلام. وفي التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 2012، اقتحم عناصر من حركة طالبان الباكستانية حافلة مدرسية وسأل احدهم من هي ملالا، ثم اطلق النار على رأسها.

لكن الرصاصة انزلقت على الزاوية اليسرى لرأسها وخرجت من عنقها. ونقلت ملالا بصورة عاجلة الى مستشفى في برمنغهام في بريطانيا حيث استعادت وعيها بعد ايام.

وتحولت الناشطة مذذاك رمزا عالميا لمكافحة التطرف، وفازت في تشرين الاول/اكتوبر بعد سنتين تقريبا على الهجوم الذي عرف العالم اجمع بها، بجائزة نوبل للسلام مع الهندي كايلاش ساتيرتي. وتواصل اصغر فائزة بجائزة نوبل في التاريخ في بريطانيا، بسبب التهديدات التي ما زالت تلاحقها، دروسها ومعركتها من اجل التعليم ومناهضة التطرف في العالم.