حرص ممثلو مسلمي فرنسا خلال اكبر تجمع سنوي للمسلمين في الغرب على ادانة الاعتداءات التي يشنها "الجهاديون"، بعد ثلاثة اشهر على هجمات شهدتها فرنسا، لكنهم طالبوا بمنحهم مزيدا من "الاعتبار".
بورجيه: حضر حوالي 50 الف زائر في نهاية هذا الاسبوع الملتقى السنوي لاتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية واجهة جماعة الاخوان المسلمين في ضاحية لو بورجيه الباريسية.
يجتذب هذا الحدث، في المجتمع الإسلامي الأكبر في أوروبا (حوالي خمسة ملايين عضو)، مشاركين من توجهات متنوعة، بدءا من التشكيلات المؤسساتية والعلمانية وصولا الى المحافظين المتشددين القريبين من السلفية.
قال رئيس الاتحاد عمار لصفر "نحن ندين الإرهاب وندين الوحشية كمواطنين مسلمين".
ويدفع الاتحاد ثمن المواطنية بشكل مضاعف منذ الهجمات الارهابية في باريس في كانون الثاني/يناير التي اودت بحياة 17 شخصا، في حين قال رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس انه يريد "محاربة خطاب" هذه المنظمة التي تنادي باسلام محافظ.
يؤكد لصفر "نحن اوفياء تجاه بلدنا فرنسا. نحن نحب الله ونحب نبينا، ولكننا أيضا نحب الجمهورية الفرنسية".
"غالبا ما يتهم المسلمون بانهم لا يدينون العنف والارهاب بما فيه الكفاية، كما لو انهم يتحملون المسؤولية مباشرة، وهذا خطأ"، حسبما يردد رئيس المجلس الفرنسي للدين الاسلامي دليل بوبكر، والذي كان حضوره الى الملتقى رسالة للتعبير عن الوحدة داخل المجتمع المسلم.
وفي الوقت نفسه، يشدد بوبكر على ان "الاسلام ليس اسلام هجرة. هذا اسلام وطني وله الحق بالاعتراف به كمكون في المجتمع الفرنسي كبقية الطوائف".
ويبدو من خلال التصريحات والاجتماعات والمؤتمرات والمداخلات المتعددة ضمن برنامج المؤتمر ("هل يوجد مشكلة مع الإسلام في فرنسا"، "التطرف، مصادره وأعراضه ونزع فتيله"...) انه لم يتم اهمال المواضيع الحساسة.
وقال لصفر "المسلمون يطالبون بحقوقهم فقط لا شيء اخر (...) الحق بالاختيار في ظروف معينة".
خلال الملتقى دان المسلمون العنف ايضا، وفكروا في مصادر وجذور التطرف والعلمانية أو كره الاسلام.
تقول ناديا طيرة وهي ممرضة من رانس في شرق فرنسا "نحن متفقون، لا بد من التنظيف، يجب أن ننظف امام منازلنا والاعتناء بهؤلاء الذين لديهم قراءة خاطئة" لتعاليم.
ولكن بالنسبة لها، يجب على المجتمع الفرنسي أيضا مكافحة تصاعد الأعمال المعادية للمسلمين التي تكاثرت منذ هجمات باريس.
ففي شهر كانون الثاني/يناير وحده، سجل 167 عملا ضد المسلمين في مقابل 14 العام الماضي، وفقا للمرصد الوطني لمكافحة ظاهرة كره الاسلام. ويوم الخميس اتهم أربعة طلاب بالتخطيط ل"عمل" ضد مسجد في مونتيليمار (جنوب شرق).
كثيرون، مثل اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، ينددون ايضا ب"العلمانية"، بعلمانية قد تكون مشوهة وموجهة ضد المسلمين وتغذي التطرف في نهاية المطاف.
"هناك مسابح للعراة، فلماذا نحن غير قادرين على اقامة (امكنة) اخرى لأشخاص آخرين"، مع مساحات غير مختلطة، كما قال احمد المشيرفي الذي يرى في ذلك تمييزا ضد المسلمين.
لكن بالنسبة للمحامي حكيم شارقي الذي يدافع عن متهمين بالارهاب، فان التمييز الذي يواجهه المسلمون لا يفسر كل شيء بحسب رايه، "فمن السهل جدا القول إن التطرف لا يصنع في المساجد".
التعليقات