تستبعد المملكة العربية السعودية أن يكون الاتفاق النووي، كافيًا لوقف دعم إيران للميليشيات المسلحة في اليمن وسوريا وكذلك العراق، وسط توقعات بأن تتخذ الرياض خطوة في مجال تطوير برنامجها النووي.&
&
إعداد عبدالاله مجيد: أعربت المملكة العربية السعودية عن الأمل في أن يسهم الإتفاق النووي مع إيران في تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط. ونقل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هذا الموقف إلى الرئيس الاميركي حين اتصل به اوباما عقب إعلان الإتفاق.&
&
تطوير النووي
&
ولكن المملكة ترى أن الاتفاق لن يوقف دعم إيران لجماعات مسلحة تقوض الاستقرار في عموم المنطقة، واشار مسؤولون ومحللون سعوديون إلى ان استمرار التهديد الإيراني لأمن المنطقة من خلال وكلاء طهران في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبلدان أخرى، قد يدفع الرياض إلى إحياء برنامجها النووي.&&
&
وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي ومدير تحرير صحيفة الجزيرة السعودية جاسر عبد العزيز الجاسر "ان العربية السعودية مع الأمن النووي في المنطقة على طول الخط، ولكنها أشد قلقا إزاء دعم إيران المتزايد وتمويلها جماعات إرهابية وتدخلها في الشؤون العربية الداخلية".&&
&
واضاف الجاسر ان العربية السعودية "ستتولى الأمر بنفسها إذا لم تر تحركا حقيقيا على هذه الجبهة".&ويتوقع مسؤولون ومراقبون في الرياض ان تصعد القوات السعودية عملياتها لدعم الشرعية في اليمن، حيث سيطر المتمردون الحوثيون على السلطة في صنعاء بدعم قوي من إيران. &
&
أمن اليمن&
&
وأكدت مصادر رسمية سعودية أن المملكة لن تتردد في استخدام كل قواها لوقف الحوثيين المتحالفين مع دكتاتور اليمن السابق علي عبد الله صالح، ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن مسؤول سعودي مطلع على حملة التحالف العربي بقيادة السعودية قوله "إن إيران تعبر الخط الأحمر منذ سنوات، وتدعم ميليشيات وجماعات إرهابية في أنحاء العالم العربي. والآن في اليمن نتصدى لها ونتخذ موقفا بوجهها، وليس من شأن موقفنا إلا أن يزداد قوة لا أن يضعف بعد هذا الاتفاق" الذي توصلت اليه القوى الدولية الست مع إيران بشأن برنامجها النووي.&&
&
وقال مسؤولون وصفتهم صحيفة كريستيان ساينس مونتر بأنهم "قريبون من عملية صنع القرار" إن الرياض "تدرس نشر مئات من مشاة البحرية والقوات الخاصة، ربما مع دور للقوات المصرية، بهدف تأمين ميناء عدن".&وأشار مسؤولون سعوديون إلى أن الرياض قامت بتسريع خططها للتدخل البري في اليمن، لتشديد الضغط على إيران قبل أن تُخفف العقوبات المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي. &
&
... في سوريا
&
في سوريا تدعم العربية السعودية فصائل المعارضة المعتدلة التي تقاتل قوات نظام الأسد المدعوم من إيران وحزب الله، وقالت مصادر في الجيش السوري الحر إن العربية السعودية ضاعفت دعمها المالي أكثر من مرتين في الآونة الأخيرة للمساعدة في مواجهة قوات الأسد في جنوب سوريا.&&
&
وقال القائد العسكري في الجيش السوري الحر العميد أسعد الزعبي لصحيفة كريستيان ساينس مونتر "ان العربية السعودية تُبقي حملتنا حية وهم جعلوا من الواضح أن الجنوب يجب ألا يُخسر".&ويقول مراقبون إن العربية السعودية ستواصل تكثيف جهودها في مواجهة إيران إلى أن تتلقى تأكيدات من الولايات المتحدة والغرب، بأن أي اتفاق نهائي سيتضمن دعوة إيران إلى إنهاء تدخلاتها في العالم العربي.&&
&
وقال المحلل والمحرر السياسي في صحيفة الرياض هاني وفا "إن ما تتطلع اليه العربية السعودية والعالم العربي، ليس اتفاقا يتعامل مع القضية النووية وحدها، بل اتفاق يضع نهاية للتدخل الإيراني في العالم العربي، حيث أصبح مصدرًا كبيرًا لانعدام الإستقرار في المنطقة". &

طاقة نووية بمباركة دولية
&
في هذه الأثناء قال مسؤولون في الرياض ان العربية السعودية قررت إعطاء دفعة قوية إلى برنامجها في مجال الطاقة النووية بتسريع بناء نحو 10 مفاعلات نووية والتمهيد لإمكانية تخصيب اليورانيوم، وبعد التوقيع على اتفاقية التعاون النووي مع كوريا الجنوبية مؤخرا تبدو الرياض مصممة على انتاج طاقة ذرية بحلول عام 2021 دون ان تستبعد تخصيب اليورانيوم في مجرى العملية. &
&
وقال الجاسر "ان هناك إحساسا في العربية السعودية بأنه إذا كانت إيران قادرة على انتاج طاقة نووية بمباركة المجتمع الدولي فلماذا نحن لا ننتجها؟ واضاف الجاسر "ان هذه البرنامج اصبح قضية تتعلق بالأمن القومي للعربية السعودية، ولكي تتنافس مع إيران يجب هي أيضا ان تصبح دولة تنتج طاقة نووية".&