طالب مسؤولون عراقيون الولايات المتحدة بتعجيل توفير الغطاء الجوي للقوات العراقية في الأنبار في مواجهة تنظيم "داعش"، كما سيطلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من الرئيس الأميركي باراك أوباما أسلحة بمليارات الدولارات.&

لندن: في مواجهة تقدم مقاتلي تنظيم "داعش" في محافظة الانبار العراقية الغربية واقترابه من المربع الامني في عاصمتها الرمادي، فقد صعد المسؤولون العراقيون اليوم من دعواتهم لواشنطن للتعجيل بتوفير غطائها الجوي لقواتهم في المحافظة، بينما واصل الطيران العراقي اليوم الأحد قصف مناطق سيطر عليها التنظيم هناك.
&
وخلال اجتماع عقده رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في بغداد، الاحد، مع السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز، جرى بحث مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد وآخر التطورات الميدانية في محافظة الانبار ودور التحالف الدولي المطلوب بهذا الصدد، حيث دعا المسؤول العراقي توفير الدعم الجوي للقوات العراقية التي تخوض معارك شرسة حاليًا ضد مقاتلي تنظيم "داعش" في المحافظة.
&
مطالبة التحالف بتكثيف الغارات
&
ومن جانبه، طالب &نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي طيران التحالف الدولي بتكثيف غاراته الجوية على الانبار في اطار العملية العسكرية لتحرير المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، والتي تتواصل لليوم الثالث على التوالي. وقال النجيفي في بيان صحافي إن "ملحمة كبيرة في معناها" تقع في الأنبار "غنية في مدلولاتها تمثل غضبة الأنبار على مجرمي العصر من تنظيم داعش الإرهابي، حيث تعلو قيم الغيرة العراقية دفاعًا عن الأرض والإنسان".
&
وشدد بالقول "أدعو الحكومة العراقية لإمداد المقاتلين بالسلاح والعتاد والتجهيزات، ذلك لأنهم يرفعون علم العراق ويدافعون عن حياضه والدعوة موجهة للتحالف الدولي لزيادة الضغط على الإرهابيين وتنفيذ ضربات جوية تجهض عدوانهم".

مساعدات لتحرير المحافظة
&
وكان صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الانبار، اعلن في حديث صحفي أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بانشاء خطين عاجلين، الاول جوي يشمل نقل الاسلحة والاعتدة الى المحافظة للمساعدة في تحرير المحافظة.. والثاني بري يتضمن توزيع الاسلحة والاعتدة على ابناء العشائر لاشراكهم بعملية التحرير".. مشيرًا الى أن "العبادي كان قد وجه ايضًا بوضع خطة عاجلة ومحكمة لتحرير المحافظة من تنظيم داعش الارهابي".
&
ومن جهته، اجرى محافظ الانبار صهيب الراوي بدعم من الحكومة العراقية خلال الساعات الماضية اتصالات مكثفة مع المسؤولين في السفارة الاميركية لتدارك الموقف في مدينة الرمادي، التي فرضت عناصر "داعش" سيطرتها على اجزاء كبيرة منها، بعد توقف الغطاء الجوي الاميركي.
&
وقال مصدر حكومي إن "الرواي ومسؤولين محليين اقنعوا سفارة واشنطن بضرورة عودة غارات التحالف لصد هجوم واسع يسعى داعش من خلاله الى الهيمنة بشكل كامل على الرمادي". الطيران العراقي يقصف مواقع داعش في الانبار مع وصول آلاف من رجال الشرطة.

قصف داعش بالأنبار
&
وبالترافق مع ذلك، فقد قصفت المقاتلات العراقية مواقع لتنظيم "داعش" شمال الرمادي عاصمة محافظة الانبار، وقال مصدر في الفرقة الذهبية لجهاز مكافحة الارهاب في المحافظة إن المقاتلات الحربية العراقية قصفت صباح اليوم تلك المواقع في منطقة البو فراج شمال الرمادي وكبدته خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.
&
واوضح نائب قائد الفرقة العميد عبدالامير الخزرجي أن "الطيران الحربي العراقي بدأ صباح اليوم بقصف مواقع تنظيم داعش الارهابي في منطقة البوفراج شمال مدينة الرمادي" .. مبينًا أن "القصف هو الاعنف من نوعه على مواقع العصابات الارهابية والاجرامية في تلك المنطقة". واضاف الخزرجي أن "القصف اسفر عن الحاق عناصر تنظيم داعش الارهابي خسائر كبيرة بالارواح والمعدات لم يتم معرفة حجمها حتى اللحظة".
&
وكانت منطقة البو فراج شمال الرمادي تعرضت الجمعة الماضي الى هجوم من قبل عناصر داعش الارهابي وتصدت لهم القوات الامنية وابناء العشائر لكنهم احتلوا مناطق فيها.
&
وعلى الصعيد نفسه، فقد وصل آلاف من رجال الشرطة الاتحادية الى الرمادي، في اطار التحضيرات المتسارعة لتحرير الانبار، واوضح مصدر امني ان المقاتلين الذين قدموا من قاطع عمليات صلاح الدين معززين بمئات العجلات العسكرية والمدرعات سيتم تنظيمهم في مجموعة افواج قتالية لإسناد العمليات القتالية للقوات العاقية.

العراق سيطلب طائرات بدون طيار
&
وبالترافق مع هذه التطورات، اعلن عراقي كبير أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيطلب مساعدة الرئيس الأميركي باراك أوباما للحصول على طائرات بدون طيار وأسلحة أميركية أخرى بمليارات الدولارات لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، خلال زيارته للولايات المتحدة الثلاثاء المقبل، لكنه سيطلب تأجيل سداد ثمن الصفقة، حيث يواجه العراق أزمة سيولة بسبب تراجع أسعار النفط التي عصفت بأموال الدولة العراقية. وتتوقع الحكومة أن يبلغ عجز الموازنة حوالي 21 مليار دولار هذا العام.
&
وخلال أول زيارة يقوم بها إلى واشنطن كرئيس وزراء، يأمل العبادي في اقناع الولايات المتحدة التي انهكتها الحروب أن العراق يستحق مزيدًا من القوة البشرية الأميركية والأسلحة بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأميركية من البلاد في كانون الأول (ديسمبر) عام 2011، بينما يواجه جيشه الوليد تنظيم الدولة الإسلامية.
&
البديل.. طهران
&
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، "الدولة الإسلامية مشكلة الجميع الآن. لا يمكنك أن تهرب من المشكلة إذا جئت إلى كندا أو ذهبت إلى فرنسا"، في إشارة إلى هجمات نفذها أفراد تأثروا بالدولة الإسلامية أو القاعدة في هذه الدول.
&
وألمح إلى أن بغداد قد تتحول إلى طهران إذا لم تحصل على المساعدات التي تريدها من واشنطن، وأضاف المسؤول في تصريح نقلته وكالة رويترز "إذا لم يكن ذلك متاحًا، فقد فعلنا ذلك بالفعل مع الإيرانيين وآخرين"، قائلاً إن هذا ليس الخيار الأول .. لكنه استدرك بالقول &"رئيس الوزراء ملتزم (بالتعاون) مع الولايات المتحدة ما يريده هو التأكد من أن لدينا شريكًا يمكن الاعتماد عليه".