اشترط يسار الحزب الديمقراطي الأميركي على مرشحة الحزب هيلاري كلينتون تحديد موقفها من غياب المساواة الاقتصادية وإصلاح "وول ستريت"، قبل أن يعلن دعمه لها في الانتخابات الرئاسية، فيما بدأت مآخذ تظهر على حملة كلينتون الرئاسية.

إعداد عبد الاله مجيد: ما أن أعلنت هيلاري كلينتون ترشحها للانتخابات الرئاسية حتى بدأت تواجه ضغوطًا من يسار الحزب الديمقراطي لتحديد موقفها في بداية الحملة من قضايا مثل غياب المساواة الاقتصادية واصلاح وول ستريت.

مصرّون على مطالبهم

ورفض قادة ما يُسمى "الجناح التقدمي" في الحزب الديمقراطي دعم ترشيح كلينتون ما لم تطرح رؤية واضحة بشأن جملة قضايا تهم اليسار الليبرالي ، من التغيّر المناخي الى حرية التجارة والمضاربة في أسواق المال بلا ضوابط.

وكان يسار الحزب الديمقراطي رمى ثقله في السابق وراء شخصيات، مثل عضو مجلس الشيوخ اليزابيث وارن، التي لديها موقف صريح من هذه القضايا.& لكن تضاؤل الآمال بظهور منافس يتحدى كلينتون من داخل معسكر اليسار الديمقراطي دفعه الى تركيز ضغوطه لاقناعها بتغيير برنامجها ليكون قريبًا من مواقفه تجاه هذه القضايا.

زيادة في الأجور والضرائب

وقال بيل دي بلاسيو، عمدة مدينة نيويورك ومدير حملة كلينتون حين ترشحت لعضوية مجلس الشيوخ، في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" ،" برنامج هيلاري كلينتون يجب أن يتضمن زيادات في الأجور والمنافع الاجتماعية وان يتضمن استعدادًا لفرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء كي نتمكن من الاستثمار في البنية التحتية والاستثمار مجددًا في التعليم".

ورفض دي بلاسيو بصراحة دعم كلنيتون ما لم تطرح "رؤيتها حول هذه القضايا بأسرع وقت ممكن".&

دعوة للتريث

وكان فريق كلينتون دعا الى التحلي بالصبر، مؤكدًا أن معالم برنامج كلينتون ستتضح في الأسابيع المقبلة مع تزايد الزخم الذي تكتسبه حملتها. لكنّ متحدثين باسم الجناح التقدمي في حزبها اعربوا عن خيبة املهم بغياب التفاصيل السياسية في شريط الفيديو الذي اعلنت كلينتون ترشحها باطلاقه يوم الأحد أو في الموقع الالكتروني لحملتها.

مآخذ على حملة كلينتون

وقالت الأكاديمية زفير تيتشاوت، مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات حاكم ولاية نيويورك عام 2014، إن اعلان كلينتون ترشحها "جاء خاليًا من المضمون والسيرة الذاتية والرؤية السياسية على نحو يثير الاستغراب".&

وأكدت تيتشاوت أنها لم تفقد الأمل في ظهور تقدميين ينافسون كلينتون على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي أو في اتخاذ كلينتون نفسها مواقف أكثر شعبوية من قضايا مثل حرية التجارة واصلاح النظام المصرفي.

وقالت تيتشاوت لصحيفة (الغارديان) "إن هناك توقاً الى موقف يدحض بصراحة إلغاء الضوابط على اسواق المال، الذي اتسمت به حقبة كلينتون الأولى". ويرى آخرون أن هناك متسعًا من الوقت لتبلور مواقف كلينتون التقدمية خلال الانتخابات التمهيدية التي يأملون بأن تكون مثيرة للتعويض عن غياب أي منافسين جديين لكلينتون فيها.&

وقال آدم غرين أحد مؤسسي "لجنة الحملة من أجل التغيير التقدمي"، التي دعمت عضو مجلس الشيوخ الليبرالية اليزابيث وارن، "إن اطلاق حملة هيلاري كلينتون يدشن مرحلة مهمة في المناظرة الوطنية".
&
علامات استفهام

وتحيط علامات استفهام عديدة بمسيرة وزيرة الخارجية السابقة نحو الرئاسة رغم انها شخصية عامة لها حضورها في الساحة السياسية منذ 30 عامًا. وأكبر علامات الاستفهام التي تُثار حولها هي أي نمط من الرؤساء تريد كلينتون أن تكون.

واعرب دي بلاسيو عمدة نيويورك، الذي قاد حملة كلينتون عام 2000، أن مثل هذه الضغوط عليها يمكن أن تساعد في تشكيل أجندة أكثر جرأة تتعهد كلينتون بتنفيذها رغم غياب خصوم أكثر راديكالية منها في حلبة المنافسة مثل وارن.

وقال دي بلاسيو في مقابلة مع شبكة ان بي سي "إن ما يحدث داخل الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي هو مطالبة مرشحينا بأن يتقدموا برؤية ، وهذا يسلط بعض الضغط الايجابي الذي نراه في عملية الانتخابات التمهيدية".&

بنود من حملة كلينتون

ويؤكد فريق كلينتون من جهته أن من اهداف رسالتها الرئيسية توسيع فرص الارتقاء الاجتماعي وتحدي المصالح الخاصة. وقال أحد كبار مستشاري كلينتون في مؤتمر صحفي عبر دائرة الفيديو "إن الهدف الأساسي لهذه الحملة هو توفير مستقبل اقتصادي أفضل لكل الاميركيين".

خصم واحد على الأقل

لكن ما إذا كانت سياسات كلينتون ستثبت كونها جريئة، كما يطمح يسار الحزب الديمقراطي، فإن هذه قضية أخرى. ومن المرجح أن تواجه كلينتون منافسة من خصم واحد على الأقل في الحزب الديمقراطي هو حاكم ولاية ماريلاند السابق مارتن اومالي، الذي اعلن انه يعتزم الترشح على يسار كلينتون.

كما كان صوت وارن عاليًا خلال الايام الماضية، رغم انها استبعدت دخولها حلبة المنافسة، بدعوتها كلينتون الى تحديد موقفها بوضوح من قضايا مثل الحد الأدنى للأجور وتشريع قانون ينص على مساواة الأجور بين الجنسين.&

لكنّ اصواتًا أخرى في يسار الحزب الديمقراطي تشجعت بالاشارات المبكرة الى تركيز حملة كلينتون على قضايا مثل اللامساواة والتغيّر المناخي، التي قال رئيس حملة كلينتون الحالي جون بوديستا إنها "على رأس الأجندة" وتحديدًا مساعدة العائلات العمالية واصحاب الاستثمارات الصغيرة الى جانب الطاقة النظيفة.
&
ولاحظ عضو الكونغرس المتقاعد بارني فرانك، مهندس الاصلاحات التي نُفذت عقب انهيار النظام المصرفي، أن كلينتون أكدت عدة مرات موقفها من قضية مهمة هي اصلاح النظام المالي.