تنطلق غدًا في الرياض القمة التشاورية لقادة مجلس التعاون الخليجي، لبحث آخر المستجدات في المنطقة، وللاتفاق والتنسيق بشأن ما سيطرح بين قادة الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اللقاء المرتقب في كامب ديفيد في&13 آيار/مايو الجاري.

الرياض: يستقبل العاهل السعودي غدًا في الرياض قادة وملوك ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، لعقد قمة تشاورية&يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كضيف شرف للمرة الاولى في قمة خليجية، ومن المتوقع أن تبحث القمة في سلسلة من التحديات أهمها، الأزمة في اليمن والحرب على الإرهاب، والعلاقات المتوترة مع إيران، بعد توصل إيران والغرب إلى توقيع اتفاق مبدئي حول برنامج إيران النووي مطلع إبريل الماضي، والذي سيخرج بصيغته النهائية نهاية يونيو المقبل.
&
&وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد اجتمعوا الأسبوع الماضي في الرياض للتحضير للقمة الخليجية التشاورية، وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، أن الوزراء جددوا دعمهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تحضره جميع الإطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن اليمن واستقراره".
&
ضيف الشرف
&
ويصل إلى الرياض غدًا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ليحل ضيف شرف على قمة قادة "مجلس التعاون الخليجي"، في أول زيارة لرئيس غربي إلى الرياض بعد حركة التغييرات الواسعة في هرم القيادة السعودية، وفي خطوة هي الأولى من نوعها لرئيس دولة غربية، ومن المتوقع أن يلتقي هولاند غدًا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، على أن يحضر أيضاً القمة الخليجية.
&
خارطة طريق سعودية فرنسية
&
وتشهد زيارة هولاند للمملكة التوقيع على إعلان مشترك سعودي فرنسي حول "خريطة طريق" سياسية واقتصادية وإستراتيجية وعسكرية بمناسبة الزيارة، حسب ما أكدت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية، الذين أدرجوا الزيارة ضمن إطار "عصر جديد" إذا توصل المجتمع الدولي إلى اتفاق قبل 30 حزيران- يونيو مع طهران حول برنامجها النووي.
&
كيري وخارجية "التعاون"
&
وأشارت مصادر لواشنطن بوست إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيجتمع مع وزراء الخارجية العرب بعد أيام، من أجل الإعداد لقمة كامب ديفيد، وسيطرح حزمة من العروض التي قد تقدمها الولايات المتحدة للدول العربية، لكن تلك الحزمة إذا لم ترضِ الحلفاء الخليجيين، فإنها قد تدفع السعودية لتخفيض مستوى تمثيلها في هذه القمة، وحتى إرسال ولي العهد الأمير محمد بن نايف، لحضور القمة بدلًا من العاهل السعودي، ما قد يعتبر إهانة للإدارة الأميركية، في الوقت الذي نفى فيه مسؤول في الإدارة الأميركية إمكانية التوقيع على اتفاق دفاعي مع السعودية والإمارات وقطر، لأن ذلك سيتطلب مصادقة من الكونغرس الأميركي، ويتوقع أن يواجه هناك معارضة أعضاء في مجلس الشيوخ يؤيدون إسرائيل، خصوصًا وأن ذلك من شأنه أن يهدد تفوقها العسكري في الشرق الأوسط.&
&
قبل الاتفاق النووي
&
وبالنظر الى توقيت قمة أميركا، فإن مراقبين يرون أن أبرز ما ستناقشه القمة المقبلة هي مخاوف الدول الخليجية من الاتفاق النووي مع إيران، وسبل تعزيز التعاون على الصعيد الأمني، إلى جانب الحملة العسكرية لدول التحالف العربي على الحوثيين في اليمن، ومن المتوقع أن يطلع أوباما قادة الخليج على تفاصيل الاتفاق مع إيران وسيؤكد لهم أن توقيع هذا الاتفاق سيسهم في جعل المنطقة أكثر أمنًا واستقرارًا، لأن الصفقة تزيل تهديد إيران النووي.
&
وكانت الرياض أعربت مراراً عن رفضها لأي دور إيراني في الملف اليمني، باعتبار اليمن دولة عربية ولا يحق لإيران التدخل في شؤونه، كما اعترضت على هذا الدور في كل من سوريا والعراق.
&
دعم الحلفاء
&
وذكر تقرير نشرته نيويورك تايمز أن مسؤولين أميركيين من وزارة الخارجية والدفاع يعكفون إلى جانب مسؤولين في البيت الأبيض على مناقشة كل القضايا المتعلقة بالحلفاء العرب، ومنها مهمات عسكرية تدريبية مشتركة بين الجيوش العربية والولايات المتحدة، إضافة الى صفقات بيع أسلحة إضافية، وحتى اتفاق دفاعي مرن، قد يلمح الى أن الولايات المتحدة ستدعم حلفاءها إذا تعرضوا لهجوم من إيران، قبل لقاء قادة الخليج بالرئيس أوباما.
&
من جانبها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن التغييرات الجديدة على قيادة المملكة العربية السعودية تشير الى تغيير في السياسة الخارجية السعودية والى حزم أكبر.
&
ورأت الصحيفة أن تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد وتقديم الجيل الأصغر من الأمراء لقيادة المملكة قد يعني سياسة خارجية سعودية أكثر حزمًا وحسمًا حيال مختلف الملفات الإقليمية.
&