يحاصر "جيش الفتح" وجبهة "النصرة" مجموعة من كبار ضباط الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني في المستشفى الوطني بجسر الشغور، لذا كان هذا الموقع الوحيد الذي ذكره بشار الأسد في خطابه الأخير.
مروان شلالا من بيروت: من بين كل المعارك المستعرة على كامل بقعة الميدان السوري، لم يجد رأس النظام السوري بشار الأسد غير مستشفى جسر الشغور المحاصر، كي يذكره في خطابه الأخير، الذي قيل إنه في مدرسة من مدارس أبناء الشهداء. ولا بدّ أن ثمة ما يدفعه إلى استثناء هذا الموقع المدني، الذي حولته قواته مركزًا عسكريًا، وحشرت فيه عشرات الضباط والجنود، ويحاصره جيش الفتح وجبهة النصرة، استعدادًا لتحريره نهائيًا.
الصيد الثمين
إنه المستشفى الوطني، الواقع على أطراف المدينة المحررة في 26 نيسان (أبريل) الماضي. إلا أن الأهمية التي اكتسبها بآتية من معلومات متقاطعة، تفيد بأن بين المحاصرين في هذا المستشفى ضباط من كبار أركان جيش النظام، الذين انسحبوا من إدلب، ومنهم العقيد سهيل الحسن، أو النمر كما يطلق عليه عساكره، ومحافظ إدلب الهارب، ومنهم أيضًا قياديين ميدانيين من حزب الله وضباط إيرانيين كانوا يشرفون على جبهة إدلب، واضطروا إلى الانسحاب مع المنسحبين، ما أن انهارات خطوط الدفاع عن جسر الشغور، التي طالما شددوا على أنها منيعة على الثوار، بحسب ما يقول ناشطون سوريون.
ويضيف هؤلاء أن المال المنهوب من مدينة إدلب موجود في المستشفى ايضًا. إلا أن لا تأكيدات بعد، خصوصًا أن إعلام النظام يفرض ستارًا شبه حديدي حول أي معلومات تتصل بالمحاصرين في المستشفى. وكذلك يفعل الثوار، إذ يخططون لاتخاذ كل من في هذا المستشفى أسرى. وتكتفي مصادرهم بالقول: "إنه صيد ثمين جدًا".
ضغوط دولية
لم ينجح الثوار بعد في إتمام غزوتهم لجسر الشغور بتحرير هذا المستشفى، فيما تحاول قوات النظام أن تفي بوعد بشار الأسد فك الحصار وإنقاذ المحاصرين، مهما كان الثمن.
وقد تحركت أرتال عسكرية من قرية الفريكة المحاذية لجسر الشغور، لاقتحام المستشفى، فوقعت في كمائن جيش الفتح التي حولتها أشلاء، بينما تولى مدفع جهنم دك مواقع الأسديين في البلدة، ما أدى إلى مقتل نحو 20 جنديًا بحسب تقارير أفاد بها ناشطون في المنطقة. وقال موقع "عنب بلدي" السوري المعارض إن جيش النظام مستمر في حشد قواته في قريتي الفريكة وقرقور ليحاول مرة أخرى فك الحصار عن المستشفى.
لكن، لماذا لا تسارع المعارضة المسلحة إلى فتح المستشفى، فينقضي أمرها. يقول العميد المنشق مصطفى الشيخ في صفحته على موقع فايسبوك: "إن ضغوطًا من الدول الداعمة تمارس على الثوار في إدلب، بعدم اقتحام مشفى جسر الشغور، والسبب على ما يبدو أن المجرم سهيل الحسن بداخله مع ضباط إيرانيين وعدد من القياديين من حزب الله ومحافظ إدلب".
تأخير الهجوم
من جانب آخر، وبحسب الموقع نفسه، يردّ العقيد أبو قتيبة، القائد العسكري لتجمع أجناد الشام المنضوي تحت لواء جيش الفتح، التريث في اقتحام المستشفى إلى متانة التحصين الإسمنتي في المستشفى، الذي يحول دون اقتحام النقاط التي يتحصن فيها النظام، ويقول: "إن تأخير الاقتحام ربما يكون من أجل أسر الشخصيات المحاصرة، لما لها من أثر معنوي عالٍ على المجاهدين وسلبي على النظام".
كما قال العقيد هيثم العفيسي، النائب السابق لقائد أركان الجيش السوري الحر، إن هناك هدفًا استراتيجيًا في المستشفى، "والوصول إليه بالصبر قليلًا أفضل بكثير من تدميره نتيجة التسرع، وإلقاء القبض علي مجموعة من رأس النظام قد يساهم بفائدة للثورة وللمعركة أكبر من تدميرها. أضاف: "لا تستخف بما هو موجود داخل المشفى".
التعليقات