لندن: سارع قادة عراقيون اليوم لنزع فتيل فتنة طائفية شيعية سنية في منطقة الأعظمية ببغداد، حيث أحرق مسلحون مليشياويون شيعة مبنى للوقف السني ومنازل وسيارات للمواطنين في هذه المنطقة السنية، التي ترتبط بجسر على نهر دجلة مع منطقة الكاظمية الشيعية.

اعتقال عدد من المعتدين

وقال مصدر في الشرطة العراقية إن "مجهولين" أحرقوا الليلة الماضية مبنى استثمار الوقف السني ونحو خمسة منازل، وعدداً من سيارات المواطنين في منطقة الأعظمية شمال بغداد. ويمر مئات الآلاف من الزائرين الشيعة عبر هذه المنطقة لعبور جسر الأئمة نحو مدينة الكاظمية الشيعية، التي تشهد حاليًا إحياء مراسيم وفاة الإمام موسى الكاظم هناك، حيث تم حشد 75 الف عسكري لحماية حوالي مليوني زائر.

وفور وقوع عمليات الاحراق والتخريب في الأعظمية، فقد انتشرت عناصر عسكرية واستخبارية في شوارعها ومنعت عناصر مليشياوية مسلحة من دخولها. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الشرطة اعتقلت عددًا من المهاجمين وبدأت التحقيق معهم لمعرفة دوافع جريمتهم والجهات التي تقف وراءها.

القادة يبحثون التطورات والعبادي يتفقد المنطقة

ومن جهته، وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتطويق الفتنة في الأعظمية، وأمر القوات الأمنية بملاحقة مثيريها. وأضاف أن اندساس إرهابيين بين الزوار، أدى الى اقتحام مبنى الاستثمار للوقف السني وليس الوقف نفسه، إثر ادعاء بوجود حزام ناسف من قبل اهل الفتن. وأشار المكتب الاعلامي للعبادي في بيان صحافي الخميس، اطلعت على نصه "إيلاف"، إلى أن القوات الأمنية قد تحركت على الفور للسيطرة على الموقف في الأعظمية، مبينًا أن قيادة عمليات بغداد المتواجدة لديها أوامر من القائد العام للقوات المسلحة بالتعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة الأمن، والعمل على الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم.

وشدد على أن الوضع الأمني تحت السيطرة وتجري متابعة أية محاولات مماثلة وتطويقها والسيطرة عليها، نظراً لكثافة أعداد الزوار ووجود تنظيمات إرهابية لديها مخططات لبث الفتن ونقل صورة مغايرة عن التلاحم بين مكونات الشعب العراقي. ثم تفقد العبادي صباح الخميس منطقتي الأعظمية والكاظمية، حيث قال مكتبه إن "هذه الزيارة جاءت بعد تطويق الفتنة التي حاول مندسون إحداثها".

وبعد ذلك، زار العبادي مقر المجمع الفقهي العراقي السني لكبار العلماء في منطقة الأعظمية، وتعهد بمحاسبة المجرمين. وقالت رئاسة المجمع إن العبادي زار صباح اليوم المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء الكائن في منطقة الأعظمية في بغداد، "حيث استنكر ما جرى في مدينة الأعظمية من اعتداءٍ على جامع الإمام الأعظم، وحرق لمنازل المواطنين ولإدارات الوقف السني على يد ثلة مأجورة من المجرمين".

وأضاف المجمع أن "العبادي أشاد بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها"، ودعا المجمع "العبادي إلى محاسبة المجرمين ووضع حدٍ لهذه التجاوزات وتعويض المتضررين من هذه الجريمة".. مؤكداً أن "رئيس الوزراء تعهد بمحاسبة المجرمين".

وقبيل ذلك، بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في اتصالات عاجلة مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، أحداث منطقة الأعظمية، حيث تحقق منهما عمّا جرى من احداث بمنطقة الأعظمية في ساعة متأخرة من ليلة امس، خلال مراسم زيارة الامام موسى الكاظم، واكد ضرورة احتواء وتطويق ما جرى هناك منعاً لتفاقم الامور.

وحالياً يؤدي ملايين الزائرين مراسم زيارة الإمام الكاظم في منطقة الكاظمية، وسط اجراءات امنية مشددة، حيث تنفذ السلطات خطة أمنية وخدمية خاصة، كما تم تشكيل غرفة عمليات تضم في عضويتها قيادة عمليات بغداد والأجهزة الأمنية وديوان الوقف الشيعي والعتبة الكاظمية والادارات الخدمية.