يسأل مراقبون عن سبب إصرار إيران على عدم تفتيش سفينة شاهد الاغاثية، فلا بد أن وراء ذلك هدفاً تريد إيران تحقيقه.

الرياض: قررت الحكومة الإيرانية إرسال سفينة إغاثة إلى ميناء الحديدة اليمني، بعد ساعات من إعلان الهدنة الإنسانية في اليمن. لكنها أحاطتها بهالة من التهديدات، وصلت إلى حد القول بأن التعرض لهذه السفينة جدير بإشعال المنطقة برمتها.

أسرار شاهد

إنها السفينة "شاهد"، التي يقول الإيرانيون إنها ستصل الحديدة في 21 من آيار (مايو) الجاري، أي كان مقررًا لها منذ البداية أن تصل بعد انتهاء مهلة قوات التحالف العربي الانسانية، وبالتالي يقول المراقبون إنها مرسلة بالأصل من أجل خلق مشكلة في البحر الأحمر.

وما تقديم طهران شكوى إلى مجلس الأمن يوم الخميس الماضي بشأن محاولة السعودية منع هذه السفينة إلا ضغط كي تصل مبتغاها برعاية أممية، علمًا أن النائب الإيراني حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان، قال لوكالة أنباء فارس الجمعة إن لا قوة على هذه الأرض يمكنها تفتيش هذه السفينة.

يقول مراقبون إن الإيرانيين يستنسخون تجربة السفينة التركية "مرمرة" التي توجهت في العام 2009 لفك الحصار الاسرائيلي عن غزة، ووضعوا على متنها النائب الإيراني محمد صادقي، الطبيب المختص في جراحة الترميم، والمحارب السابق في الحرس الثوري الإيراني، والخبير في زراعة المتفجرات.

والجدير بالذكر هنا أن صادقي نفسه كان على متن طائرة "إغاثة" إيرانية منعتها الطائرات السعودية من الهبوط في مطار صنعاء في وقت سابق، بحسب ما قالت صحيفتا "مشرق" و"اطلاعات" الإيرانيتان.

دلالات

يرى المراقبون في وجود هذا الرجل دلالات عدة، أهمها وجود إصابات بليغة في أوساط قيادات حوثية. كما أن مرافقة عدد كبير من الأطباء للسفينة حجة إيرانية لتجنب تفتيشها. ويسأل هؤلاء المراقبون عن السبب الحقيقي الذي يدفع بالإيرانيين إلى رفض تفتيش السفينة، طالما هي محملة بالمساعدات الاغاثية.

ويجيبون بأنفسهم قائلين إن الجميع يعرف أن العسكرة في المجتمع الإيراني وصلت حدود التمام، أي أنه معسكر بصورة شبه كاملة، فجميع المسؤولين يعملون لصالح الحرس الثوري، والأطباء المرسلون إلى اليمن لا يستبعد أن يكونوا مدربين على القيادة، أكثر مما هم خبراء في الاغاثة، إن كان كبيرهم، أي صادقي، خبير متفجرات، خصوصًا بعد معلومات مؤكدة عن إيرانيين يديرون الجبهات لصالح ميليشيا الحوثي، وخصوصًا في عدن، وبعد تذكر أن إيران لم يسبق لها، منذ الثورة الاسلامية في العام 1979 على الأقل، أن أرسلت إغاثة إنسانية إلى اليمن، بينما تبين أنها ترسل شحنات من السلاح كثيفةً في الأعوام العشرة الماضية.