يستغل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة زيارته الاولى الى الخارج منذ فوزه الكاسح في الانتخابات، لبدء مناقشات& حول إصلاح الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء بخصوص مستقبل بلاده في الاتحاد.

ريغا: تبحث قمة ريغا التي يشارك فيها قادة الدول الاعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي بشكل اساسي الشراكة مع دول شرق أوروبا التي تضررت نتيجة ازمة اوكرانيا. لكن بغياب تقدم ملموس في هذا المجال برز في الساحة كاميرون ونظيره اليوناني الكسيس تسيبراس الذي التقى مساء الخميس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني عند وصوله صباح الجمعة الى ريغا ان الدول الاعضاء قادرة ان "عملت معا" على "تحسين الاتحاد الأوروبي".

كر وفر

واضاف في اقوال نشرتها اجهزته "اليوم سابدا جديا النقاش مع القادة الاخرين من اجل اصلاح الاتحاد الأوروبي واعادة التفاوض على علاقات المملكة المتحدة" مع الاتحاد، مقرا بان هذه المحادثات "ستشهد الكثير من الضجة والكر والفر" مشددا على "تصميمه" على تطبيق الاصلاحات قبل استفتاء حول وضع بلاده في الاتحاد الأوروبي.

ويسعى كاميرون الى استعادة بعض السلطات وتشديد شروط الاستفادة من المساعدات الاجتماعية على المهاجرين في الاتحاد الأوروبي ولا سيما الوافدين من دول الشرق، ما يثير استياء وارسو وبراتيسلافا وبودابست.

وتضاف هذه المشاكل المقبلة على الاتحاد الى مشاكل الشراكة الشرقية التي ترمي الى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الاتحاد الأوروبي والدول السوفياتية السابقة اوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وارمينيا واذربيجان وبيلاروس.

واكد قادة الاتحاد الأوروبي وعلى راسهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، تعزيز التعاون مع هذه الدول لكنهم بددوا امالهم بالانضمام الى الاتحاد، سعيا الى طمأنة روسيا الرافضة لاي "اختراق" لمنطقة نفوذها.

واكدت ميركل عند وصولها الى ريغا ان الشراكة الشرقية "ليست اداة لتوسيع الاتحاد الأوروبي، بل للتقرب من الاتحاد الأوروبي". واضافت "علينا الا نحيي امالا زائفة لن يكون بوسعنا تلبيتها فيما بعد"، ناسفة امال انضمام الاوكرانيين والمولدافيين والجورجيين الواضحين جدا في ما يريدون.

واضافت ان هذه المبادرة "ليست موجهة ضد احد، وعلى الاخص روسيا" مذكرة بان عودة روسيا الى مجموعة السبع امر "لا يمكن تصوره" في الوقت الحاضر بسبب دعمها للمتمردين الانفصاليين في شرق اوكرانيا.

سياسة مد اليد

وصرح رئيس مجلس أوروبا البولندي دونالد توسك ان "الاتحاد سيواصل مسار (الشراكة الشرقية) بالرغم من محاولات التخويف والتعدي"، ساعيا الى مد اليد الى جيرانه القلقين جدا من استعراضات بوتين.

لكن توسك دعاهم الى التحلي بالصبر. وقال "ينبغي التقدم كل مرحلة وحدها" والاستمرار في طريق الاصلاحات مقابل تشديد العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي. لكن على المدى الاقصر تطالب جورجيا واوكرانيا بالغاء نظام التاشيرات، على ما حصل مع مولدافيا، ما سيسهل التبادلات الى حد كبير. لكن عددا من الدول الأوروبية يخشى ان يؤول ذلك الى تدفق هائل للعمال من الشرق.

وصرحت الرئيسة الليتوانية داليا غريباويسكايتي "نامل ان يسري هذا التحرير قبل نهاية العام"، حيث ما زال على كييف وتبييليسي تلبية عدد اضافي من المعايير. كما برزت مسألة الدين اليوناني في قمة ريغا حيث التقت ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مطولا برئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ليلا لبحث هذا الملف الشائك.

واتفق القادة الثلاثة "على ضرورة مواصلة السلطات اليونانية عملها مع المؤسسات الثلاث" الدائنة اي الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي واتفقوا على "البقاء على اتصال وثيق في الفترة المقبلة" بحسب محيط الرئيس الفرنسي.