القطيف: شيع عشرات الألوف من داخل المملكة وخارجها عصر& اليوم الأثنين ضحايا التفجير الإرهابي بمسجد الإمام علي بالقديح بمحافظة القطيف شرق السعودية والذي وقع الجمعة الماضية أثناء إقامة الصلاة.
وتوافد المشيعون منذ الصبح الباكر داخل المملكة بعضهم من البحرين والكويت لمنطقة سوق الخميس العريق تاريخياً بوسط القطيف استعداداً لانطلاق موكب التشييع الذي انطلق عند الثالثة عصراً.
وشهد التحضير لمراسم التشييع استعدادات غير مسبوقة في القطيف من حيث التنظيم والإجراءات الأمنية واللوجستية حيث شارك الاف المتطوعين في عشرات اللجان التنظيمية والإعلامية والطبية لتوفير وتأمين مسيرة التشييع.
وانطلقت مسيرة التشييع من سوق الخميس بوسط القطيف حيث أقيمت صلاة الجنازة ثم انطلق الموكب من شارع الملك فيصل مروراً ببلدة البحاري ووصولاً لمقبرة الحليلة ببلدة القديح.
من جانبه نفى مصدر أمني صحة ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي عن منع الحافلات القادمة من محافظة الأحساء ومتوجهة لمحافظة القطيف للمشاركة في التشييع.
وبين المصدر نفسه بأنه لا يوجد أمر بالمنع من أي جهة حكومية، مبيّناً بأن ما حدث عبارة عن إجراءات أمنية تهدف للتأكد من هوية الركاب، لمنع استغلال أي جهة ارهابية من التسلل بين المشاركين الذين قدموا من عدة مناطق ومحافظات المملكة.
وخصصت 13 وحدة طبية إضافةً لمركز للتحكم بمستوصف مضر بالقديح ووحدة للإدارة الطبية "ميدانية" وتتكون من أخصائيين وأطباء متطوعين وتوزعت على امتداد خط سير التشييع وذلك لتقديم الخدمات الطبية والإسعافية للمشيعين خلال وقت التشييع.
وأصدر سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية أوامره بتسخير كافة الجهات الأمنية والخدمية الحكومية لتقديم كل ما بوسعها من أجل أن تتم عملية التشييع وأيام العزاء بكل أمن وأمان ويسرٍ وسهولة وذلك بحسب ما أوضح محافظ القطيف خالد الصفيان.
وكان المركز الإعلامي لحادثة تفجير مسجد الإمام علي بالقديح أطلقت رابط مباشر لمتابعة التشييع للشهداء 21 خلال مسيرة تمتد من وسط القطيف وحتى مقبرة الحليلة بالقديح.
يذكر أن تنظيم "داعش" تبنى حادثة تفجير مسجد الإمام علي بالقديح بمحافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية شرق السعودية والتي راح ضحيتها أكثر من 120 سعودياً منهم 21 شهيداً.
وقال احد المشاركين مفضلا عدم عن الكشف عن اسمه ان "الجميع يريد المشاركة في التشييع تعبيرا عن الدعم والمواساة".
وكان الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في القديح ثاني هجوم يستهدف الشيعة في المملكة في غضون اشهر.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر، قام مسلحون بقتل سبعة مواطنين من المسلمين الشيعة في بلدة الدالوة بشرق المملكة.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يخاف من وقوع هجوم جديد خلال التشييع، قال احد منظمي التجمع "لا احد يمكنه ان يتوقع ماذا يمكن ان يحصل. لقد اتخذنا كل التدابير الوقائية بالتنسيق مع السلطات المحلية". كما ذكر ان عددا كبيرا من المواطنين تطوعوا للمشاركة في تنظيم التشييع.
واشار هذا الرجل ايضا الى انه طلب من النساء عدم المشاركة في التشييع بسبب المخاوف الامنية، فيما تمت اقامة منطقة خاصة للنساء من اجل تقبل التعازي.
ورفعت اعلام سوداء في شوارع القطيف، فيما اقامت الشرطة نقاط تفتيش.
التعليقات